أكد المبعوث الرئاسي الفلسطيني نبيل شعث أن القيادة الفلسطينية لن تتأثر بتهديدات الإدارة الأمريكية وأنه لا تراجع عن استحقاق شهر سبتمبر المقبل. مشيراً إلي أن الفصائل الفلسطينية توصلت لاتفاق يقضي بتأجيل ملف تشكيل الحكومة إلي ما بعد التوجه إلي الأممالمتحدة. وكان شعث قد أجري محادثات في موسكو مع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرجي فيرشينين. ووصف شعث الذي يزور موسكو بصفته مبعوثا خاصا للرئيس محمود عباس- في تصريحات خاصة لوكالة أنباء نوفوستي الروسية. مباحثاته مع الجانب الروسي - بأنها كانت ايجابية جداً. مشيراً إلي تطابق مواقف الطرفين الفلسطيني والروسي حيال الملفات المطروحة. ولفت شعث إلي أن الزيارة لم تهدف إلي تقديم مطالب لأن روسيا معترفة أصلاً بالدولة الفلسطينية قائلاً إن الروس يدعمون توجهنا إلي الأممالمتحدة في شكل كامل. وأضاف أن النقاش تركز حول التفاصيل المطروحة وعرضنا عليهم أفكارنا والمسائل التي استجدت علي صعيد الاتصالات الهادفة إلي حشد تأييد لموقف الفلسطينيين في الأممالمتحدة. وأكد شعث الذي قام بجولات دولية واسعة خلال الشهور الأخيرة لإنجاح ما بات يطلق عليه "استحقاق سبتمبر" أن موسكو أظهرت تفهما واسعاً لمواقف فلسطين. وأنها تدرك أهمية الحصول علي الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة بالنسبة إلينا وأن الجانبين ناقشا المواقف الإسرائيلية والأمريكية التي وصفها بأنها مخالفة لكل الاتفاقات الموقعة وتشكل تراجعاً عن كل قواعد التفاوض والمرجعيات المعمول بها. واصفاً موقف واشنطن بأنه يعكس انحيازاً كاملاً لإسرائيل. وأضاف شعث أن الطرفين الفلسطيني والروسي اتفقا علي أن استمرار الاتصالات بينهما خلال الفترة المقبلة. وعلي صعيد متصل أفاد شعث مبعوث الرئيس الفلسطيني بأن مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية سيرجي فيرشينين يعتزم زيارة رام الله قريباً. وأن وزير الخارجية سيرجي لافروف سيجري محادثات في نيويورك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيكون اللقاء بين الطرفين مباشرة قبل توجه عباس بخطاب إلي المجتمع الدولي في 23 سبتمبر المقبل. وهو الخطاب الذي سيطلب فيه الرئيس الفلسطيني اعترافاً دولياً بدولة فلسطين علي حدود الرابع من يونيو من العام 7196. ورداً علي سؤال حول معطيات ترددت عن تهديد أمريكي للفلسطينيين بقطع المعونات في حال إصرارهم علي التوجه إلي الأممالمتحدة. شن شعث هجوماً عنيفاً علي واشنطن. واعتبر أن موقف الإدارة الأمريكية "معيب".. لافتاً إلي أن هذه التهديدات صدرت عن أعضاء في الكونجرس الأمريكي وأن جهات في الإدارة أبلغت الفلسطينيين بأنها تتعرض لضغوط من جانب الكونجرس. واعتبر أن إدارة الرئيس باراك أوباما "خضعت للابتزاز وتراجعت عن وعودها والتزاماتها تجاه الفلسطينيين". وقال شعث إن كل التهديدات لن تؤثر علينا ولن نسلم أبدا حقنا بتقرير المصير لأي طرف "وأن الفلسطينيين تجاوزا مرحلة التردد ولن نتراجع عن نيتنا". وبالنسبة للوضع الداخلي الفلسطيني. أكد شعث أن الاتصالات متواصلة مع الفصائل الفلسطينية لتعزيز اتفاق المصالحة. وكل الأطراف متفقة علي الخط الاستراتيجي. وأوضح أن الأطراف الفلسطينية اتفقت علي تأجيل النقاش في ملف تشكيل الحكومة الجديدة حتي الانتهاء من موضوع الأممالمتحدة. ولم يستبعد شعث أن تسعي إسرائيل إلي تصعيد عسكري ضد غزة. مشيراً إلي أن الإسرائيليين "يقولون إن توجهنا إلي الأممالمتحدة يقود إلي العنف وهم الآن يريدون التصعيد حتي يبرروا تعنتهم ". وأشار في الوقت ذاته. إلي أن كل الفصائل الفلسطينية متفقة علي عدم التصعيد والالتزام بالتهدئة.وأضاف شعث ان قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مستعدة لمواصلة البحث عن طرق استئناف المفاوضات مع إسرائيل وفقا لأسس القانون الدولي المعترف به.