شهدت مصر في الفترة الأخيرة أزمات وعددا من كوارث نزيف الأسفلت. وتحديات متعاقبة وتلعب ¢مافيا الاحتكار¢ دورا في زيادة الاحتقان بين قطاعات متعددة من المواطنين. شراهة المكسب الحرام وتحقيق ملايين الجنيهات هدف لا يغيب عن هؤلاء الذين أغرتهم هذه اللعبة الشيطانية ويستغلون أي فرصة لتلبية أغراضهم الخبيثة. ولا يقل أهمية عن هؤلاء المحتكرين تلك الفئة التي ابتلينا بها في هذا الزمن وهم بعض سائقي السيارات. الاتوبيسات. النقل. الميكروباص. نزيف الأسفلت اشتكي من عدم مبالاة هؤلاء بالأرواح التي يستقلون سياراتهم. ويشترك مع هؤلاء العاملين بالسكة الحديد كارثة العياط الأخيرة تتعدد خيوطها بتعدد تلك الوقائع التي شهدتها هذه المدينة وكأن القطارات لا تخرج عن القضبان إلا في نطاقها وأصبح خطأ السائق وعامل التحويلة هدفا للتحقيقات في هذه الكوارث. هذه الكوارث التي جاءت في زمن متقارب تكشف بلا أي شك عن عدة مظاهر للفساد الذي تمكن من فكر ومشاعر البعض. فقد كان الانفلات وعدم توخي الدقة والابتعاد عن السرعة الجنونية هي التي أدت إلي مصرع نحو 29 شخصا وإصابة نحو 61 هي جملة كوارث يوم واحد. سلسلة هذا الانفلات وتلك الرعونة مليئة بالأخطاء وتجاوز كل الخطوط واللامبالاة بهذه الأرواح التي تذهب ضحايا نزيف الأسفلت. وكأن ضمائر ومشاعر هؤلاء قد أصابها الغياب الدائم. ورغم تكرار تلك الحوادث إلا أن احدا لم يعتبر ولم تتحرك مشاعره نحو هؤلاء الضحايا وربما يكون أحد أقاربه من بينهم. انفلات ورعونة تحدث عنها ولا حرج!! من بين هذه المآسي.. تلك الأزمات التي شهدها كثير من المحافظات. أنابيب البوتاجاز فقد تجاوزت شهوة الكسب الحرام أن الأنبوبة التي سعرها 8 جنيهات أصبحت لدي هؤلاء المحتكرين والمتلاعبين بنحو 75 جنيها اليست هذه مأساة تؤكد مدي غياب الضمير لدي هؤلاء الذين يستغلون أي أزمة طارئة وناهيك الطائفة الأخري من هؤلاء المحتكرين الذين ينتهزون فرصة انخفاض الدعم أو ضريبة القيمة المضافة ويشعلون لهيب الأسعار التي تثقل أعباء المواطنين. الفساد تمكن من أوصال هؤلاء المتلاعبين وأتاحوا الفرصة لمن يروجون التشكيك وإثارة الأقاويل ضد الإجراءات التي تتخذها الدولة لتصحيح المسار الاقتصادي والخروج من الأزمات التي جاءت نتيجة تراكم الاهمال وغيره من الإجراءات التي استمرت علي مدي أكثر من ثلاثين عاما. هؤلاء المنفلتون والمحتكرون يحاولون ملء جيوبهم بالمال الحرام والسعي بكل جهد تعطيل مسيرة الاصلاح الاقتصادي. ولا شك أن الانفلات وغياب الضمير من أهم الأسباب التي تؤدي إلي تلك المآسي التي نراها جميعا علي أرض الواقع وكأن الفساد أصبح هو الطريق لابطال هذه المافيا التي تلعب دورا في الخفاء واستغلال أي طارئ لتحقيق أغراضهم الدنيئة.. ولا سبيل لهؤلاء سوي التلاعب وابتكار الحيل لتحقيق المكاسب من ذلك علي سبيل المثال لعبة أنابيب البوتاجاز عن طريق السريحة وافتعال الكثير من تلك الابتكارات والحيل الماكرة. كل ذلك يتطلب حركة فاعلة ويقظة دائمة لكل الأجهزة سواء في مراقبة حركة السير بالطرق الختلفة وكذلك الأسواق التي تشهد الاعيب هذه المافيا. وتطبيق القانون بأشد بنوده عقابا وكشف الستار عن المتلاعبين في الخفاء وراء هؤلاء الذين ينشرون الرعب والفزع في النفوس ويجب علي المواطن مشاركة أجهزة الدولة في الإبلاغ عن هؤلاء المنفلتين والمتلاعبين مع توفير الضمانات لأي مواطن يبلغ عن هؤلاء الذين تجاوزت حيلهم كل الخطوط. لابد من مشاركة فعاله بين الأجهزة والمواطنين في تلاحم لضرب الفساد والمفسدين. ياسادة اليست مأساة أن تري كارثة بطريق الفرافرة وسوهاج والأقصر والبحر الأحمر وحادث قطار العياط كل ذلك في يوم واحد. هذه الوقائع تتطلب النهوض بكل قوة وإعداد حملات علي مختلف الطرق لضبط جنون السرعة ورعونة القيادة والمخالفات المتعددة. وأن تكون هناك مواجهة لمافيا الاحتكار والضرب علي ايدي هؤلاء بكل قوة في إطار القانون بلا أي تقاعس أو تكاسل حقيقة لدينا أزمات اقتصادية ومشاكل تراكمت علي مدي سنوات لكن باليقظة لمواجهة الفساد والصبر في هذه الفترة حتي نعبر هذه الأزمات وتحقيق الاصلاح الاقتصادي وعبور التحديات بعزيمة وصبر تتناسب مع تاريخ وحضارة شعب مصر وبإذن الله قادرون علي قهر الازمات وتجاوز كل العقبات.