الوهم الذي حاول أحمد عزت سليم تفكيكه في كتابه المهم هو انتقاء وجود علاقة بين الأصولية الصهيونية والعديد من التيارات المتأسلمة. التي نسبت نفسها الي السلفية الدينية. الصهيونية هي المصدر الأول لكل ما يتهدد الوطن العربي - والإسلامي - من اخطار. وهي التي افرزت ما يصعب حصره من تنظيمات التآمر والخيانة وتقويض الشخصية الإسلامية. والأمثلة لا تعوزنا: إنجيل برنابا الذي ألفه حاخام يهودي من الأندلس. ونسبه إلي عالم دين مسلم. وجماعة الاتحاد والترقي التي كان قوامها مجموعة من يهود الدونمة. ورغم إدانتنا للكثير من ممارسات دولة الخلافة العثمانية. فمن الصعب ان ننكر الدور الخطير الذي أحدثته مؤامرات الجماعة. ليس في تقويض دولة الخلافة فحسب. وإنما في القيام بدور فاعل في مشروع تقسيم الوطن العربي الذي وضعت ملامحه معاهدة سايكس بيكو. ولعل المثل الأقرب العميل الصهيوني كوهين الذي زعم الإسلام. وبلغ في سوريا منصباً رفيعاً. استطاع من خلاله ان يضع الصورة اليومية للأوضاع داخل المطبخ السياسي السوري أمام القيادة الصهيونية. ورغم ان دمشق أعدمت العميل الصهيوني في ميدان المزة. بعد ان كشفته المخابرات المصرية. فإن إسرائيل مشغولة الآن بانتهاز تردي الأوضاع في الداخل السوري للتوصل الي موضع رفات الجاسوس الصهيوني. وإعادته الي فلسطينالمحتلة. ويحرص الكاتب علي ان يشير الي الفتوي التي أباحت للنساء الإسرائيليات ممارسة الجنس مع الأعداء لقاء الحصول علي معلومات تفيد الكيان الصهيوني. يعرض لنا أحمد عزت سليم كما هائلاً من تعاليم ونصائح الحاخامات اليهود ورجال الحكم في الكيان الصهيوني. تتفق جميعها علي ان الحروب الثلاثة التي جرت بين إسرائيل والعرب في 1948. 1956. 1967. هي حروب مقدسة لتحرير ما سموه أرض إسرائيل. وأن ما يجدر بالشباب اليهودي ان يعيه هو ضرورة تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد. فلابد من اجتثاثهم. والتخلص منهم كما يتم التخلص من الميكروبات والجراثيم. الرؤي واضحة. والتدبيرات بالوضوح نفسه. والتطبيقات نتعرف إليها في عمليات الاغتيال اليومية وشباب ونساء فلسطينيين. شك الجنود اليهود في نياتهم فقتلوهم! في تناوله لما تطلق علي تنظيماتها اسم الاصولية. أو السلفية الإسلامية. يذهب عزت سليم إلي أنها امتداد مغاير في القسمات ليهود الدونمة. أو أن الصهوينية العالمية افلحت في غسل أدمغة الشباب الإسلامي المتطرف. بواسطة تسلل عملاء أجيد تدريبهم. أفادوا من تردي الأوضاع العربية الداخلية. ومن الدعم الصهيوني والغربي في تكوين المنظمات التي تدعي الإسلام. وتعمل علي هدمه! يبقي ان اشير إلي يوري أوفنيري. قدمه الكاتب بصفة الحاخام الذي نصح بني قومه - مثل كل الحاخامات - بسحق الحشرات والجراثيم التي هي نحن. إنه سياسي صهيوني متعصب. حاول ان يداري توجهه بالانتساب الي حركات حقوق الإنسان.