أعلن قادة في اليسار الاسرائيلي تأييدهم لكل ما يؤدي الي إحلال السلام بين دولتهم والشعب العربي في فلسطينالمحتلة. انتقادات قاسية الي رئيس الوزراء نتنياهو لأنه ابتعد عن المفاوضات التي تقرب احتمالات السلام. وجد قادة اليسار الاسرائيلي في المقابل في حرب الدمار التي شنتها قواتهم المسلحة ضد قطاع غزة. وضد الشعب الفلسطيني بعامة أمرا طبيعيا. ومطلوبا. لحماية المستوطنين اليهود من أي أخطار قائمة. أو محتملة. حتي لو قتلت العمليات العسكرية مواطنين مدنيين. أو دمرت ممتلكاتهم. أو دفعتهم الي الهجرة الداخلية. والي خارج الحدود. فان الغاية تبرر الوسيلة. والغاية هي فرض الارادة الصهيونية بصرف النظر عن بشاعة الوسائل! كلمات اليسار الاسرائيلي جاءت ردا علي اتهامات الاعلام الأوروبي والأمريكي "متع الله إعلامنا العربي بأحلام سعيدة!" بأن صوت اليسار ظل ساكنا منذ بدأت أحداث غزة الأخيرة. ذكرني هذا الموقف بمواقف مماثلة. كان بطلها السياسي الصهيوني القديم أوري أوفنيري. الذي كان ينتقد مواقف حكومات بلاده. وتصرفاتها. ويدعوها الي ضرورة السعي نحو السلام. صار أوفنيري نجما عالميا. تتناقل وسائل الاعلام أقواله وتصريحاته. وتقدمه باعتباره تجسيدا لقطاعات مهمة من مثقفي اسرائيل تدعو الي الحل العادل للقضية الفلسطينية. وحين مثل أوفنيري عن المقترحات التي يتحقق بواسطتها الحل العادل. رفض أن تتضمن مقترحاته أي انسحاب لقوات دولته من الأراضي العربية المحتلة. وأصر أن تظل الأوضاع علي ما كانت عليه. علي أن يكون السلام بين المعتدي والمعتدي عليه هو النهاية السعيدة! بالاضافة الي ذلك. فان أوري أوفنيري لم يترك قناعاته بالأساطير والدعاوي الصهيونية. رغم عمليات القتل والمحو والإفناء وإشاعة الدمار في المدن والقري الفلسطينية. بما يعيد بشاعات القرون الوسطي. وركز علي وجوب نسيان الفلسطينيين والعرب معاناتهم. أو تناسيها. والجلوس الي مائدة المفاوضات كمدخل وحيد الي السلام. أما العدوان الذي أثمر احتلالا أجنبيا. وزرع مستوطنات في قلب الأرض العربية. وألغي حق العودة. فقد رفض أوفنيري مناقشته. ولأن السيناريو واحد. وإن اختلف أبطاله. فلعلي أذكرك بقول شيمون بيريز تعليقا علي مذبحة قانا التي كانت بأمر منه. انها تنتمي الي الماضي. وحينما سئل عن تفسيره لعمليات الاحتلال والاستيطان والتوسع التي يمارسها ما سمي "جيش الدفاع الاسرائيلي" بلا حدود ينتهي اليها. روي حكايات وأساطير ودعاوي تعود الي آلاف السنين. وطرحها علي أنها الحقيقة المؤكدة. فمن المستحيل في رأيه أن نبدلها!