أخبار الأهلي : سيد عبد الحفيظ يختار تشكيل الأهلي الأمثل في مباراة الترجي التونسي    426 مليون جنيه إجمالي مبيعات مبادرة "سند الخير" منذ انطلاقها    رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية: إسرائيل لن تلتزم بقرارات العدل الدولية    فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي على شاطئ غزة منفذا لتهجير الفلسطينيين    روسيا: مستعدون لتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة    الخارجية الروسية: لا نخطط للتدخل في الانتخابات الأمريكية    بعد افتتاحه رسميا.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب رضي الله عنها    بحوزته 166 قطعة.. ضبط عاطل يدير ورشة تصنيع أسلحة بيضاء في بنها    إعدام 6 أطنان أسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    "القاهرة الإخبارية" تحتفي بعيد ميلاد عادل إمام: حارب الفكر المتطرف بالفن    أحمد السقا عن أصعب مشهد بفيلم «السرب»: قنبلة انفجرت حولي وخرجت سليم    وزيرة التخطيط تشارك بافتتاح النسخة الحادية عشر لقمة رايز أب    مصر تشارك بأكبر معرض في العالم متخصص بتكنولوجيا المياه والصرف الصحي بألمانيا "IFAT 2024" (صور)    تضامن الدقهلية تنظم ورشة عمل للتعريف بقانون حقوق كبار السن    الحبس والغرامة.. تعرف على عقوبات تسريب أسئلة الامتحانات وأجوبتها    سعر الدولار فى البنوك المصرية صباح الجمعة 17 مايو 2024    الجزار: انتهاء القرعة العلنية لحاجزي وحدات المرحلة التكميلية ب4 مدن جديدة    مواعيد مباريات الجمعة 17 مايو.. القمة في كرة اليد ودربي الرياض    تأهل هانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة العالم للإسكواش    بعد 3 أسابيع من إعلان استمراره.. برشلونة يرغب في إقالة تشافي    ليفربول يُعلن رحيل جويل ماتيب    مصر تفوز بحق تنظيم الاجتماعات السنوية للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في 2027    17 مايو 2024.. أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية اليوم    مصرع ربة منزل ونجليها في حادث دهس أسفل سيارة بعين شمس    دون إصابات.. تفاصيل نشوب حريق بقطعة أرض فضاء في العمرانية    تجديد تكليف مي فريد مديرًا تنفيذيًا للتأمين الصحى الشامل    الخشت يستعرض دور جامعة القاهرة في نشر فكر ريادة الأعمال    برنامج للأنشطة الصيفية في متحف الطفل    وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بين سبورت.. موعد ومكان الجنازة    طارق الشناوي ل «معكم منى الشاذلي»: جدي شيخ الأزهر الأسبق    الإثنين.. المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي سينما المرأة    دعاء يوم الجمعة المستجاب.. «اللهمَّ اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أعمارنا أواخرها» ردده الآن    انطلاق قافلة جامعة المنصورة المتكاملة "جسور الخير-21" المتجهة لحلايب وشلاتين وأبو رماد    في 5 دقائق.. طريقة تحضير ساندويتش الجبنة الرومي    مرور مفاجئ لفريق التفتيش الصيدلي على الوحدات الصحية ببني سويف    طريقة عمل الهريسة، مذاقها مميز وأحلى من الجاهزة    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    خبير سياسات دولية: نتنياهو يتصرف بجنون لجر المنطقة لعدم استقرار    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    أين وصلت جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل؟    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 17 مايو 2024 والقنوات الناقلة    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    الاغتسال والتطيب الأبرز.. ما هي سنن يوم «الجمعة»؟    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لطلاب الشهادة الإعدادية بالجيزة.. غدا    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان وانفجار أخرى في الجليل الغربي    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    بسبب عدم انتظام الدوري| «خناقة» الأندية المصرية على البطولات الإفريقية !    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التاريخ المشرّف للعثمانيين 8

قلنا في المرة السابقة أن التآمر على السلطان عبد الحميد الثاني كان على أشده، حتى تم عزله؛ وكانت قصة عزله عبارة عن مسرحية من إِعداد المخابرات البريطانية على النحو التالي:
أعلن مجلس النواب القرار بعد الفتوى العجيبة بعزله وتحت ضغط من الاتحاديين، ثم استُدعى الصدر الأعظم توفيق باشا إِلى المجلس لإبلاغ القرار للخليفة عبد الحميد الثاني، ولكنه اعتذر، فانتخب الاتحاديون وفداً عجيباً أيضاً، يندي له الجبين خجلاً، وسيظل يذكره التاريخ أبداً، فقد كان الوفد مؤلَّفاً من:
1- الفريق البحري عارف حكمت.

2- آرام أفندي الأرمني!.

3- عمانوئيل قره صو اليهودي! (نائب سالونيك).

4- أسعد طوبطاني الأرناؤوطي الخائن!.

دخل الوفد على السلطان عبد الحميد فوجدوه واقفًا، وكأنه كان بانتظارهم! هادىء الأعصاب، متزنًا، فقرأ الفتوى الفريق عارف حكمت أمامه، فأجابه السلطان الخليفة: (ذلك تقدير العزيز العليم) ثم تقدم أسعد طوبطاني وقال له: لقد عزلتكم الأمة. ولكن عبد الحميد غضب وقال: تقصد أن الأمة خلعتني... لا بأس، ولكن لماذا جئتم بهذا اليهودي إِلى مقام الخلافة؟!!!
(يقصد قره صو).
وفي عام 1328ه أُرسل إِلى سالونيك مع نسائه وأولاده وبعض المرافقين والخدم، وبقى هناك تحت حراسة الاتحاديين حتى حرب البلقان ثم جرى نقله إِلى قصر (بكلربكي) في استانبول بعد أن توسّط له الإمبراطور الألماني (ولهلم الثاني) إِلى أن تُوفّي - رحمه الله - في ذلك القصر في يوم 10 فبراير سنة 1918ه.
فتوى خلع السلطان عبد الحميد الثاني العجيبة:
في يوم الثلاثاء، السابع والعشرين من شهر نيسان عام 1909م اجتمع 240 عضواً من مجلس الأعيان في جلسة مشتركة، وقُرِّر بالاتفاق خلع السلطان عبد الحميد الثاني، وكتب مسودة الفتوى الشيخ النائب حمدي أفندي المالي (!) لكن أمير الفتوى نوري أفندي الذي دعي للاجتماع رفض هذه المسودة، وهدّد بالاستقالة من منصبه إِن لم يجر تعديل عليها، وأيّده في التعديل عدد من أنصاره من النواب، فعدل القسم الأخير على أن يقرّر مجلس "المبعوثان" عرض التنازل عن العرش أو خلعه وإِليكم نص الفتوى ذات الوجهين الموقعة من قِبَل شيخ الإِسلام (!) محمد ضياء الدين أفندي، ووافق عليها مجلس"المبعوثان" بالإِجماع:
إِذا قام إِمام المسلمين زيد فجعل ديدنه طي وإِخراج المسائل الشرعية المهمة من الكتب الشرعية، وجمع الكتب المذكورة، والتبذير والإِسراف من بيت المال، واتفاقية خلاف المسوغات الشرعية، وقتل وحبس وتعذيب الرعيَّة بلا سبب شرعي، وسائر المظالم الأخرى، ثم أقسم على الرجوع عن غيِّه، ثم عاد فحنث وأصرّ على إِحداث فتنة ليخلّ بها ووضع المسلمين كافة، فورد من المسلمين من كافة الأقطار الإِسلامية بالتكرار ما يشعر باعتبار زيد هنا مخلوعاً، فلوحظ أنّ في بقائه ضرراً محققاً، وفي زواله صلاحًا (!) فهل يجب على أهل الحل والعقد وأولياء الأمور أن يعرضوا على زيد المذكور التنازل عن الخلافة والسلطنة أو خلعه من قبلهم؟
الجواب: نعم يجب (!!!) .
كتبه الفقير السيد محمد ضياء الدين
عفا الله عنه
التوقيع شيخ الإِسلام محمد ضياء الدين أفندي

والحقيقة أن السؤال والجواب في هذه الفتوى لا يحتاجان إِلى تعليق ولا بيان أكثر.

من نص خطاب السلطان عبد الحميد الثاني لشيخه محمود أبي الشامات عام 1909م في نفس العام الذي تمَّ فيه خلعه: (... إِنني لم أتخلّ عن الخلافة الإِسلامية لسبب ما، سوى إِنني - بسبب المضايقة من رؤساء جمعية الاتحاد المعروفة باسم (جون تورك) وتهديدهم - اضطررت و أُجبرت على ترك الخلافة.
إِنّ هؤلاء الاتحاديين قد أصرّوا عَلَىّ بأن أصادق على تأسيس وطن قومي لليهود في الأرض المقدّسة (فلسطين) ورغم إِصرارهم فلم أقبل بصورة قطعية هذا التكليف.
وأخيراً وعدوا بتقديم مئة وخمسين مليون ليرة انكليزية ذهباً فرفضت هذا التكليف بصورة قطعية أيضاً، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي الآتي: (إِنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً - فضلاً عن مئة وخمسين مليون ليرة إنكليزية ذهباً - فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجه قطعي، لقد خدمت الملة الإِسلامية والأمة المحمدية ما يزيد عن ثلاثين سنة، فلم أسوّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي والخلفاء العثمانيين، لهذا لن أقبل بتكليفكم بوجه قطعي أيضاً).
وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي، وأبلغوني أنهم سيبعدونني إِلى سالونيك، فقبلت بهذا التكليف الأخير.
هذا وحمدت المولى – وأحمده - أنني لم أقبل بأن أُلطّخ الدولة العثمانية والعالم الإِسلامي بهذا العار الأبدي الناشىء عن تكليفهم بإِقامة دولة يهودية في الأرض المقدسة (فلسطين) وقد كان ذلك ما كان، ولذا فإِنني أكرر الحمد والثناء على الله المتعال، و أعتقد أن ما أعرضه كان في هذا الموضوع الهام وبه أختم رسالتي هذه... ).
خادم المسلمين
عبد الحميد بن عبد المجيد

أسباب ضعف الدولة العثمانية وسقوط الخلافة الإسلامية:
يمكن تقسيم الأسباب التي أدّت إِلى إِضعاف الدولة العثمانية وبالتالي إِلى سقوط الخلافة الإِسلامية إِلى أقسام منها:
1- التآمرات الخارجية والمتمثل في الجمعيات السّرِّيَّة تحت حماية أوروبا والتآمرات الصهيونية والماسونية.

2- بروز النعرات العرقية لا سيما الدعوة للطورانية والتتريك العنصري وتتريك الأدب والسياسة والفكر، وبروز القومية العربية من جانب آخر.

3- التآمر الشخصي على مستوى أفراد عملوا ضد الدولة العثمانية وكان لهم تأثير على المستوى الفكري.

4- ضعف بعض السلاطين العثمانيين وانكباب بعضهم على الملذات والإِفراط فيها.

اولًا: التآمرات الخارجية:
الصهيونية: عمل اليهود لتحقيق حلم قديم في إِقامة دولة إِسرائيل في فلسطين، وكان (ليونبسكر) (1821- 1891) م هو الداعية لهذه الحركة الصهيونية والعمل لها، ثم جاء من بعده (آحادهاغام) (1856- 1927) م الذي يعتبر المفكِّر الأول للصهيونية بمفهومها الحديث، وظلت الصهيونية مفتقرة للتخطيط وجمع الجهود المبعثرة حتى جاء (تيودور هرتزل) (1860- 1904) م الذي يعتبر أبو الصهيونية فتمكن من عقد مؤتمرات عالمية كبيرة، مكونة من الجمعيات الصهيونية على مستوى العالم، بهدف إِقامة دولة إِسرائيل الكبرى من النيل للفرات.
تمكن اليهود من بعض مخططاتهم وتآمروا بالخلافة - وهي الحائل المانع أمامهم - وزرعوا إِسرائيل مستخدمين في ذلك قوة النفوذ البريطاني الذي لم يرع في الحق ذمة، وزرعت إِسرائيل في قلب العالم الإِسلامي.
ولم يهدأ اليهود لحظة واحدة في خلق الكيانات الطائفية في المنطقة، لأن دولتهم إِنما قامت في الأساس بسبب العنصرية الطائفية، ولولا الدعم الأمريكي اليوم المستمر لزال ذلك الكيان المصطنع تدريجياً.
ويكفي أن ندلّل على سوء أخلاقهم وفسادهم بما تقوله (بروتوكولات حكماء صهيون): (... يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا، فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية، في ضوء الشمس كي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدّس، ويصبح همّه الأكبر هو إِرواء غرائزه الجنسية، وعندئذٍ تنهار أخلاقه... ولقد رتبنا نجاح داروين وماركس ونيتشه بالترويج لآرائهم، ولأن الأثر الهدّام الفذ تنشره علومهم في الفكر غير اليهودي).
ولما جاء داروين يصادم الكنيسة بنظرياته دخلت الصهيونية العالمية المعركة على اتساعها، دخلت بعلمائها الثلاثة الكبار"ماركس وفرويد ودركهايم" تحطم ما تبقى من مفاهيم الدين، ثم قامت تعمق الهوّة التي تبتلع المسيحيين كعقيدة بإِشاعة ألوان من الفساد الخلقي البشع.
ولأن السلطان عبد الحميد - رجل الخلافة اليقظ - كان متنبهًا تمام التنبه لمخططاتهم، فوقف ضدهم، ورفض تنفيذ أكبر أحلامهم بإِقامة دولتهم في فلسطين، فقد عملوا على خلعه و إِبعاده لخطورته في نظرهم، ثم عملوا على إِقصاء دور الخلافة الإِسلامية بتفكيك المسلمين بالدعاوى العنصرية و أوهموا العرب بقيام خلافة عربية "لا تركية" مقرها مكة المكرمة... ولكن هيهات.

كما عملوا على دسّ عناصر في جمعياتهم السرية كان لها أسوأ الأثر في هدم الخلافة الإِسلامية بضياع الدولة العثمانية.
الماسونية: الماسونية تكتّل يهودي سريّ خادع، يعمل في الظاهر أعمالاً خيرية كمساعدة العجزة والمقعدين والأيتام والأرامل و الوقوف بجانب المنكوبين، وغير ذلك من أعمال البرّ، ولكنها في حقيقتها تعمل لخدمة الكيان اليهودي العالمي بنقل جميع الأسرار عن غيرهم للعمل على أساسها لصالحهم.

والماسونية مشتقة من: "ماسون" التي تعني البناءون.
والماسونية تتكون من ثلاث فرق، الأولى: رمزية والثانية: ملوكية. والثالثة: كونية.
والثالثة لا يدخلها إِلا اليهود الذين يخططون للأولى والثانية.

وهي حركة تنظيمية خفية قام بها على الأرجح حاخامات التلمود، وخاصة في مراحل الضياع السياسي الذي تعرّض له يهود التوراة، فأخذ الحاخامات على عاتقهم إِقامة تنظيم يهودي يهدف إِلى إِقامة ممكلة صهيون العالمية.

والماسونية مؤسسة يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السرّ فيها وفي إِيضاحاتها، يهودية من البداية إِلى النهاية.

يقول أحد زعماء الماسون: إِن أمنيتنا هي تنظيم جماعة من الناس يكونون أحرارًا جنسيًا، نريد أن نخلق الناس الذين لا يخجلون من أعضائهم التناسلية. "يالها من أمنية عظيمة!!!".

وغاية أهداف الماسونية الأساسية والكبرى:
1- إِعادة اليهود"قادة الماسونية" إِلى فلسطين.

2- إِقامة هيكل سليمان وبناء عرش داود في القدس مكان المسجد الأقصى.

3- اتخاذ فلسطين قاعدة ومنطلقًا للسيطرة على الكون وإِقامة حكومة عالمية.


ولقد كانت المؤتمرات هي الطريق إِلى ذلك، وانعقدت عشرات المؤتمرات كالتالي:
1- انعقد المؤتمر الصهيوني الأول بقيادة تيودور هرتزل وكان في 29 أغسطس عام 1897م.

2- والمؤتمر الصهيوني الثاني وكان في أغسطس 1898م.

3- والمؤتمر الرابع في أغسطس 1900م.

4- والمؤتمر الخامس في ديسمبر 1901م.

5- والمؤتمر السادس وهو آخر مؤتمر حضره هرتزل الذي مات عام 1904م وكان المؤتمر السادس في أغسطس 1903م.

6- المؤتمر السابع وكان أول مؤتمر ينعقد بعد موت هرتزل وكان في أغسطس 1905م.


وظلت بعد ذلك تتوالى المؤتمرات حتى المؤتمر الثالث والعشرين عام 1951م. وكانت أهداف هذه المؤتمرات جميعًا ثابتة لا تتغير وهي:
1- إِسقاط السلطان عبد الحميد "أوائل المؤتمرات".

2- إِسقاط الخلافة.

3- إِقامة دولة إِسرائيل الكبرى في فلسطين.


يهود الدونمة: أصل كلمة"دونمة" أنها كلمة تركية تعني الهداية، أو العودة إِلى الحق.
وهذا الاسم أُطلق على فئة من يهود الأندلس الذين لجأوا إِلى الدولة العثمانية باعتناق العقيدة الإِسلامية ظاهراً ويبطنون العداء للإشلام والمسلمين، ويسمّون أيضاً ب(الرجعيّون أو السباتائيون) نسبة إِلى"سباتاي سيفي" (سيأتي الكلام عنه بالتفصيل) الذي ادّعى أنه المسيح المنتظر، ثم اضطر بعد افتضاح أمره إِلى دخول الإِسلام ظاهرياً هروباً من القتل، ودعا اليهود إِلى الدخول في الإِسلام ظاهرياً، فلبس أتباعه العمائم والجبب، فأطلق الأتراك على أتباع هذا المذنب الجديد "الدونمة".

ولم يكن الأتراك يعرفون أنهم أمام فئة خطيرة جداً من اليهود سيكون لها دور خطير في إِسقاط الخلافة الإِسلامية، إِذ أنّ مصطفى كمال أتاتورك ينتمي لهؤلاء الدونمة، وإِنما حسبوا أن الدونمة طائفة هداها الله للإِسلام.

وأمر طبيعي بعد أن أسلم أتباع سباتاي"الدونمة" كلهم في الظاهر، تركت الدولة العثمانية لهم الحريَّة وتركت له شخصيًّا حريّة التجول، وبهذا ضمن لنفسه حريّة التجوّل وأصدر مواد تنظيمه لأمور أتباعه في 18 مادة أهمها المادة السادسة عشر والسابعة عشر.

المادة السادسة عشر: "يجب أن تطبّق عادات الأتراك بدقّة لصرف أنظارهم عنكم، ويجب ألا يُظهر أحد الأتباع تضايقه من صيام رمضان ومن الأضحية، ولمن ينفذ كل شيء يجب تنفيذه أمام الملأ".
المادة السابعة عشر: (إِن مناكحتهم"المسلمين" ممنوعة قطعًا).

وبعد أن اكتشفت الدولة العثمانية أمره ومخططاته نفته إِلى ألبانيا، ثم مات عام 1675م ودُفن على ضفة البحر، وظل المؤمنون به يقفون على ضفاف البحر والأنهار وينادون: "سباتاي سيفي، نحن في انتظارك".

وبوفاته تجمع الدونمة حول أبي زوجته وأخيها، وكان اسم والد زوجته"عبد الغفور أفندي!" وأما اسمه الحقيقي فكان"جوزيف بيلوسف" واسم أخي زوجته "يعقوب حلبي" واسمه الحقيقي"جوزيف كيزدو" وكانا قد أخذا الخلافة من"سباتاي" لما ّكان على فراش الموت على أن يخلفاه، فاجتمع الدونمة حولهما، وكانت أُسر الدونمة قد تجاوزت – آنذاك - أكثر من مئتي أسرة.

لم يكتف الدونمة بالتميز عن الناس بعقائدهم، بل صاروا يعرفون بملابسهم أيضاً، فكان نساؤهم يلبسن أحذية صفراء، أمّا الرجال فيضعون على رؤوسهم قبعات صوفية بيضاء لفت عليها عمائم، وكانوا يصلّون في الأعياد فقط ولا يصومون ولا يهتمون الاغتسال.

ثم انقسم الدونمة بعد ذلك إِلى فئتين عام 1689م هما:
اليعقوبيون: أتباع يعقوب حلبي. والقرقاش: أتباع رجل يسمى مصطفى حلبي.

ثم حصل انشقاق داخل حزب القرقاش؛ فأصبح السباتائيون أو الدونمة ثلاث طوائف مختلفة.
وكانت اليعقوبيّة تقوم بالعبادات الإِسلامية، والعبادات المرئية، ويعيشون حياة خاصة محافظة شديدة، وقد ظهر في هذه الفئة بعض الشخصيات المرموقة في الدولة العثمانية تولت مناصب هامة؛ مثل أمين الترسانة، وكتخذا القصر والمدينة (وكيل القصر والمدينة) وقائد الشرطة.

ويتميّزون عن غيرهم بعدم لبسهم أحذية عالية الكعاب، أما الرجال فيحلقون شعورهم بالموسى.

وظلّت هذه الطوائف السباتائية المختلفة متفقة على عدم تناكح أتباع الأديان الأخرى، كما أنها لا تناكح بعضها بعضاً.

وأصبحت الحياة الخاصة بهم لا يعرفها أحد منهم إِلا بعد الزواج، فأصبحت حياتهم الخاصة محصورة في المتزوجين.

وكانت لهم أعياد تزيد على العشرين عيداً، أحدها يُسمّى"عيد الخروف" يحتفلون به في اليوم الأول من أيام الربيع.

كتب أحد السباتائيين عن هذا العيد في جريدة"الوقت" عام 1924م واسمه"رشدي قرة فاشر زادة" يقول: "ويُحتفل بعيد الخروف في 22 من آذار"مارس" وهو عيد لَيْليّ حيث يُؤكل لحم الخروف لأول مرّة من عام جديد، وذلك بمراسم خاصة؛ حيث تقتضي العادة أن يوجد في الحفلة الواحدة رجلان وامرأتان على أقل تقدير، ويمكن أن يزيد العدد على شرط أن يكون الجنسان متساويين (!) أي مع كل رجل امرأة، حيث تلبس كل امرأة أفخر الثياب وتتزيّن بأثمن الحلي وتقوم بتهيئة الطعام على الطاولة، وبعد الطعام يبدأ اللهو!! وفي فترة من فتراته تُطفأ الأنوار ويبقى الجميع في ظلام دامس!.. ويُعتبر كل مولود بسبب من هذه الليلة مولوداً مباركاً!!!".

ويقول أحد الشباب السباتائيين عن هذا العيد في مقال نشره عام 1925م في مجلة"الدنيا المصوّرة": "أعتقد أن الإِحتفال بإِطفاء الأنوار مايزال من العادات المتبعة لدى القرقاش، وأغلب ظنيّ أن العائلة التي أنا فرد منها كانت إِلى عهد قريب تمارس هذه العادة، ولم أشترك في أي احتفال كهذا، بسبب كوني عازباً، ولما ظهرت رغبة في حضور الاحتفال منعوني وقالوا: "إِن هذا الاحتفال للمتزوجين فقط!".
ونشرت جريدة المساء التركية عدد مارس 1935م خبراً من مراسلها في مرعش يقول فيه: "ألقت سلطات الأمن القبض على جماعة من الرجال والنساء يمارسون عادة إطفاء الشموع وضبطتهم بالجرم المشهود، كما عثرت في الغرفة المجاورة لصالة الاحتفال على بعض الآلات الموسيقية وعلى دجاجة سوداء قطع رأسها.
وكتب"محمد رشدي قرة فاشر زادة" في جريدة الوقت كتابًا مفتوحًا إِلى دونمة سالونيك أفشى أمرهم يقول: "أيها السادة: أكثر من ثلاثة قرون، عشنا نحن"الدونمة" في كنف الشعب التركي العريق الكريم وتحت جناح رحمته، وبقينا على حالة شديدة من التعصب لمذهبنا باطننا يخالف ظاهرنا في كل أفعالنا وحركاتنا".

ويقول: "لقد أصدر مجلس الأمة قانوناً بمنع الخنازير البريِّة من الإضرار بالمزروعات، فهل تظنون أمة تفكّر بمثل هذه الدقة في الأمور أن تُبقي في بيئتها عنصراً غريباً عنها يمتص خيراتها؟ ليس لنا إِلا اتباع أحد سبيلين: إِما أن نلتحم بموجب قانون خاص- بالشعب التركي التحاماً تاماً، نشاركهم في الأفراح و المصائب، وإِما أن نبحث عن إِمكانات ماديّة ومعنويّة خارج حدود هذا الوطن، نصنع فيها كياناً خاصًّا بنا".

وللدونمة بسملة خاصّة بهم ترجمتها كالتالي: "بالاسم المبارك لسباتاي سيفي المبارك"! .
ثم إِنهم لهم دعاء بعد البسملة ترجمته كالتالي: "فليقبّلوني بأفواههم، فإِن حُبك أعظم من الخمر، إِن زيتك عاطر، إِن حُبّك زيت مصبوب، وعليه فإِن العذارى يحببنك"!.

وعندما احتلت اليونان منطقة سالونيك قام عدد من الدونمة فيها بمراجعة الحاخام اليهودي وأعلموه برغبتهم في العودة إِلى اليهودية، ولكن الحاخام رفض طلبهم، ويرى البعض أن رفض الحاخام طلبهم يحتمل أن يكون بسبب عادة إِطفاء الأنوار و إنجاب أطفال غير شرعيين!.
والخلاصة أن عاداتهم وطقوسهم العجيبة تتلخص في الآتي:
1- عادة ذبح الخروف وأكل لحمة في اليوم الأول من السنة اليهودية في ذكرى فداء إِسحاق "رغم أن المعروف أن الذبيح كان هو إِسماعيل وليس إِسحاق عليهما السلام".

2- عادة حلق الشعور بالموسى لدى اليعقوبيين منهم وتجديل الشعور إِلى ضفائر رقيقة كالنساء.

3- لكل فرد من الدونمة اسم يهودي غير اسمه.

4- الالتحاء سمة من سماتهم.

5- لا يؤكل لحم الخروف في أول كل سنة إِلا بعد إِجراء الطقوس الخاصّة بذلك اليوم، ومن يأكل لحم الخروف في غير أوانه يكون معرّضاً للموت طوال ذلك العام!.

6- لا يجوز لأي واحد من الدونمة إِنشاء علاقات جنسية مع امرأة ليست من الدونمة، ومن يفعل ذلك كان من أهل النار!.

7- لا يجوز للدونمة المبادرة إِلى أداء التحية لغيرهم.

8- الذهاب إِلى ساحل البحر أو إِلى أي ضفة نهر والقيام بالنداء ي: (سباتاي سيفي نحن بانتظارك".

دورهم الهدّام والخطير:
اندست طوائف الدونمة بين الأتراك يظهرون شعائر الإِسلام، ويبطنون العقائد السباتائية الضالة متمثلة في عبادات وطقوس غريبة، وعاشوا قروناً طويلة في كنف الأتراك والدولة العثمانية يخطّطون لأنفسهم، وبقوا مشغولين في ابتكار وسائل لابتزاز المسلمين سياسياً واقتصاديًّا.

وعملوا على إفساد الشباب وجعْلهم يقلّدون الدونمة في مأكلهم وملبسهم وسعوا كذلك في هتك حجاب المرأة.

وعملوا كذلك على نشر المقالات الهدّامة في الصحف والمجلات يبثّون فيها سمومهم.

وعملوا على دعوة المجتمع إِلى اختلاط الشباب والبنات في الجامعات، لمعرفتهم أن بالتدريس المختلط سيزول الحياء من وجه الشباب وتنعدم البراءة في الأسر الإِسلامية، ويحول دون ظهور شباب مثقفين كم أُسر متماسكة.

حاول الدونمة مراراً الجمع بين الرجال والنساء تحت سقف واحد فلم يُوفّقوا، ولما دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية، أراد الدونمة تنظيم حفلة ليلية في أحد المسارح ليعلنوا في هذه الحفلة إِلغاء الحجاب وقضاء ليلة ممتعة، يشترك فيها الرجال والنساء، فهيأو نساءً أكثرهن من سالونيك يحملن أسماء إِسلامية، وكان المقرّر أن يقوم هؤلاء النسوة بتمزيق الحجاب وهنّ على خشبة المسرح، ويُعلنَّ الثورة الإجتماعية، ولكن الحكومة العثمانية حالت دون ذلك.

زاد الدونمة فيما بعد في دعايتهم الهدّامة، فنشروا الكتب والرسائل التي أعلنوا فيها الحرب على الحجاب، مدَّعين أن الحجاب ليس من الإِسلام، واختلقوا الأكاذيب في سبيل إقناع الناس بأنه عادة يونانية، واغترت النساء في أول الأمر بهم، وصِرْن يترددن على محافلهم.

ثم لم يكتف الدونمة بعد ذلك بمهاجمة الحجاب، بل ضمّوا إِليه كل المشاعر الإِسلامية.

كما ألّب الدونمة الاتّحاديين على مصادرة الصحف والمجلات التي تعترض سبيل الدونمة والتنكيل بأصحابها، فقد كانت علاقة الدونمة بالاتحاديين علاقة وثيقة وثابتة ثبوت علاقتهم بالماسونية.

كما أقام الدونمة المحافل الكثيرة في سالونيك ووحّدوا جهودهم ضد الخلافة، واستطاع الدونمة ومن ورائهم الصهيونية العالمية السيطرة على الاتحاد والترقي والوقوف من خلفهم ودعمهم، بغية القضاء على الخلافة.

يقول السفير البريطاني في الأستانة عام 1910م في مذكرة له إِلى حكومته يبيّن فيها سيطرة اليهود على الاتحاد والتّرقّي وتركيا الفتاة: "إِن الجمعية تبدو في تشكيلها الداخلي تحالفاً ثنائياً يهودياً تركياً، فالأتراك يمدونها بالقوة العسكرية واليهود بالعقل المدبّر والمال والنفوذ الإِعلامي في أوروبا، إِنّ اليهود الآن يبدون في موقف المسيطر على الجهاز الداخلي للدولة "طبعاً دولة الخلافة" وهم يعملون للسيطرة الاقتصادية والصناعية، ويبدون تصميمهم على مقاومة أي مشروع هام لا يكون لهم فيه دور، ولا يقع تحت سيطرتهم".

وتصف مجلة"سبيل الرشاد" في عددها 406 الصادر بتاريخ 30 من نيسان سنة 1919م هجوم الدونمة على الإِسلام في مقال بعنوان "التدريس المختلط في الجامعة": (الذين شهدوا منافع لهم في التهجّم على دين هذا البلد "تركيا" ومقدراته، جعلوا هدفهم في الأعوام الأخيرة النيل من حجاب المرأة المسلمة لإِحداث فوضى اجتماعية في هذا المجتمع، ففي السنوات السِّتِّ الأخيرة عمل أناس مجهولو المذاهب، منافقون ليست لهم أية علاقة بالإِسلام على الظهور بمظهر المناصر للحق؛ بغية إِحداث تغيير عائلي، وإِشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وبذلوا كل جُهد ممكن في سبيل الإِسراع في خراب هذا الوطن) .

استطاع الدونمة – للأسف - السيطرة في خقبة قصيرة من الزمن على تركيا فكرياً واقتصادياً وسياسياً سيطرة ساعدت في ضرب الخلافة والعمل على إِحلال نظام الجمهورية العلماني محلها.

وفي المرة القادمة إن شاء الله نذكر أنواعا جديدة من التآمر ضد دولة الخلافة...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.