زادت سيطرة رجال الأعمال علي مختلف الوسائل الإعلامية خاصة المرئية والمقروءة منها وزاد انتشار القنوات الفضائية المملوكة لأصحاب رءوس الأموال ذوي الاستثمارات المتعددة ومنها الإعلان.. الأمر الذي وضع العديد من علامات الاستفهام حول الأهداف الحقيقية التي تم إنشاء تلك القنوات من أجلها وعلاقتها بتحقيق مصالح أصحاب رأس المال دون النظر لاعتبارات الأمن والسلم المجتمعي. * د.صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة انتقد سيطرة رأس المال علي القنوات الفضائية الحالية وقال إن هناك العديد من الظواهر التي يجب مواجهتها مواجهة جادة وباستخدام سياسة إعلامية متكاملة. مشيراً إلي أنه يجب أن تكون هناك رسالة إعلامية حقيقية. وأن تحتوي هذه الرسالة علي قيم وثوابت معينة. أضاف: لابد من وضع ضوابط تحكم "رأس المال الإعلامي" الذي سمح ببث مضامين واستضافة شخصيات وعرض آراء تبث الفتنة وتثير الرأي العام وتقلب السلم المجتمعي إضافة لعرض مضامين إعلانية تخالف الصحة وفقاً لقانون حماية المستهلك. مشدداً علي ضرورة وجود ضوابط لتقييم الأداء الإعلامي وتطبيق العقوبات اللازمة علي المخالفين. كذلك وجود آليات واضحة لتنظيم أنماط الملكية وأسهم ملكية رجال الأعمال في كل قناة أو صحيفة حتي نمنع جميع أشكال الاحتكار. * د.ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام قالت: إن تملك رجال الأعمال وأصحاب رءوس الأموال للوسائل الإعلامية أمر معمول به في العالم كله. ولكنه يخضع لقوانين منظمة وملزمة تمنع تحكم رجال الأعمال بالأداة الإعلامية التي يملكها كما يحدث في مصر. مضيفة إن التنظيم الحقيقي للإعلام المصري يبدأ من إقرار قوانين المجلس الأعلي للإعلام والتي تنظم قوانين امتلاك القنوات والصحف الإعلامية بماي يصب في النهاية لمصلحة المشاهد والمجتمع. مضيفة أن القوانين لا تتعلق فقط بنمط الملكية. ولكنها تشمل أيضاً ضرورة مراقبة التجاوزات في برامج الرأي والحوار والإعلانات وغيرها من المواد التي يتم عرضها. * د.هويدا مصطفي عميد المعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق أكدت أن هناك الكثير من التحديات التي تواجه المشهد الإعلامي حالياًً. وبالتالي هناك ضرورة لتنظيم العملية الإعلامية وتصحيح المشهد الإعلامي. أضافت أن أحد أبرز المساويء الإعلامية حالياً أنه لا توجد أي حماية للمشاهد أو المستهلك جراء المضامين الإعلامية والإعلانية الغريبة التي يشاهدها يومياً. كما لا توجد آلية واضحة لفصل بين الإعلام والإعلان وقالت: لابد من حماية المستهلك من خلال تجنب الإعلانات التجارية التي تخدش الحياء واحترام الشخصيات العامة والحفاظ علي السمعة. مضيفة أن الإعلان موجود داخل مواثيق الشرف الصحفي والإعلامي. حيث لا يجوز قبول المضامين أو الإعلانات الخادشة للحياء أو التي تسييء للمعتقدات وتحض علي الكراهية والعنف والرذيلة. مشددة علي ضرورة الحرص فيما يتعلق بالإعلانات الموجهة للأطفال. مع تصحيح الأخطاء السلوكية وربط الإعلان ومدته بالقيم الاجتماعية وليس الاستهلاكية. وتجنب الاستفزاز بعرض نماذج الثراء وعدم الإساءة إلي أي مهنة. أو التضليل الإعلاني من أجل لفت نظر المستهلك. * د.حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة المنيا قال: إن رجال الأعمال وأصحاب رأس المال السياسي أصبحوا هم المتحكم الأول في الإعلام وتوجهاته وقنواته الفضائية التي أصبحت مشكلة رئيسية لتوجهات الرأي العام. وللأسف الشديد مليارات الجنيهات يتم ضخها سنوياً للإنفاق علي تلك الفضائيات. ودعمها لتنفيذ مشروعات تخدم أهداف أصحاب تلك القنوات فقط وأصبح هذا واضحاًوبشدة في سياسات العديد من القنوات الخاصة. أضاف: مهما تحدثنا فالخروقات كثيرة والوقائع مسجلة أمام الجميع والحل أصبح في ضرورة سرعة صدور مرسوم قانون المجلس الوطني للإعلام من رئيس الجمهورية الذي تأخر كثيراً لمحاسبة ومراقبة وتنظيم العملية الإعلامية ككل. وكذلك إصدار قانون تنظيم اتحاد الإذاعة والتليفزيون في هيكلة التليفزيون الرسمي. وإصدار قانون الصحافة وإنشاء هيئة وطنية للصحافة بدلاً من قانون 96 لسنة 96. وغيرها من القوانين التي ستعمل علي إصلاح البنية التنظيمية والقانونية للإعلام بما سيخدم لمشاهد والمجتمع ككل في نهاية المطاف. * الإعلامية نجوي أبو النجا قالت: للأسف الشديد الإعلام المصري حالياً يعيش أزمة كبيرة بسبب فوضي الإعلام الخاص التي تخرب العقول وتنشر الفكر المتطرف وتبحث فيه الفضائيات والبرامج عن الإعلان قبل الإعلام دون النظر إلي المحتوي أو قيمته التي ستصل للمشاهد. ويعمل فقط وفقاً لأهواء ومصالح رجال الأعمال أصحاب القنوات. وأعتقد أن هناك الان ضرورة ملحة لوجود قوانين إعلامية حاسمة ورقابة متواصلة علي البرامج والقنوات المختلفة التي تضخ فيها ملايين الجنيهات وتدمر أجيالاً بمضمونها الفج الخالي من أي هدف. * د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس قالت: الإعلام الفضائي أصبح مثل طفل مشرد خرج تائهاً من منزل والديه ولم يعد إليه مرة أخري. أضافت أنها تخجل من متابعة وسماع العديد من الألفاظ والموضوعات والإعلانات التي تعرض حالياً علي الفضائيات دون أي رابط أو حاكم. مطالبة الجهات الرسمية بسرعة فرض قوانين منظمة للمنظومة الإعلامية كاملة والتي يدفع ثمن الفوضي فيها المشاهد والمجتمع كله. أضافت: للأسف الشديد أصبح الجهلاء هم سادة الإعلام وأصحاب رأس المال فقط هم المتحكمون. وكل من جهر بالقول فاحشة أصبح هو الأشهر والأفضل بل ويتم تكريمه في بعض الأحيان. ضاربة المثل بالعديد من البرامج والأعمال الدرامية التي تمت إذاعتها في رمضان الماضي وتضمنت ألفاظاً ومشاهد خادشة للحياء ومع ذلك تم تكريم أبطالها واعتبارهم الأفضل. طالبت خضر بعودة وزارة الإعلام والإرشاد القومي وقالت: مهازل الإعلام الخاص و"عربدته" لابد أن تتوقف في أسرع وقت ولابد أن يعي المسئولون في جميع الجهات خطورة هذا الجهاز الخطير والنشء بحيث يجب مراقبته وتحديد مضمون المواد التي تناقش فيه خاصة بعد أن أثبت التليفزيون أنه الوسيلة الأسرع في تعليم الثقافة. مشددة علي خطورة استمرار الفضائيات في عرض مضمينها الحالية علي الأطفال الذين هم أكثر عرضة لتقليد الأفعال والأقوال التي تخرج من إناء الفضائيات الفارغ.