قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنفها الغموض ويضرب أسراره حول ظروف ارتكابها وملابسات حدوثها كما تحيط الألغاز بدوافع الجريمة وأسبابها التي دفعت "الجاني" إلي قتل عجوز في الثمانين من عمره ويلقي بجثته داخل أنقاض منزل مهجور. "المجني عليه" في هذه الجريمة "موظف" بالمعاش ليس له عداوات أو خصومات تدفع أحداً للتخلص منه بهذه الطريقة البشعة وتمزيق جثته بالعديد من الطعنات القاتلة التي تدل علي رغبة "الجاني" في الانتقام من "المجني عليه" بهذه الصورة المثيرة التي تتسم بالقسوة والعنف الشديدين. أيضاً الدافع مازال مجهولاً مما يزيد القضية غموضاً أمام رجال المباحث.. وبالتالي فإن شخصية "الجاني" ستبقي مجهولة لحين الكشف عن علاقات وخصومات "المجني عليه" وخلافاته بين أهله ومعارفه أو علاقاته الحميمة أو الخاصة ان كانت له علاقات. بدأت فصول الكشف عن الجريمة ببلاغ من أهالي إحدي قري مركز طما إلي المأمور بالعثور علي جثة لرجل عجوز مصابة بعدة طعنات وملابسها ملوثة بآثار دماء ملقاة داخل أحد المنازل المهجورة بالقرية.. فأسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ حيث عثر علي الجثة التي تبين انها لشخص يبلغ الثمانين من العمر.. وهو موظف بالمعاش ومن أهالي القرية بعد ان تعرف عليه عدد من الأهالي. بالمعاينة الظاهرية تبين ان "الموظف" القتيل يرتدي كامل ملابسه وبها المستندات الدالة علي شخصيته.. وان الجثة مصابة بالعديد من الطعنات بانحاء متفرقة من الجسد.. وانها وسط أنقاض منزل مهجور بالقرية.. فتحرر محضر بالواقعة وتم إخطار النيابة. انتقل رئيس النيابة إلي مكان العثور علي الجثة وأجري معاينة للمكان.. وأجري مناظرة للجثة وأمر بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاة وساعة حدوثها والإداة المستخدمة في تنفيذها.. وبيان الإصابات الظاهرة بالجثة والأداة المستخدمة في أحداثها.. وان كانت هي سبب الوفاة من عدمه.. وبيان ان كانت هناك إصابات أخري غير ظاهرة من عدمه وبيان نوعها وأداة إحداثها. كما كلفت المباحث بالتحري عن الواقعة وملابساتها وفحص علاقات وخلافات "المجني عليه" وسماع أقوال الأهالي عن أي مشاهدات وقت الحادث.. وسؤال أهليته عن أي خلافات أو خصومات للمجني عليه قد تدفع "الجاني" لارتكاب جريمته والتخلص من "العجوز" بدافع الانتقام البادي من معاينة الجثة وأسلوب ارتكابها بهذه القسوة. أعد مدير إدارة البحث الجنائي بسوهاج فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية لجمع التحريات اللازمة لكشف غموض الحادث وضبط "الجاني" وراح فريق البحث يفحص علاقات "القتيل" بأهالي بلدته وقريته الصغيرة وعلاقاته بالجيران وان كان هناك خلاف وأيضاً فحص علاقاته بأهله ومعارفه وان كان هناك خلافات مادية أو صراع حول ميراث أو أراض وعقارات. أيضاً التحري عن أهليته وان كانت هناك خصومات ثأرية مع إحدي العائلات بالمركز أيضاً راح رجال المباحث يفحصون ان كانت للقتيل علاقات عاطفية أو إصابته مراهقة متأخرة والبحث ان كانت له صداقات أو علاقات نسائية تم اكتشافها وكان دافع "الجاني" الذود عن شرفه وكرامته. كما لم يستبعد رجال المباحث ان تكون هناك علاقة صداقة بينه وبين أحد الشباب انتهت بخلاف أدي لارتكاب الجريمة.. أيضاً فحص رجال المباحث احتمالية ان تكون السرقة بالاكراه وراء الحادث.. وراحوا يفحصون المشتبه فيهم والمترددين علي القرية والباعة الجائلين. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال مباحث سوهاج جهوداً مضنية وحثيثة لجمع التحريات وفحص جميع الاحتمالات سعياً لكشف غموض الجريمة وحل ألغازها لكن أياً من المعلومات المتوافرة أمام لم تقدهم إلي خيوط تشير إلي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن.