هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض أحد طرفيها.. فاذا كان المجني عليه معروف الشخصية فإن الجاني مازال مجهولا رغم مرور فترة زمنية طويلة علي الجريمة التي تحيطها الالغاز من كافة جوانبه.. أيضا في دوافع ارتكابها.. أو في شخصية المتهم وعلاقته بالقتيل. تؤكد المعاينة والمعلومات الاولية ان الدافع المحرك لهذه الجريمة البشعة هو الانتقام الذي سيطر علي قلب "الجاني" وتملك من عقله فأثار الغضب في نفسه ودفعه لارتكاب جريته البشعة دون خوف من تأنيب ضمير أو رهبة من عقاب.. ويؤكد ذلك اسلوب ارتكاب الجريمة الذي اتسم بالقسوة الشديدة والعنف الواضح والذي أكد رغبة "الجاني" في التشفي.. أو أخفاء معالم جريمته باشعال النار في مسرح الجريمة.. وكلاهما يؤكد وجود علاقة بين "الجاني" الهارب و"المجني عليه" الذي دفع حياته ثمنا لخلاف مع المتهم. أو لفعله ارتكبها استحق عليها العقاب بالقتل من وجهة نظر "الجاني" الذي قرر اخذ حقه بيده. بدأت فصول الكشف عن أحداث الواقعة ببلاغ لادارة الحماية المدنية بمديرية أمن بورسعيد بنشوب حريق في شقة بمساكن الصفوه الكائنة بحي الزهور.. وانتقلت سيارات الأطفاء الي مكان البلاغ حيث تمكن رجال المطافئ من السيطرة علي النيران واخمادها. كانت المفاجأة التي اكتشفها رجال الاطفاء هي وجود جثة لشخص في العقد الثالث من العمر.. فتم اخطار مأمور قسم شرطة الزهور بالواقعة.. واسرع رئيس مباحث القسم الي مكان الحادث.. وتبين ان الجثة لصاحب الشقة محمد محمد البالغ من العمر "29 عاما" وهو عامل بأحد المصانغ بغرب بورسعيد ودلت المعاينة الظاهرية اصابته بأربعة جروح طعنية وجرحية بالرقبة.. مما أكد مقتله قبل نشوب الحريق بالشقة.. وان "الجاني" ارتكب جريمته واراد اخفاء معالمها وابعاد الشبهات عن نفسه بجريمة اخري وهي اشعال النار بمسكن القتيل. تحرر محضر بالواقعة.. واخطرت النيابة التي انتقلت الي مسرح الجريمة وقامت بمعاينته وامرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص مكان الحريق ومعرفة مصدره وساعة حدوثه والاثار المترتبه عليه وتقدير قيمة الخسائر.. كما قامت بمناظرة جثة صاحب الشقة وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة اسباب الوفاة وساعة حدوثها لتحديد المدة بين مقتله وبين نشوب الحريق بمسكنه واصابته بالحروق المختلفة بانحاء الجسد.. وان كانت الوفاة بسبب الطعنات ام انه لقي حتفه متأثرا بأصابته في حادث الحريق. اعد مدير ادارة البحث الجنائي ببورسعيد فريق عمل بقيادة رئيس مباحث غرب واشراف رئيس مباحث المديرية دلت تحرياته الاولية ان "المجني عليه" كان يقيم بمفرده من اسبوع قبل الحادث.. وان زوجته تقيم بمنزل اسرتها بعد وضع مولودها الاخير.. كما تبين عدم وجود خلافات زوجيه بينهما او بينه وبين عائلة زوجته.. وانهما يتمتعان بسمعة طيبة وسلوك حسن بين الجيران والأهل والمعارف. راح فريق البحث الجنائي يفحص علاقات "المجني عليه" بين زملاء عمله واهالي منطقة سكنه وفحص ان كانت هناك خلافات ماليه او نزاع علي ارض او عقارات وان كانت له خصومات ثأرية من عدمه.. كما راح يفحص المترددين عليه خاصة في الاسبوع الذي كان فيه مقيما بمفرده بالشقة.. ايضا لم يستبعد رجال المباجث ان يكون هذا الانتقام جاء بدافع الشرف وراحوا يفحصون علاقات القتيل والتحري وان كان له علاقات عاطفية او وجود علاقة خاصة له ادت لارتكاب الجريمة.. وعلي مدي أيام وليالي طويلة من البحث والتحري بذل فيها رجال المباحث كافة المعلومات التي توافرت امامهم.. ودرسوا فيها كافة الاحتمالات.. الا ان اي من هذا لم يقدهم الي خيوط تكشف اسرار الجريمة المثيرة او تحل الغازها ليستمر الغموض فارضا اسراره علي الجريمة ودوافعها.. ويبقي "الجاني" مجهولا.. حتي الان!!