هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنف الغموض ملابساتها.. وتحيط الألغاز ظروف ارتكابها.. وان كانت الدوافع شبه واضحة.. إلا أن أسرارها تستعصي علي الوضوح.. وتؤثر الغموض ليظل "الجاني" مجهول الشخصية. الضحية في هذه الجريمة البشعة "طفلة" لم تتعد الخامسة من عمرها.. عثر عليها مذبوحة من الرقبة.. في أرض فضاء داخل معهد دراسي باحدي قري كفر الشيخ مع وجود آثار مقاومة أو محاولة اغتصاب واضحة علي ملابسها.. بالاضافة لسرقة قرطها الذهبي بصورة تتسم بالقسوة والعنف من أذنيها. أما "الجاني" فهو شخص إما مريض نفسياً يعاني عقدة في طفولته أو شخصاً كان تحت تأثير المخدر فارتكب تلك الجريمة البشعة بكل قسوة وهوفي حالة غياب عن الوعي. بدأ أحداث الكشف عن فصول الجريمة ببلاغ من أهالي قرية شباسي عمير الي مأمور مركز شرطة قلين بعثورهم علي طفلة مذبوحة من رقبتها ملقاة بفناء معهد دراسي.. ولم يتم التعرف عليها. أسرع رئيس مباحث المركز الي مكان البلاغ.. وعثر علي جثة الطفلة مصابة بجرح ذبحي بالرقبة ووجود آثار دماء علي ملابسها.. وسرقة قرطها الذهبي من أذنيها بالقسوة.. وبالسؤال تبين انها تدعي هدي ابراهيم تبلغ من العمر "5 سنوات" وهي من أهالي القرية حيث تقيم أسرتها وأهلها. تم اخطار النيابة التي أسرعت الي مكان العثور علي جثة الطفلة.. وقامت بمعاينة مسرح الجريمة ومناظرة جثة الطفلة.. وأمرت بنقلها الي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي ومعرفة أسباب الوفاة والأداة المستخدمة في ارتكاب الجريمة وساعة حدوثها. كما طلبت الاستماع لأقوال مكتشف الجريمة المبلغ عن الحادث.. والمسئول عن حراسة المعهد وسماع أقوال أهلية "المجني عليها" وكلفت المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها وظروف ارتكابها.. وسرعة التوصل الي شخصية "الجاني" لتقديمه للعدالة.. والتوصل الي أداة الجريمة. وأشارت المعاينة الأولية الي عدم وجود اصابات ظاهرة بجثة الطفلة بخلاف الجرح الذبحي وآثار انتزاع القرط الذهبي من أذني الطفلة بالقوة.. مع وجود آثار مقاومة علي الجثة وملابس المجني عليها.. تشير الي وقوع محاولة اغتصاب للضحية. رجحت التحريات الأولية لفريق العمل الذي شكله مدير مباحث كفر الشيخ.. أن يكون "الجاني" من أهالي المركز وارتكب جريمته وهو في حالة غياب عن الوعي نتيجة تعاطي المخدرات.. وانه حاول اغتصاب الطفلة بعد استدراجها.. وعندما فشل تخلص منها بذبحها.. وسرق قرطها الذهبي لتبدو الجريمة بدافع السرقة.. لاخفاء دافع الجريمة الأساسي وابعاد الشبهات عن نفسه. أو أن يكون "الجاني" من خارج القرية.. واستدرج الطفلة لسرقة قرطها الذهبي ومحاولة اغتصابها.. وعندما فشل تخلص منها ثم حملها ليلاً والقي بجثتها في فناء المعهد لاخفاء معالم جريمته التي ارتكبها في مكان آخر يرجح أن يكون داخل مسكنه مثلاً. لم يستبعد رجال المباحث ايضاً ان تكون هناك خلافات أو خصومات ثأرية بين أهلية "المجني عليها" وأي من خصومها دفعهم لارتكاب جريمة قتل "الطفلة" انتقاماً من أسرتها ولتصفية خلافاتهم. راح فريق العمل من رجال البحث الجنائي يفحص أولاً المسجلين خطر جرائم بلطجة وسرقات متنوعة والتحري عن المشتبه فيهم من أبناء المركز والقري المجاورة سعياً وراء التوصل الي شخصية "الجاني". كما أجري تحريات عن خلافات أهلية "المجني عليها" المادية والعائلية وعلاقتهم بالجيران وأبناء القرية بالاضافة للتحري عن أي خلافات مادية أو ناتجة عن معاملاتهم التجارية.. وفحص ان كانت هناك خصومات ثأرية بينهم وبين أي من العائلات أو الجيران ببلدتهم والقري التي ينتمون اليها. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري والجهد المضني والحثيث لرجال البحث الجنائي بكفر الشيخ.. قاموا خلاله بفحص كافة الاحتمالات والتحري عن كافة المشتبه فيهم.. ورغم ان دوافع الجريمة تكاد تكون محصورة في السرقة والشروع في اغتصاب "الطفلة" إلا أن الأسرار مازالت تحيط بملابسات الجريمة وظروفها.. وبالتالي لم يتم التوصل الي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!