هي من الحالات التي لم أستطع الوقوف عند حدود التعليق علي رسالتها أو الرد عليها بل وجدتني مدفوعة لبذل مزيد من الجهد معها حتي تتبدد مشاعر القلق التي تسيطر عليها خوفاً من ضياع فرصتها في الزواج لظروف خارجة تماما عن إرادتها. إنها صاحبة رسالة "مصير التوءم" التي تناولتها أول ديسمبر الماضي وتحكي قصة فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها فقدت أبويها العام الماضي لتصبح كل شيء في حياة شقيقتها "التوءم" اللتين يصغرانها بست سنوات.. ويعانيان من اعاقات ذهنية منذ ولادتهما ظهرت عليهما بجلاء في عمر "السادسة" حين تأخرنا عن الكلام وتبث عجزهما عن الفهم والإدراك وإن كانا ليس بنفس النسبة فاحداهما أشد إعاقة من الأخري. وتحدثت عن المشوار الطويل الذي قطعه والدها في علاجهما وظلت رفيقته فيه إلي أن أصابة المرض الكبدي ليَّسلمها زمام المسئولية وهي لاتزال طالبة بالثانوي في رعاية شقيقتيها المعاقتين خاصة التي حالتها تستدعي دائما دخولها للعلاج باحدي المصحات النفسية في وقت لم تكن أمها رحمها الله تستطيع الجمع بين هذه المهمة وشئون البيت بحكم السن والمرض.. وقبل رحيل أبويها بعدة أشهر انتقل شقيقها الأكبر وهو متزوج وأب لطفلين ليقيم معهن رغم ضيق المكان فالشقة مساحتها ستون متراً والمشكلة التي دفعتها للكتابة إلينا أن تقدم لها "عريس" فيه كل الأوصاف التي تريدها لكن شقيقها اشترط لاتمام زواجها منه أن تصطحب معها احدي الشقيقتين خاصة الأشد إعاقة ما جعلها بين نارين.. فإما أن تفقد هذا الشاب الذي تحبه علي خير.. أو أن تُغضب شقيقها وزوجته بتحميلهما مسئولية التوءم.. لتُنهي رسالتها متسائلة : ماذا أفعل؟! كان جوابي : إذن علينا التعرف علي رأي الشرع فيمن هو أحق برعاية هاتين الشقيقتين الأخ.. أم زوج الأخت؟! وجاء الرد قاطعاً : إنها مسئولية الأخ بحكم ما يربط بينهم من وشائج رحم ودم.. وتفهم الشقيق تماما لرأي الشرع وأخذ يبحث معها عن كيفية علاج هذه الاشكالية دون أن يجور علي سعادتها أو علي سعادة أسرته.. وبعقلها الراجح قالت له : لتكن الخطوة الأولي بالسؤال عن هذا الشاب الخلوق بعد أن ترك لنا عنوانه في الدقهلية.. حدثتني عبر الهاتف في هذا الأمر طالبة المساعدة عسي أن تطمئن بأنها تمضي نحو الاختيار الصحيح.. علي الفور تكلمت مع الزميلة الفاضلة "آمال طرابية" بالمنصورة بشأنها ودون تردد بعثت بمن يستعلم عن ذاك الشاب وجاء الرد ليؤكد علي صدق ما استشعرته الفتاة تجاهه.. فهو من عائلة محافظة ميسورة ومحبوبة من الجميع.. وانه ما علي صاحبة "مصير التوءمَ" سوي السير علي بركة الله والقبول به. معلومات مُطمئنة جعلتها تجلس من جديد مع أخيها للبحث عن مخرج يُرضي الطرفين وانتهيا إلي الاستعانة بممرصة مقيمة لترعي شئون التوءم علي أن يبحث الأخ عن مسكن آخر لزوجته وطفليه أو ايداع الأشد إعاقة فيهما دار رعاية نفسية. تقول : حل مناسب لكن يلزمه أمران : أولاً تدبير الراتب الشهري للجليسة المقيمة في حين معاش شقيقتّي عن والدي لايتحمل ذلك. الأمر الثاني : البحث عن مسكن بديل لينتقل إليه أخي وأسرته خاصة أن شقة أبي صغيرة جداً علاوة علي أن الطلب الذي تقدم به لمحافظة القاهرة منذ أربع سنوات لمنحه مسكناً ضمن حالات الزواج الحديث لم ينظر فيه بعد!!! تواصل : لقد سعيت من جانبي للالتحاق بوظيفة تناسب مؤهلي المتوسط حتي أشارك أخي في النفقات.. وكم.. كم كانت فرحتي عندما أعلنت هيئة الأبنية التعليمية في الشهر الماضي عن حاجتها لموظفين فأسرعت بأوراقي اليها فأنا حاصلة علي الدبلوم الفني الصناعي "فوق المتوسط" ولا أدري هل سأكون ممن سيحالفهم التوفيق بحكم ظروفي الإنسانية أم إنها كما سمعت لاتدخل في التقييم والاستثناء!! وعلي الجانب الآخر مضي ما يزيد علي أربع سنوات دون أن يتسلم أخي شقة المحافظة!! باختصار لقد باتت سعادتي مُعلقة ولا أعرف كيف الخروج من هذا المأزق.. فالعين في نهاية المطاف.. بصيرة؟!.. انتهت المكالمة. كونوا بجوارها تتعلقين بوظيفة الأبنية التعليمية ويتعلق شقيقك بشقة المحافظة وكأنكما تُمِسكان بالهواء في وقت يملؤك الخوف ألا يصبر الشاب الخلوق علي ظروفك ليتبدد حُلمك في الزواج والاستقرار بمن هو جدير بك وأنت التي قطعت أشواطا في رعاية شقيقتيك سواء في حياة أبويك أو بعد رحيلهما ومن حقك أن تهنأي وتسعدي بالاقتران بمن ارتضاه قلبك وعقلك. أشعر بحيرتك ومعاناتك التي تحتاج منك مزيداً من التواصل مع وزارة التربية والتعليم لتوضيح ظروفك ومدي حاجتك للوظيفة مثلما يتطلب من شقيقك ألا يكف عن مناشدة محافظة القاهرة بالنظر في طلب الشقة.. وإلي أن يتحقق هذا وذاك تبقي دعوتي لأهل العطاء كونوا بجوار صاحبة "مصير التوءم" وشقيقها الأوحد.. ساعدوها علي الوفاء بالراتب المطلوب للجليسة المقيمة أو بتحمل نفقات إيداع "الأشد مرضا" بإحدي المصحات النفسية وتخفيف العبء عن كاهل شقيقها وزوجته ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. للتواصل هاتفيا علي : 25781515 داخلي 3125 ظهر أي يوم عدا الثلاثاء والجمعة.