هذا العام كان عام الحزن بالنسبة لي ولأخي الأكبر ولشقيقتينا التوءم وإن لم تدركا ذاك الأمر مثلنا "!!".. ماتت أمي في أوله ولحقها أبي بستة أشهر وبوفاتهما صرت كل شئ في حياة شقيقتي التوءم ولن أقول أخي فهو متزوج وأب لطفلين أما لماذا شقيقتاي فلأنهما تعانيان ومنذ ولادتهما من اعاقات ذهنية بنسب متفاوتة "؟!".. تلك الاعاقة التي لم تظهر عليهما إلا وهما في السادسة من عمرها حين تأخرتا عن الكلام وثبت عجزهما عن الفهم والادراك..! لن أُحدثك عن المشوار الطويل الذي قطعه أبي من أجل علاجهما وكنت رفيقته فيه وكيف حين أودع احداهما المصحة النفسية عهد إليّ بزيارتها ومتابعة أحوالها وأنا مازلت طالبة بالثانوي فقد أعياه المرض الكبدي في وقت كانت لا تستطيع أمي الجمع بين أعباء البيت ومتابعة شقيقتي التوءم عند الأطباء؟! كنت أشعر بوجودي ولازلتُ وأنا أعمل علي راحتهما رغم أنهما وبفضل الله صارتا تعتمدان علي نفسيهما في كثير من شئونهما خاصة "الأقل إعاقة" من الأخري.. ولم يكن هذا التوءم هو الابتلاء الأوحد للأسرة بل تخلله إبتلاء أشد حُرقة وألماً حين اختطف الموت شقيقي الأصغر وهو لايزال طالباً بالجامعة.. صدمة لم تتحملها أمي فأصابها القلب أما أبي فقد تمكنت منه مضاعفات الكبد.. وفي قلب كل هذه الأحداث الصعبة استطعت وشقيقي الأكبر أن ننتهيا من دراستنا المتوسطة وأخذ كل منا يشق طريقه في الحياة العملية فتزوج أخي وصار أباً وبعد وقت قصير فقدت أمي الغالية ولم يلبث أن ينتصف العام حتي لحق بها أبي متأثراً بمتاعبه الصحية وبوفاتهما أصبحت الأم والأخت والصديقة لشقيقتي "التوءم" اللتين تبلغا من العمر الآن "20 عاماً".. أحاول التخفيف عنهما قدر إستطاعتي خاصة أن أخي انتقل وزوجته وأولاده وقبل رحيل أبي للاقامة معنا رغم ضيق المكان.. وما دفعني للحديث إليك ليست النوبات العصبية التي تتعرض لها إحدي التوءمين أو لخوفي من أن يفوتني اعطاء المهدئ للأخري أو لأنهما اصبحتا لا تستغنيان عني إنما للزائر الجديد الذي دق بابنا ولا يمكنني رده.. لقد تقدم لي شاب يقاربني في السن "26 عاما" تتوافر فيه كل المواصفات وكم أخشي أن يتبدد حُلمي بالزواج منه بعدما ألمحت له مجرد تلميح وليس تصريحاً بما أخبرني به أخي الأكبر بأن أصطحب معي عند الزواج احدي الشقيقتين ويتحمل هو مسئولية الأخري!! سر خوفي أن "العريس" التزم الصمت وكأنه يترك لي الفرصة لمراجعة ما أقول.. أنني بين نارين.. نار أن أفقد الشاب المناسب والذي أري فيه فرصتي الأخيرة.. ونار أن أغضب شقيقي وزوجته بتحميلهما مسئولية "التوءم".. أنصحيني ماذا أفعل؟ الحائرة د. أ القاهرة المحررة: بقدر سعادتك بظهور "العريس" المناسب بقدر قلقك الكبير علي مصير شقيقتيك التوءم وأنت تلمحين رفض الشاب المتقدم لك وإن لم يقلها صراحة لفكرة إقامة إحداهما معك بعد الزواج. في الوقت الذي يري شقيقك أن تتقاسما هذه المسئولية خاصة وأنه لا يستطيع تحميل زوجته وأم أولاده بأعبائهما.. من بعدك. تخافين فتاتي علي حلمك.. وعلي شقيقتيك اللتين تعلقتا بك أكثر بعد رحيل الأم لكن بعيداً عن العواطف والمشاعر علينا أن نستطلع رأي الدين أولاً في هذ الأمر.. وبسؤالي لصديق النافذة الشيخ ياسر سليمان رئيس جمعية أصحاب عمار بن ياسر بالجيزة أكد أن مسئولية "التوءم" تقع علي شقيقهما.. بصفته المكلف بهما شرعاً ولا يجوز أبدا أن تنتقل إحداهما لتعيش معك بعد الزواج لأنها وحتي إن كانت من المحارم فهي تعاني مرضاً ذهنياً ما يجعلها عرضة للتكشف وغيرها من الأمور التي لن تتحملين أن ترينها عليها أمام زوجك وأقاربه"!!" ولكي يطمئن قلبك أكثر بأنك لن تظلمي نفسك وشقيقك والتوءم.. يمكنك التواصل مع دار الأفتاء المصرية علي رقم 107 من أي تليفون ثابت.. وفقك الله وأثابك علي حسن صنيعك مع شقيقتيك اللتين أري أن ظروفهما بحسب وصفك لها أفضل بكثير من غيرهما فلا تضيعي فرصتك الأخيرة وليتحمل الشقيق مسئوليته تجاه الشقيقتين مهما بلغت الأعباء حتي تستقيم الأمور.. وتعم حياته البركة.