سيدتي: لم أكن أتوقع أن تكون أول تجربة عاطفية لي هي هذا الجرح الكبير الذي يسكن قلبي ويهز كياني.. عشت تجربتي بكل مشاعري.. نزفت منها ومازال الألم يعصف بحياتي. أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة حاصلة علي دبلوم تجارة.. تمكنت من دخول الجامعة لتفوقي في الدبلوم.. أعتبر نفسي فتاة مرغوبة يتقدم لخطبتي كثير من الشباب المحيطين بنا.. رفضتهم جميعاً. ومنذ ثلاث سنوات وأثناء الدراسة الثانوية التجارية.. قابلت شاباً عمره 20 عاماً أحببته حباً كبيراً وكانت الواسطة بيننا صديقتي بحكم أنها مخطوبة لصديقه.. ولأن حبي طاهر.. برئ رفضت مقابلته أو الحديث معه في الهاتف.. كلما ابتعدت عنه ازداد تمسكاً بي.. ثم طلب من صديقتي أن تمهد له حتي يتقدم لخطبتي. وافقت وأنا سعيدة وأخبرتها بذلك.. لكن المفاجأة كانت كبيرة.. ابتعد عني فجأة ورفض فكرة الزواج وبدون مبررات.. بل أن صديقتي نقلت عنه أنه يحب ابنة خالته وسوف يتزوج منها.. احترت كيف ينتقل من النقيض للنقيض فجأة وبدون مقدمات.. تحملت جرح قلبي.. حاولت أن أحب غيره فلم أستطع. الغريب حقاً هو موقفه بعد ذلك.. أخذ ينشر بين الشباب أنني كنت علي علاقة به.. أقابله.. وأرسل له خطابات.. وصورا ولم يحدث هذا إطلاقاً. العذاب يقتلني من شدة الألم والحيرة فيما يفعله.. مر عام وأنا غارقة في حزني وهمي.. جاءني خطيب صديقتي.. وقال إن هناك خيانة من خطيبته في حقي.. وحكي لي كيف أنها أحدثت الوقيعة بيني وبين حبيبي بإخباره عن أشياء لم تحدث وهكذا عرفت سر انقلابه علي.. عرفت أيضاً أن خطيبها قد فسخ الخطبة بعد أن تأكد أنها غير سوية وأنه لم يعرف قبل الآن بما فعلته بي. صدمتني خيانتها لي.. وصدمتي أن يصدقها حبيبي ويلوث سمعتي في الحي الذي نسكن فيه وينشر الأكاذيب التي أصبح الشباب يروجونها صباحاً ومساء.. الآن ضاع حبي.. وضاعت صداقتي للإنسانة الوحيدة التي كنت أودعها أسراري ضاعت سمعتي ياسيدتي ولا أعرف ماذا أفعل؟ مشكلتي تدمر حياتي.. فهل أخبر أهلي عن هذا الشاب ليتصرفوا معه فقد كان سبباً في انصراف الخطاب عني بعد سماعهم ما يطلقه من شائعات. إنني مشتتة الفكر وأرجوك نشر مشكلتي لتأخذ كل فتاة درساً مما حدث لي. ** عزيزتي: الجرح يا عزيزتي مهما كان عمقه لابد له من علاج سريع وتحمل آلامه حتي يبرأ.. ومشكلتك أنك تتعاملين بنوع من البراءة غريب علي فتاة متعلمة.. فكيف تقعين في الحب من مجردد نظرات.. وهمزة وصل بينكما.. اكتشفت فيما بعد بأنها موصل غير جيد لما تريدين.. لقد صدقت ما وصلك من معلومات غير أمينة من إنسانة أظهرت لك الصدق وأبطنت الحقد.. لأن مقدمات علاقتك كانت خاطئة.. فالنتيجة صفر.. وهنا علينا أن نعترف بالخطأ الذي وقعت فيه من سوء اختيار الصديقة والحبيب.. ومهما كانت التجربة قاسية فمن قسوة التجارب تظهر معادن الناس المحيطة بنا وها قد ظهر إنسان قويم السريرة أوضح لك ما فعلته صديقتك.. ولم يكن يبغي إلا كشفها لك لتتقي شرها. أما عنك فكوني كما قال الشاعر: إن قلب العظيم ياقوتة تسمو سمواً وتزدهي بالنار عليك بإخبار والدتك بما حدث.. وأن تتصرفي بعد ذلك وكأن شيئاً لم يكن.. اقطعي صلتك بهذه الصديقة تماماً ولا تقبلي اعتذاراً منها.. وكوني قوية واثقة في أخلاقك أنك لم تقابليه ولم ترسلي إليه رسائل.. وهذا يدعمك. سيمل الناس الحديث عندما يجدون أنك فوق الشبهات وسوف يتأكد لهم هذا بحسن سيرتك.. سيكتشفون أن هذا الشخص كاذب.. ولا تورطي نفسك بعلاقة عاطفية.. كي تنسي حباً بحب.. هذا خطأ تدفعين ثمنه باقي حياتك وأرجو ألا تفكري في تبرير ما حدث من هذا الحبيب الوهمي وبأن فعلته جاءت بعدما حدث من صديقتك من كذب وافتراء حتي لا تكوني كمن تقول: هات قيثاري ودعني للخيال واسقني الوهم وعلل بالمحال