أعرف أن الحياة لها وجوه كثيرة.. منها الوجه الأسود.. الذي منحتني إياه منذ فترة.. لكني كنت أقول لنفسي: مهما أظلمت.. لابد للظلمة من انقشاع ولكنها كانت لي بالمرصاد.. لم يكن أمامي إلا الصراخ. عرفت اليتم منذ كان عمري الآن 23 عاما وكأنني كنت انتظر هذا التخرج حتي يأتي موعدي مع السعادة.. أحببت شابا يكبرني بعام عرفت معه حلاوة الحب.. تركت له قلبي ينهل منه السعادة وانطلقت معه في نهر حبه الدفاق بالحنان. ثم وقفت فجأة شلالات الحب.. أفقت علي كارثة.. إنه متزوج ولديه أطفال.. نعم حبيبي زوج وأب هارب من حياته إلي مسكن عاطفي.. ابتعدت عنه هاربة ومع أول طارق لخطبتي وافقت هربت وفي صدري مرارة صديقتي ولكنني رفضته خوفا من تكرار التجربة.. وخوفا من فشل جلديدة.. ويبدو لي أن صديقتي ضنت علي بهذا الحق.. هاجمتني وقالت لي: لا أحب من يحترمني وأنني راغبة كل الرغبة في حب وغراميات وليس في من يحترمني ويدخل البيوت من أبوابها.. لكم جرحني قولها وسبب لي ألما نفسيا حادا.. فلم يكن لي صديقة مثلها ولم أقص ما في نفسي إلا لها.. وابتعدت عنها هي الأخري وأصبحت مفتقدة لكل شيء حنان الأم والحبيب والصديقة.. فلماذا أفعل في دنيتي بدون هؤلاء.. وهل من الممكن أن يكون هناك أمل أن تجنبني الدنيا وجهها القبيح وتنعم علي بما تمنحه لقريناتي.. إنني حزينة بلا أصدقاء فهل تسمحون لي بأن أكون صديقتكم؟ ** عزيزتي: لو كانت الدنيا دائما تصدر وجهها الأسود ما عرفنا الوجه الأبيض لها ولا انتظرناه.. ولو كان الليل دائما ما حلمنا بضوء الفجر واشتهينا نور الشمس يسطع علي حياتنا.. لكنها الأيام تدور يوما بالسعادة ويوما بالشقاء.. وعليك أن تجدي في كل شيء حكمته وجماله.. فحتي الليل به نجوم وأقمار تضيء لنا الطريق وتهدينا.. إنها دورات الحياة التي تضع بصمة من التجارب والخبرات علي أعمارنا.. وقد لا يحالفك الحظ مرة.. لكنه لابد وأن يأتي إليك لأنها سنة الحياة. لا تحزني.. فقد أحببت مثل كل فتاة ويبدو أن عدم خبرتك وتلهفك علي الحب جعلك لا تبصرين خدعة هذا الرجل لك.. فقد كان اهتمامك منصبا علي أن تنهلي من نهر الحب.. وحينما يحب الإنسان لا يري عيوب حبيبه ولا يسمع إلا جرس صوته ورنين همساته.. لكنك رغم هذه الحالة لم تجنحي إلي الخديعة.. وكنت صريحة مع نفسك بدرجة إنسانة سوية.. لهذا خرجت سريعا من دائرة ودوامات نهر هذا الحبيب.. لكنك كنت في حالة عدم اتزان لذلك وافقت علي أول عريس تقدم إليك دون تفكير.. ثم سألتي نفسك هذا هذا هو ما تريدين؟ وبعد الإجابة المتأخرة.. عاجلتك صديقتك التي ضايقها رفضك لأخيها بصدمتك الأخيرة.. ألا ترين معي أنها سلسلة من عدم القدرة علي الختيار والتخبط بين الرغبات والمتاح؟ افتحي قلبك للحياة وتأملي ألوانها الكثيرة فهي ليست "أبيض وأسود" فقط.. بل هناك ألوان عديدة.. تأملي الناس حولك وستعلمين أن دوام الحال من المحال وغدا سيكون أفضل ومرحبا بك صديقة عزيزة.. ونتمني لك أن تصنعي حياتك بعقلية واعية بعيدة عن التسرع وأن تضم لوحة حياتك كل الألوان.. لا لونين فقط.. فالسعادة ألوان ودرجات. همسات الصديقة: ي.ر.أ- بني سويف: يا ابنتي متي كان قدر الفتاة وقيمتها فيما يدفع من مهر وشبكة وفرح وفرش وخلافه.. لو كان هذا هو التقييم لقدر المرأة فهي سلعة للبيع والشراء لا إنسان يحترم ويقدر.. تلك أمور شكلية وخاضعة للظروف الاقتصادية.. التقدير الحقيقي في قيمة المرأة فيمن يتقي الله فيها ويدافع عنها بروحه ويكرمها وإن كرهها.. أشياء لا تشتري ولا تباع هي المطلوبة في الزوجين.. لو كان الأمر بيعًا وشراء فقد خرج الأمر من قدسية الزواج إلي سوق النخاسة والعياذ بالله.. أفيقي وكرمي نفسك بعقلك حتي يكرمك زوجك بحبه واحترامه.