هل جزائي أنني أحببته بجنون!؟ ووضعت كل ثقتي فيه، لم أصدق يوماً أنه سوف يخونني، لولا إنني اكتشفت ذلك بالصدفة وهذه قصتي.. ترددت كثيراً قبل أن أكتب اليك هذه الرسالة لكنني استجمعت قواي في النهاية وقررت أن يشاركني في مأساتي من أراهم من أصحاب العقول الراجحة والفكر الناضج. انا فتاة في منتصف العشرينات من عمري، علي قدر كبير من الجمال والخلق الكريم، والحمد لله هذا بشهادة الجميع من حولي، تزوجت منذ أشهر قليلة بعد قصة حب عشت خلالها أجمل الأيام، كنت أشعر خلالها بإنني طائر يحلق في السماء، ولم أعرف ما تحمله لي الأيام. تزوجت من الشاب الذي أحببته وأحبني بل لا أبالغ إذا قلت ان قصة حبنا كانت مضرباً للأمثال وموضع حسد الكثيرين من الاقارب والأصدقاء توج حبنا بنهاية سعيدة »بالزواج« أي أن النهاية جاءت مفرحة مرضية جداً لي وله عشت أجمل ايام حياتي خلال فترة الخطوبة والشهور الأولي من الزواج كطائر يحلق في سماء العشق مع من أختاره وليفاً. لكن يبدو ان أبواب السعادة سرعان ما تغلق وعمرها قصير فقد كانت حياتي مع حبيبي الذي صار زوجي اكثر من رائعة وأجمل مما تحمل كل الكلمات والأوصاف لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فزوجي يعمل في مدينة سياحية وأنا أقيم في القاهرة ولا يمضي معي إلا أوقات أجازته. مشكلتي - سيدتي - إنني اكتشفت أن زوجي يخونني بعد أشهر قليلة من الزواج عن طريق الشبكة العنكبوتية »الانترنت« فتاة يتحدث معها عبر الشات يستقبل صورها الفاضحة المخلة عرفت ذلك بالصدفة خلال تصفحي لجهاز »الكمبيوتر« وتسجيلاته التي يحتفظ بها لا أكذبك القول كم كانت الصدمة قوية جعلتني في حيرة شديدة وكادت ان تقضي علي من وقتها وانا لا أكف عن البكاء لماذا فأنا لم أبخل عليه بشئ بل كنت ومازلت عروسه الجميلة التي أحبها وأحبته واعطته الكثير من الحب والحنان ولم تبخل عليه بشئ. هل هذا هو الجزاء واجهته بما فعل لم ينكر بل أعترف بفعلته الشنيعة طالباً مني السماح واعداً أنه لن يفعلها مرة أخري بالفعل سامحته لأنني أحبه ولا أريد هدم عشنا الذي بنيناه سوياً. سيدتي هل بعده عني هو الذي دفعه لفعل ذلك؟ أم أن الخيانة في طبعه؟ هل أخطأت عندما سامحته؟ أرجوك أجيبيني - سيدتي - وأريحيني فأنا في حيرة تكاد تقتلني؟ ماذا أفعل؟ المعذبة (أ.... ن) الكاتبة: أقدر تماما كم المرارة التي تشعرين بها فليس هناك أقسي علي النفس من الشعور بالخيانة فأنت إنسانة حلمت بالحب وارتبطت بالرجل الذي أحببته وأحبك وعشت معه أياماً وشهوراً وسنين كلها حب وهناء وسعادة ومرت الأيام لتجدي نفسك تستيقظين علي كابوس رهيب: زوجك يخونك! الأخطاء تحدث هذه حقيقة والحبيب يتألم، ويغضب، ويثور، ويهدد، وربما يلوح بالقطيعة الكاملة، والانفصال عن حبيبه ثم تتحرك مشاعر الحنين والحب، وتسيطر علي العقل والوجدان الذكريات القديمة الجميلة، فتبدأ الثورة في الخفوت، ويتحرك القلب محاولاً التهدئة، والرغبة في الغفران. أنت قررت التسامح، والغفران وهذا شئ جميل في الحب، لكن بقيت مشاعرك مجروحة، وقلبك متألماً، يئن! لا شك أن البعاد يفسح الطريق للإغواء سواء للرجل أو المرأة لكن هناك أزواج وزوجات تفرض عليهم ظروف الحياة البعاد لفترة قصيرة أو طويلة ومع ذلك يحافظ كل منهما علي كرامة الآخر وحبه له ويحترم غيبته وهناك آخرون من أصحاب النفوس الضعيفة والإيمان القليل يستسلمون لنزواتهم ورغباتهم الحيوانية متناسين الطرف الآخر الذي أقسموا علي الاخلاص له والتمسك بحبه في السراء والضراء. التدين يحمي الانسان من اغواء الشيطان والصدق مع النفس يجعل المرء صادقاً مع الآخرين وعلي رأسهم أقرب الناس إليه: شريك حياته. أنت الان تجترين آلام الصدمة في جيبك وزوجك الذي وثقت به وأعطيته حياتك وقلبك ثم فوجئت به يخونك ويغتال إحساسك بالأمان. الآن وقد حدث ما حدث كيف تتغلبين علي مشاعر المرارة وتشفين جروح القلب الملتاع التقرب الي الله أولاً، الصلاة، والتضرع الي الخالق الأعظم الذي بيده إراحه النفس، وإزالة الهم، تخفيف الأحزان. ثانياً.. تأملي ومارسي تمارين التنفس العميق عيش فترة هدنة مع نفسك واغمري قلبك بالهدوء بقدر المستطاع ولا تحملي نفسك أكثر ما تستطييعن لا تضغطي علي أعصابك لا تعطي زوجك الا ما يمكنك لا تبالغي في تدليله فلابد ان يشعر بخطئه وأن يحاول تعويضك بالحب والحنان وابداء الندم الشديد علي ما فعل. ليس مطلوباً منك ان تمنحيه مشاعرك السابقة علي الأقل حتي تمر هذه الأزمة النفسية والعاطفية التي تمرين بها لا تفعلي أكثر مما تستطيعين فعله. اقتربي من الله ودللي نفسك حتي تشفي جروحك العميقة فهذا حقك..