* عمري الآن "27" عاماً.. هوايتي كتابة الأشعار الغنائية.. أعمل في شركة محترمة ومن أسرة ميسورة الحال.. نعيش أنا وإخوتي في منزل عائلي.. بعد وفاة والدي عاشت أمي مع أخي ليرعاها وأعيش أنا في شقتي بمفردي. هذا اختصار لحياتي بكل ما فيها من تفاصيل.. وبعد ذلك يأتي دور الشق الذي هو السبب الرئيسي في مشكلتي وهو أنني لم أحب في حياتي سوي مرة واحدة وكنت وقتها في العشرين من العمر ولكنني حاولت الابتعاد عنها حتي لا أرتبط بإنسانة وأربطها بي ثم أعجز عن الوفاء بالالتزامات المادية.. خفت أن أخسرها وينتهي حبي بالعذاب والألم.. كما يعاني الشباب نتيجة الظروف المادية.. لذلك كتمت حبي في صدري حتي جهزت شقتي وجمعت مبلغاً من المال لأكون علي أتم الاستعداد ولا أخذل من أحبها وحتي لا يكون الحب مجرد كلام جميل نهايته جراح وانفصال. لم أتعرض لمشاعر الحب إلا منذ ثلاث سنوات عندما رأيت إنسانة ملكت عواطفي ومشاعري وخفت من البوح بمفردي فأنا خجول بطبعي حتي وإن كان رد الفتاة في صالحي سألت عن منزلها وتقدمت لخطبتها رسمياً وافقت ووافق أهلها وتمت الخطبة.. كان عمري 23 عاماً.. صرحت لها بحياتي الماضية ووعدتها بالمعاملة الحسنة. سمعت منها كلاماً لم اسمعه من أحد.. أحبها أهلي كثيراً.. أما أنا فقد أحببتها أكثر من نفسي وعندما جاء موعد الزفاف توفيت والدتها فتأجل الزفاف لمدة عام وكان عمري وقتها 26 عاماً أي مر ثلاث سنوات علي خطبتها وقبل الزواج بأسبوعين حدث ما لا أتوقعه.. قالت لي أختها أنها تود الانفصال عني بل قررت ذلك ولا رجعة فيه. جن جنوني لماذا؟ هل صدر مني في حقها شيء وعندما ذهبت إليها قالت: مستعدة أتزوجك بشرط أن أعيش خارج منزل العائلة!! سألتها وهل حدث منهم ما ضايقك؟! أنهم يحبونك جداً.. قالت: لا لم يحدث منهم ما يضايقني ولكن أرغب في ذلك فقط. تعجبت من أمرها.. لقد اشتريت محتويات الشقة والزواج لم يبق عليه إلا أيام.. فكيف يعقل ذلك ولكنها وببرود أعصاب قالت: هذا قراري!! قلت لها فلتجلسي أنت وقرارك بين أهلك فلن أتخلي عن أهلي وتركتها وانفصلت عنها ومر عام منذ هذا الحدث وأنا أعيش بين وحدتي وألمي من هذا الغدر.. لماذا تفعل حبيبتي هذا بعد أن أفنيت معها عمري.. لقد تمنيت أن أكره النساء جميعاً ولكنني لم أفعل.. لقد ضاع أجمل ما في العمر بين امرأة لا أعرف كيف اسميها فهل أسير في الطرقات أنعي حظي.. فهل هناك من تحب بصدق؟ هل هناك من تعلم كيف يكون الحب؟ مؤكد لا توجد. لأول مرة أصرح بما في داخلي فلا تعلمين حالي الآن.. ولا أريدك أن تخفي ما بداخلي من ألم بل أريد أن تساعديني علي الخروج من هذا ولك مني خالص التحية الصديق م. ع. ع دار السلام ** يا صديقي يبدو لي من رسالتك أنك شخص رومانسي للغاية.. كما يبدو لي أنك تقدر علي التحكم في هذه الرومانسية لكن هذا خاضع لرغبتك في تحملها أولاً!! والسبب موقف فعلته وأنت في عمر العشرين عندما استطعت أن تتحكم في حبك الأول الذي كتمته بين جدران صدرك حتي لا تخذل حبيبتك بعدم إمكانياتك للزواج بها التي لم تكتمل بعد. ثم أنت تحاول أن تعيش في مأساة مع عروسك ترغب في حالة شعورية حزينة تشعر فيها أنك ضحية النساء وهذا خطأ كبير.. فأنت تستخدم بعض المفردات الكبيرة مثل بعد أن أضعت أو أفنيت معها عمري!! وعمرك الذي تتحدث عنه لم يبدأ بعد يا صديقي فأنت في ريعان الشباب وثلاث سنوات في حب فاشل ليس إفناء للعمر.. الشيء الثاني رغبتك السير في الطرقات لتبكي أليس هذا من قبيل الرومانسية التي لم نشاهدها إلا في أفلام عبدالحليم حافظ.. أنا أري أنك شخص قوي لأن من يتخذ قرارا بالامتناع عن الحب في سن العشرين حتي يستعد مادياً شخص عاقل جداً متحكم في مشاعره فلماذا الآن أنت منهار من فتاة لا تستحق هذا الانهيار.. لقد تصرفت بشكل مهين لأسرتك ولمشاعرك.. فلقد تركتك حتي تؤسس الشقة وتضع الأثاث وكل شيء وقبل الزواج بأيام تقرر أنها لن تسكن هذا البيت لسبب وهمي فهي تهينك وتهين الأسرة التي أحبتها ووفرت لها السكن الذي قد لا يتوفر لها بالخارج. هذه الفتاة لا تبك عليها فأنت الكاسب في هذا الأمر مؤكد.. فمثلها لا أمان له وأعلم يا صديقي أنك الخاسر إذا كرهت كل النساء لأنه ليست كل واحدة منهن مثل الأخري في ثقافتها وتربيتها ولهذا أدعوك لأن تنسي تلك التجربة وأن تبحث عمن تستحق هذه الأسرة التي وفرت لك الشقة والحب لمن تختار وكن قوياً وأعلم أن بيت العائلة له ميزات لا تتوافر في الجزر المنعزلة التي أصبح يعيشها الناس الآن.. وأعلم ايضا أن من تضعك علي حد السكين ليست زوجة تستحق الحزن إذا ما ضاعت منك. عليك بالبحث عن عروس بدلاً من البكاء علي فتاة مخادعة.. ولك تحياتي.