تكررت في السنوات الماضية بصفة مستمرة حوادث احتجاز مئات الصيادين المصريين سنويا بدولتي ليبيا وتونس أثناء ذهابهم للصيد بمياه البحر المتوسط بالقرب من جزيرة مالطة وتقديم هؤلاء الصيادين إلي المحاكمات هناك فضلا عن معاملتهم والتعدي عليهم بالضرب المبرح ومنع الطعام عنهم لعدة أيام بعد مطاردة هذه المراكب في مياه البحر المتوسط خلال رحلات الصيد العادية إلي جزيرة مالطا في المياه الدولية مما يضع الأهالي خاصة كبار السن والسيدات والأطفال في مآس حقيقية ويعرض العديد منهم للتشرد والتسول للإنفاق علي أبنائهم وأسرهم لحين عودة هؤلاء الصيادين خاصة أن 90% من أبناء قرية برج مغيزل يعتمدون في مصدر رزقهم علي مهنة الصيد وركوب البحر في رحلات صيد علي مدي العام تحت زعم اقتراب مراكب هؤلاء الصيادين من المياه الإقليمية لهاتين الدولتين وتضطر وزارة الخارجية وكافة المسئولين بالدولة إلي التدخل للإفراج عنهم وتحميل الدولة في كل مرة مبالغ مالية كبيرة للإفراج عن هؤلاء الصيادين وذلك دون التدخل في صلب وأعماق المشكلة والوصول فيها إلي حلول جذرية. والتعرف علي أسباب هذه المشكلة حتي لا تتكرر ونحمل الدولة فوق طاقتها في المآسي الدائمة التي يتعرض لها هؤلاء الصيادون كانت لنا هذه اللقاءات: قال أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بالمحافظة والمتحدث الرسمي باسم صيادي مصر ان مشكلة القبض علي مراكب الصيد في ليبيا مستمرة دائما خاصة المراكب المصرية المملوكة لأبناء قرية برج مغيزل صداع مزمن وأطالب بسرعة تدخل الدولة لوضع حد لهذه المهزلة وعقد اتفاقيات مع الدول العربيبة خاصة ليبيا وتونس لضمان حرية الصيد للمراكب المصرية في المياه الدولية وتعديل جميع الاتفاقيات الخاصة بالصيد في البحر المتوسط.. وتكمن المشكلة في لجوء الصيادين للصيد بهذه الأماكن بالقرب من هاتين الدولتين بسبب عدم وجود أسماك كافية داخل مياهنا ونمو وتكاثر هذه الأسماك بكافة أنواعها بالقرب من مياه دولتي ليبيا وتونس وهم في طريقهم للصيد بجزيرة مالطا. أضاف: من أجل وجود حلم دائم وجذري لهذه المشكلة طالبت أكثر من مرة بعقد اجتماع أو مؤتمر مع المسئولين عن الخارجية والثروة السمكية ووزارة الزراعة والتعاون الدولي لحل هذه المشكلة ولم يستجب أحد لنداء أبناء القرية خاصة بعد ثورة 25 يناير ويجب علي الجميع العمل علي حماية المراكب والصيادين المصريين خلال رحلات الصيد في مياه البحر المتوسط خاصة في ظل المعاناة الشديدة لهذه المراكب من مطاردة حرس الحدود وقوات السواحل الليبية والتونسية في مياه البحر المتوسط بصفة دائمة والقبض علي المراكب المصرية وهذا لا يحدث من الدول الأوروبية أو من الدول المطلة علي البحر الأحمر حيث تعمل المراكب المصرية حرية شديدة في الصيد داخل المياه الدولية علي عكس البحر الأبيض المتوسط السلطات الليبية والتونسية مع المراكب المصرية بخلاف مراكب الدول الأخري رغم أن الصيادين من أبناء القرية يساهمون في الدخل القومي ويعرفون تماما خطورة الملاحة الدولية والمياه الدولية للدول المطلة علي البحر المتوسط. وأكد محمد صابر "صياد من أبناء القرية" ان قرية برج مغيزل بكفر الشيخ ترتفع بها نسبة الأرامل عن أي قرية أخري بسبب وفاة عدد كبير من الصيادين خلال رحلات الصيد في مياه البحر المتوسط أو نهر النيل تاركين خلفهم أسرا فقيرة لا تجد قوت يومها وهذه الأسر تحتاج إلي رعاية شاملة وعلاج وصرف إعانات شهرية من خلال وزارة التضامن الاجتماعي وحل مشكلات الصيادين. في حين أكد إبراهيم الفقي "صياد من أبناء القرية" ان القرية تعاني أشد المعاناة من نقص المرافق العامة والخدمات وانتشار التلوث بها وسوء حالة المستشفي ومياه الشرب والصرف الصحي وسوء حالة المواصلات والطرق ونعيش في عزلة تامة عن باقي المدن والقري علي مستوي المحافظة. وتساءل متي سيتم حل مشكلات القرية حيث نرتبط أكثر بمدينة رشيد عن طريق المعديات ولا نرتبط بمدينة مطوبس التابعين لها ونطالب بسرعة إنشاء رافد الطريق الدولي الساحلي الجديد وسوق أبوالروس لربط القرية بالطريق الدولي ومدينة مطوبس وباقي المدن مع إنشاء كوبري علوي علي نهر النيل لربط مدينة رشيد بالقرية والطريق الدولي الساحلي الجديد. وطالب عدد كبير من الصيادين من أبناء القرية منهم حمودة فهمي "شيخ الصيادين بالقرية" ومصطفي القصيف "مدير مركز الوطن لحقوق الإنسان" بضرورة إنشاء وزارة للثروة السمكية والمصايد أسوة بباقي الدول العربية والأوروبية لتراعي مشكلات الصيادين الذين يمثلون نحو 13% من سكان مصر وينتشرون في جميع المحافظات من بحري إلي الصعيد ويمدون الأمن الغذائي بنحو 45% من احتياجات مصر. أشار علاء الدين الوشاحي "عضو الهيئة العليا لحزب الوفد" إلي أنه يجب علي هؤلاء الصيادين الالتزام بالحدود الإقليمية وعدم ذهابهم إلي هذه الأماكن الخطرة وأطالب الدولة باستكمال تطهير بحيرة البرلس والإسراع في تفريخ العائلة البورية القائم عليها المركز الدولي بمحافظة الشرقية ومنع صيد الزريعة وتفعيل تجريمها مع دعم الصيادين بأدوات الصيد المختلفة والدعم الاجتماعي لأسرهم وصرف معاشات دائمة للصيادين لأنه لا يوجد مصدر للرزق لهم سوي صيد الأسماك. كان أهالي قرية برج مغيزل مركز مطوبس بكفر الشيخ قد خرجوا وسط فرحة عارمة لاستقبال 14 صيادا من أبناء القرية كانوا محتجزين في تونس منذ 25 يوما كرهائن بعد قرار المحكمة التونسية بفرض غرامة مالية عليهم قدرها 600 ألف جنيه بسبب اقتراب المراكب الخاصة بهم من المياه الإقليمية التونسية.