خطر يواجه المجتمع السكندري ظهر في أعقاب الثورة كالورم السرطاني غير القابل للاحتواء لتزايده بصورة مستمرة وهو خطر الموتوسيكلات غير المرخصة واتباعها من تروسيكلات و"توك توك" وجميعها أدوات أصبحت بمثابة المحرك الفعلي للارهاب والمخدرات والدعارة ايضا بالاضافة إلي جرائم القتل. ففي أعقاب الثورة في 25 يناير وحالة الانفلات الامني التي صاحبت حرق اقسام الشرطة بدأت ظاهرة الموتوسيكلات غير المرخصة والتروسيكلات والتوك توك للخروج من حيز المناطق الشعبية إلي الشوارع الرئيسية والميادين بلا حسيب أو رقيب. في البداية بدأت استخدامات الموتوسيكل الطائر كما يطلق عليه تجار المخدرات في الظهور ومهمته توصيل المخدرات ليفري للراغبين في منازلهم أو بالمقاهي حتي أصبح من المعتاد ان تفاجأ بموتوسيكل يقف بجوارك في إشارة المرور ليعرض عليك ما بحوزته من بضاعة من أقراص مخدرة أو هيروين أو بانجو وهكذا. يقول اللواء "رفعت عبدالحميد" الخبير الأمني ان الموتوسيكلات اصبحت ظاهرة ارهابية اجرامية بكافة المقاييس ويبلغ سعر ايجار الموتوسيكل في الساعة "25 جنيها" ثم يرتفع الي "50 جنيها" واحيانا من 150 إلي 200 جنيه في الساعة حسب سرعة الموتوسيكل وقوته وسواء كان مزودا بالاضاءة أو الكاسيت وهكذا في ظل أن سعر الموتوسيكل قد لا يتجاوز الخمسة آلاف جنيه. أضاف.. ان الموتوسيكلات كانت في البداية وسيلة سريعة لتوزيع المخدرات ويدرب عليها قائدها بصورة جيدة ولدي كل تاجر مخدرات مجموعة جاهزة ومدربة جيدا للتوزيع.. إلا أنه الان اصبح يستخدم فيما هو اخطر ومعه التروسكيل في المشاركة بالمظاهرات الاخوانية فإما ان يتصدر المظاهرة لحماية من خلفه أو يسير علي جوانبها لترويع المواطنين أو يسير بمنتصفها مزودا بميكرفونات لبث الحماس بين المتظاهرين واوضح ان موتوسيكل الارهاب تكمن خطورته في ان مستقبليه لديهم استعداد لاستخدام الاسلحة وحمل المولوتوف وشكائر الطوب وينافسه في الخطورة التروسكيل الذي يستخدمه الإخوان في نقل مصابيهم خلال المظاهرات حتي لا يتم القبض عليهم ويعالجون بالمستشفيات التابعة لهم أو في توزيع المنشورات خلال التظاهرات والاخطر في اخفاء الاسلحة النارية المستخدمة في المظاهرات بالمناطق الشعبية لاسقاط اكبر عدد من الضحايا. قال: كثيرا ما نفاجأ خلال المظاهرة الاخوانية باطلاق أعيرة نارية علي المواطنين واختفاء مرتكبيها علي الفور او التواجد امام المساجد بالاسلحة النارية للهجوم علي المواطنين وسرعة الهروب وهي وقائع معروفة مثلما حدث بمنطقة محطة الرمل حينما اطلق الإخوان النار علي الباعة الجائلين والمواطنين ولاذوا بالفرار بواسطة موتوسيكلات يتولي أحد الاشخاص خلف قائدها مهمة اطلاق الاعيرة النارية أو بمنطقة ساحة مسجد القائد ابراهيم حيث عثر علي تروسكيلات محملة بالمولوتوف أو الطوب أو مطلقي النيران. قال: المشكلة انه بالرغم من الحملات الامنية إلا أن ظاهرة الموتوسيكلات المجهولة اصبحت تجارة رابحة للمستأجر فيها ويفوق بالطبع ارباح تأجير الدراجات في الماضي كما ان حصر المستأجرين به صعوبة لانتشارهم بالمناطق الشعبية عكس الحال بالنسبة لمستأجري السيارات لسهولة حصرهم. أضاف: الموتوسكيلات كارثة ايضا في سرقة السلاسل والحقائب من السيدات وترويع المواطنين ونظرا لسهولة الحركة بالموتوسيكل فإنه سهل في المراوغة في عمليات السرقة والهروب والمرور بين السيارات وما أكثر الحوادث التي تم رصدها بهذه الطريقة خصوصا في الاعياد. نعود لنتناول منعطفا آخر للموتوسيكلات التي أصبحت تخرق حتي حظر التجوال الليلي بالاغاني الغربية واصوات مرتفعة ويستقلها شباب مدمنون في سن صغير يتحدون الجميع بصورة ساخرة وحتي علي الكورنيش اصبحت الموتوسيكلات تزاحم السيارات ويستقلها ثلاثة أو أربعة من الاحداث يهددون حياتهم وحياة الآخرين ولا يختلف كثيرا التروسيكل الذي أصبح بمثابة الوقود الفعلي للمظاهرات الاخوانية لقدرته علي حمل المشاركين من النساء ونقلهم لاماكن التظاهر والعودة بهم مرة أخري واصبح مثله مثل الموتوسيكل يستخدمه ما يطلق عليهم الناضورجية في مراقبة القوات الامنية واعدادها واقسام الشرطة وقد لا ينسي الكثيرون من ابناء الاسكندرية الدور الذي لعبه التوك توك والتروسيكل في الهجوم علي مديرية أمن الاسكندرية محملات باطفال الشوارع والمهمشين لاستخدامهم في ضرب قوات الشرطة بالطوب والحجارة وتحميل الزجاجات الفارغة وأجولة الشماريخ لاطلاقها علي جنود الامن المركزي والالتفاف حولهم لسرعة المباغتة في الهجوم. ولعل الكارثة ايضا المستحقة للذكر هو "التوك توك" الذي راح ضحيته الكثير من سائقيه للطمع في سرقته فكان مصيرهم القتل.. واستخدام التوك توك في الدعارة والاتجار بالمخدرات وجرائم الخطف وهتك العرض والدعارة. ويقول العقيد "محمد منير" رئيس مباحث المرافق.. ان المرافق تقوم بحملات يومية للقضاء علي ظاهرة الموتوسيكلات غير المرخصة والمستخدمة في الاعمال الارهابية والسرقة ومعاكسة الفتيات امام المدارس والتحرش بهم ونقوم يوميا بضبط ما يتراوح ما بين "20 إلي 25 موتوسيكل غير مرخص بالاضافة الي حملاتنا علي المحال التي تضع الموتوسيكلات خارج المحال لتأجيرها لاشغالها الطريق.