قتل.. سرقة.. خطف.. تحرش.. توزيع مخدرات.. جرائم عديدة ولكن الوسيلة واحدة وهي الموتوسيكل الصيني أو الطيارة كما يطلقون عليه. يكفي أن يركبه شخصان ينطلق الاول به بسرعة كبيرة بينما يتفرغ الثاني لخطف ما خف وزنه وغلا ثمنه من حلي هذه الفتاة أو حقيبة تلك السيدة, ومع استمرار مسلسل الانفلات الامني والاخلاقي في الشارع المصري ظهرت ظاهرة خطيرة وهي إقبال الكثير من الشباب ومعتادي الاجرام علي شراء الموتوسيكلات الصينية لرخص ثمنها فضلا عن عدم قيامهم بترخيصها حتي لا يقعوا تحت طائلة القانون عند ارتكابهم تلك الجرائم والتي كثرت في الآونة الأخيرة. حيث استغلوا قدرة تلك الموتوسيكلات علي السير في الزحام والوصول إلي الأماكن التي يصعب علي السيارات دخولها كما يستخدمها البلطجية المأجورون في المشاجرات والمعارك ونقل الاسلحة وزجاجات المولوتوف في المظاهرات, والغريب ان اصحاب تلك الموتوسيكلات قد يدفعون حياتهم ثمنا لتلك السرعة الجنونية. وأمام تفاقم هذه الظاهرة في الشوارع تصاعدت شكاوي الأهالي مطالبة المسئولين بالتصدي لها وضبط الموتوسيكلات غير المرخص منها. تقول هبه سعيد من فيصل وانا في طريقي إلي عملي فاجأني شخصان يركبان موتوسيكلا بأن جذب أحدهما حقيبتي وعندما تمسكت بها سحلاني لعدة امتار حتي تمزقت ملابسي واصبت بجروح متعددة ونجحا في خطفها والفرار وحاولت التقاط رقم الموتوسيكل ولكني وجدته دون لوحات معدنية. وتروي منه أحمد طالبة بكلية الطب تجربتها الشخصية قائلة, كنت في طريقي الي الجامعة واتحدث في هاتفي وفجأة جاء من خلفي موتوسيكل يقوده شاب وخلفه آخر وقاما بخطف الهاتف من يدي الامر الذي اصابني بصدمة فلم اتمكن من عمل أي شئ رغم حدوث ذلك في شارع مزدحم بالمارة. وتقول هاجر شعبان طالبة بجامعة بنها إن حوادث الموتوسيكلات تزداد يوما بعد يوم, وهي تعتبر من ابشع الحالات التي تواجهها المستشفيات وغالبا تؤدي الي موت سائقها وبعض من المارة, وتقول لقد شاهدت بعيني أن السرعة الجنونية التي يسير بها قائد الموتوسيكل أدت إلي وفاة شخص واصابة أخر بعاهة مستديمة, وكثيرا ما تساورني وزميلاتي الظنون هل سنعود لأهالينا سالمين؟!! ويقول نبيل أحمد علي موظف بالمنوفية و صاحب موتوسيكل ان جرائم الدراجات البخارية كالسرقة وخطف البنات وتوزيع المخدرات قد انتشرت في الاونه الاخيرة في العديد من المحافظات تحديدا بعد ثورة25 يناير. ويفسر أحمد السيدبائع بمعرض دراجات بخارية بالدقهلية أن الموتوسيكل الصيني من أفضل وأرخص الموتوسيكلات في العالم حيث يتراوح سعر الواحد من2.500 إلي5 آلاف جنيه وبه كل الكماليات وبقسط مريح يصل لمائة جنيه في الشهر وبدون مقدم في بعض الاحيان ولايوجد شروط لعملية البيع الا صورة البطاقة وضامن في حالة التقسيط. وصرح اللواء أسامة بكري مدير الادرة العامة لمرور بالدقهلية بأن الاداراة تشن حملات يومية لضبط الموتوسيكلات غير المرخصة بإشراف اللواء سامي الميهي مدير الأمن وتم ضبط736 موتوسيكلا مخالفا و36 تروسيكلا خلال الاشهر الاربعة الماضية وايداعها في مبني الادارة. واضاف العميد سعيد عمارة مدير مباحث المرور بالدقهلية ان خطورة هذه الدرجات النارية تتمثل في صعوبة ملاحقة البلطجية الذين يستطيعون الهرب في المناطق المزدحمة وقد شهدت الشهور الاخيرة ارتكاب العديد من وقائع السرقة بهذه الطريقة وان الجديد هو قيام البلطجية باستخدامها في خطف المبالغ المالية من ايدي المواطنين حال خروجهم من البنوك ومن الظواهر الجديدة أيضا انها تستخدم في اعمال البلطجة والمشاجرات وقال ان الحل يكمن في تقنين اوضاع هذه الموتوسيكلات عن طريق قيام التاجر بارسال صور من فواتير بيع الموتوسيكلات الي ادارة المرور التابع لها مشتري الدراجة وفي حالة عدم قيامه بالترخيص خلال شهر يتم اخطاره بذلك لاجباره علي الترخيص. وفي نفس السياق قال اللواء عادل زكي مدير إدارة المرور بأسيوط انه تم ترخيص حوالي6588 موتوسيكلا في اقل من خمسة اشهر الماضية وانه تم رصد كميات كبيرة من الدرجات البخارية التي تسير بدون ترخيص( بدون لوحات معدنية) وتم التحفظ عليها في الادارة العامة للمرور باسيوط. ومن جانبه قال المحاسب عاطف يوسف إبراهيم أمين عام الغرفة التجارية بأسيوط أنه تم مناقشة انتشار الدراجات البخارية فتبين لنا انها من النوع الصيني الصنع الذي يغزو الأسواق المصرية مما يؤدي إلي اغراق السوق بالسلع مجهولة المصدرلانها تباع بأسعار زهيدة و في متناول العامة, وقد طالبت الشعبة مخاطبة الجهات الرقابية للحد من ظاهرة انتشار الموتوسكلات الصيني.