انتشر في الآونة الأخيرة استخدام الدراجات النارية الموتوسيكلات بين المواطنين خاصة الشباب كوسيلة للتنقل من مكان لمكان وذلك بشكل كبير للغاية حتي أصبحت اعدادها بالملايين ولكن هل انتشارها بهذا الشكل جيد ويساهم في حل مشكلة المواصلات والأزمة المرورية نظراً لحجمها الصغير؟ أم أن وجودها يعد سبباً في ازدياد الحوادث بالاضافة إلي مشاكل أخري أبرزها وجود أعداد ضخمة من تلك الدراجات غير مرخصة والبعض يرجع أزمة السولار والبنزين إلي انتشارها بهذا الشكل الرهيب. في البداية تجولنا بالأسواق لمعرفة أسباب انتشار الموتوسيكلات وكانت النتيجة أن أهم سبب هو رخص سعرها بعد انتشار الموتوسيكل الصيني فسعره الرخيص للغاية هو السبب في جعل تلك الوسيلة "منتشرة" حيث يبدأ سعره من 2500 جنيه فقط وبالتقسيط وفي مقابل هذا السعر فإن مشاكل الموتوسيكلات رهيبة فهي خفيفة الوزن وفراملها ضعيفة وبلا أي مواصفات أمان مما يجعلها سبباً في العديد من الحوادث وللأسف الشديد فضعف الرقابة والتسيب الأمني ضاعف من انتشار تلك الموتوسيكلات لدرجة تثير الدهشة. ويكفي أن نعلم أن آخر الاحصائيات الرسمية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف مليون موتوسيكل مرخص ولكن هذا الرقم لا يعكس الحقيقة ويمكننا أن نؤكد أنه يوجد ضعف هذا الرقم من الموتوسيكلات تسير في شوارعنا ولكنها بدون لوحات وتشكل سبباً رئيسياً من أسباب الفوضي والحوادث في شوارعنا حيث تعد تلك الدراجات سبباً في ارتكاب العديد من الجرائم التي لا يمكن التوصل لفاعلها وأبرزها خطف الحقائب والسرقات بالإكراه والفرار السهل خاصة مع عدم وجود لوحات بأرقام الموتوسيكلات بجانب أيضا المخالفات المرورية من السير عكس الاتجاه وقطع الطريق علي السيارات. كان من الممكن أن تتحول تلك الدراجات إلي ملاذ جيد كوسيلة نقل سريعة ولكن سوء استخدامه من جانب البعض جعل الكثيرين يخشون من مجرد المرور بجانب قائد موتوسيكل خوفاً من سرعته أو التعرض للسرقة وفي المقابل فإن هناك حالة من سوء الاستخدام للدراجة النارية فالغالبية لا يكلفون أنفسهم حتي ارتداء خوذة الأمان للوقاية في حالة السقوط من عليه. والبعض يحمل عليه أسرة كاملة ويسيرون بسرعات عالية دون خوف علي أسرهم أو المارة.. والغريب أن الدراجة تحولت إلي وسيلة نقل ركاب داخل الريف وتنافس التوك توك بالاضافة إلي أن طياري الدليفري يقودون الدراجات بسرعة رهيبة ويتخطون السيارات دون إنذار ويصعدون علي الأرصفة الخاصة بالمشاة لسرعة توصيل الطلبات طمعاً في البقشيش بالطبع من الزبائن وحرصاً علي تنفيذ أكثر من طلب في الساعة الواحدة. في دراسة أعدها جهاز شئون البيئة أكدت أن أكثر من 75% من الدراجات النارية في مصر ملوثة للبيئة لأنها ثنائية الأشواط رغم أنه محظور استخدامها وإنتاجها في مصر منذ ديسمبر 2007 ووقف استيرادها في يناير 2008 وكان هناك اتجاه لاستبدال تلك الدراجات بأخري رباعية الأشواط ولكن تعثر الأمر بسبب التكاليف الكبيرة فضلاً عن أن الكثير من مستخدمي الدراجات النارية لا يرخصون دراجاتهم النارية ويلجأون للأنواع الأرخص. يقول محمد سيد طالب إن هناك انتشاراً رهيباً للموتوسيكلات بشكل كبير في شوارع مصر وللأسف فالكثير منها غير مرخص ويتم قيادتها بشكل متهور وبسرعة رهيبة دون مراعاة للمارة مما يسبب العديد من الحوادث ومعظمها بدون لوحات معدنية وأصحابها لا يرتدون أي خوذات يمكن أن تحميهم في حال سقوطهم من علي الدراجة البخارية. تؤكد إيمان عادل موظفة إنها تخشي من أي شخص يركب موتوسيكل نتيجة ما تسمعه من انتشار البلطجية واللصوص الذين يقومون بسرقة الحقائب والسلاسل الذهبية وتطالب بضرورة تشديد الرقابة ومنع سير الموتوسيكلات غير المرخصة بالشوارع موضحة أن الأمر لا يقتصر علي الخوف من السرقة فقط فرخص أسعار تلك الموتوسيكلات يشجع الكثيرين علي امتلاكها لدرجة أنها أصبحت بحوزة الصبية الصغار. وتقترح منع بيع تلك الدراجات من مصدرها إلا إذا تم إلزام المشتري بالترخيص. بينما يقول أحمد مجدي أعمال حرة إنه أثناء سيره بشارع التحرير بالدقي وأثناء تحدثه في تليفونه المحمول فوجئ بشخص يستقل دراجة ويقوم بخطف الموبايل والأغرب أنه أثناء فراره أخرج له لسانه وطبعاً فالموتوسيكل لم يكن له أرقام وهو ما جعله يخشي من الموتوسيكلات. في حين يقول أحمد محمد موظف بشركة سياحة إن أكثر ما يضايقه أثناء قيادته لسيارته أصحاب الموتوسيكلات الذين يظهرون أمامه بشكل مفاجئ وبسرعة رهيبة وإذا حاول معاتبة أي منهم فإنه ممكن أن يتم ضربه رغم أنه غير مخطئ حيث يتصور قائد الموتوسيكل أن دراجته الصغيرة يمكن أن يمر بها بين السيارات بل والسير بها علي الرصيف عند الزحام المروري. يقول حسام يوسف طالب إن الموتوسيكل وسيلة انتقال جيدة للغاية ويمكن أن تحل مشكلة المرور والمواصلات في مصر ولكن بشرط أن يتم عمل حارة لسير الدراجات البخارية كما في الخارج وتأهيل قائديها وتوعيتهم بآداب السير والتشديد علي مواصفات تلك الدراجات وأن الكثير من الموجودة في شوارعنا غير مطابقة فلا توجد به مرآة لرؤية السيارات من الخلف فضلاً عن العادم الملوث الذي ينبعث منها. يقول حمدي.س إنه يمتلك بالفعل دراجة بخارية ويستخدمها في التنقلات مشيراً إلي أنها أفضل وسائل النقل علي الاطلاق فهي رخيصة الثمن وفي نفس الوقت لا تعيق المرور وتغني عن زحام الأتوبيسات مشيراً في الوقت نفسه إلي أنه لم يرخص دراجته النارية لزيادة قيمة الضريبة التي تقترب من ضريبة السيارة الصغيرة مع الفارق في مستوي مالكيها خاصة أن معظم مالكي الموتوسيكلات من العمال أو الطلاب. أضاف: يجب أن نعلم أن معظم مالكي الموتوسيكل أشخاص جيدون وليسوا بلطجية موضحاً أن عدم مسئولية البعض أثناء القيادة هو السبب في نظرة الاستخفاف بأصحاب الموتوسيكلات رغم أنه في العديد من الدول يفضلون الدراجة النارية لأنها وسيلة سهلة وسريعة. أوضح محمد حسين صاحب محل طيور أنه حرص فور شرائه الموتوسيكل علي التوجه لترخيصه بالمنيا وتحمل عبء السفر لمحافظته من أجل ألا يستوقفه أي شرطي بالشارع. يري المهندس محمود عز الدين رئيس هيئة الطرق والكباري صعوبة تخصيص حارات مرورية للدراجات النارية خاصة علي الطرق السريعة وذلك لعدم جدواها مشيراً إلي أنه بالنسبة للطرق الداخلية بالمدن فإن معظمها لا تتحمل إضافة أي حارة وبالتالي من الصعب اقتطاع جزء منها لصالح الدراجات ولكن في حال إنشاء طرق جديدة أو كباري بين المدن فمن الممكن أن تحدد إدارات المرور إمكانية إنشاء حارة مرورية للمتوسيكلات بناء علي احصائيات بوجود استخدام مكثف للدراجات النارية بتلك المنطقة. أضاف أن المشكلة ليست في إنشاء حارة مرورية من عدمه ولكن في السلوكيات الخاصة بقائدي تلك الدراجات فعدم التزامهم بالحارة المرورية ومحاولتهم تخطي السيارات هو السبب الرئيسي للحوادث فضلاًً عن أن الكثير من تلك الدراجات غير مرخصة وبدون لوحات وبالتالي لا يخشي أصحابها من المخالفة لأنهم بلا بيانات تقريباً.