انتشرت بمحافظة بني سويف في الفترة الأخيرة أعداد هائلة من الدراجات البخارية صينية الصنع بسبب أسعارها الزهيدة واعتماد عدد كبير من الأهالي( خاصة محدودي الدخل) عليها كوسيلة انتقال بعيدا عن المواصلات التقليدية التي دائما مايعانون منها بالإضافة إلي قدرة تلك الموتوسيكلات علي الوصول إلي الأماكن التي يصعب علي السيارات دخولها. لكن هذه الدراجات البخارية تحولت بسبب سوء الاستخدام إلي وسيلة قتل وسرقة وممارسة لأعمال البلطجة وأداة يستخدمها الخارجون علي القانون والصبية للفتك بالمجتمع, وأمام تفاقم هذه الظاهرة في شوارع مدن وقري المحافظة تصاعدت شكاوي الأهالي مطالبة المسئولين بالتصدي لها وضبط غير المرخص منها. قال أحمد صلاح مدرس فور سماع أي دراجة بخارية نبتعد ونرتعد خوفا فلا نعرف من يقودها طفل أم بلطجي وعادة لا تحمل لوحات معدنية وتستغل أسوأ استغلال فالبعض يسرق بها حقائب النساء فضلا عن التحرش بالطالبات ناهيك عن أسراب الدراجات التي تأتي للمجاملة في الأفراح بأصوات الكاسيت العالية وما تتسبب فيه من إعاقة لحركة السير بالشوارع والميادين لساعات طويلة. ويضيف إبراهيم عبد السلام بالمعاش: أصبحنا نخشي علي أبنائنا وشباب المحافظة من الدراجات البخارية التي تغتال العشرات يوميا بسبب الحوادث المتكررة, فهذه الدراجات أصبحت نعوشا طائرة بسبب قوة محركاتها وخفة وزنها والسرعات الفائقة التي يقود بها الشباب علي الطرق المليئة بالمطبات والمارة الأمر الذي يجعل اتزانها والسيطرة عليها معدوما فتدهس العديد من الأطفال تحت عجلاتها, ولا يتمكن أحد من ملاحقة قائد الدراجة التي غالبا ماتكون بدون لوحات معدنية. وقال عبد الرحمن أحمد مهندس يوجد الآلاف من الدراجات البخارية مرخصة وغير مرخصة داخل محافظة بني سويف وهي من أسباب أزمة البنزين في المحافظة فأسراب الدراجات المنتشرة بالمحافظة تحيط بأي محطة وقود ولا تسمح للسيارات بالدخول إلا بعد أن تأخذ ما يكفيها ولايستطيع أحد ردعها فكل شاب يملك دراجة بخارية له' شلة' من زملائه كل منهم يقود دراجته الخاصة ويتواجدون سويا معظم الأحيان فلا يقدر عليهم أحد. ويؤكد ممتاز عياد' بائع بمعرض دراجات بخارية' أن الموتوسيكل الصيني من أفضل وأرخص الموتوسيكلات في العالم حيث يتراوح سعر الواحد من3 إلي4 آلاف جنيه وبه كل الكماليات وبقسط مريح يصل لمائة جنيه فقط في الشهر. وأضاف: الفلاح لم يعد يحتاج لحماره لأن الموتوسيكل الصيني أرخص ويستحمل وينقل له كل متطلباته للحقل, كما يوجد أيضا من هذه الموتوسيكلات نوع بصندوق خلفي يزيد ثلاثة آلاف جنيه يستخدمه الناس لتحميل البضاعة بدلا من سيارات النقل وأصبح باب رزق للباعة الجائلين يستخدمونه لنقل بضاعتهم من مكان لمكان حسب حالة السوق. من جانبه أكد العميد محمود بهير مدير إدارة مرور بني سويف أن هناك حوالي35 ألف دراجة بخارية مرخصة إلي جانب آلاف الدراجات غير المرخصة داخل المحافظة وقد تم تكوين4 مجموعات أمنية تقوم بعمل كمائن متحركة في مختلف المناطق بالمحافظة لضبط الدراجات البخارية المخالفة وتتكون المجموعة الواحدة من ضابط مرور وآخر من البحث الجنائي وضابط نجدة ومجموعة من الأمناء والجنود وترافق القوة دراجات بخارية مجهزة بأحدث الوسائل لمطاردة الدراجات الصيني المخالفة, وقبل كل كمين توجد مجموعة من أفراد الشرطة السريين علي مسافة تسمح لهم بالقبض علي أي دراجة بخارية تحاول الهرب قبل بلوغ الكمين. وعبر مدير المرور عن سعادته بتعديل قانون المرور الجديد الذي وافق عليه مجلس الوزراء مؤخرا, والذي يسمح بمصادرة الدراجات البخارية والتوك توك لمن لايحمل رخصة تسيير أو رخصة قيادة واعتبار المركبة المخالفة ملكا للدولة دون أن يصدر حكم بذلك الأمر الذي سيكون بمثابة ادع للخارجين عن القانون. وأضاف: الجهات المختصة بالرقابة علي الواردات والصادرات هي المسئولة عن تحديد مايصلح لدخول البلاد من عدمه وذلك ردا علي من يتهم إدارة المرور بالسماح بترخيص هذا الكم الهائل من الدراجات البخارية صينية الصنع ومهمة المرور تقف عند تطابق المواصفات مع ماورد بقانون المرور وهو ماتقوم به اللجنة الفنية المتخصصة.