من اغتيال د. رفعت المحجوب - رئيس مجلس الشعب الأسبق - عام ,1991 واغتيال المفكر الكبير د. فرج فودة إلى حوادث السطو المتكررة داخل شوارع القاهرة والأقاليم فى ظل حالة من «السيولة الأمنية».. مثلت الدراجات البخارية. الموتوسيكلات، رقما خاصا فى معادلة الجريمة فمن الاغتيال السياسى للتحرش الجنسى.. ومن السطو، إلى وسيلة انتقال رئيسية ل«الديلر» أو بائع المخدرات.. وهى جميعها، حالات، غالبا، ما يشترك بها أكثر من شخص.. أحدهم يقود والثانى ينفذ الجريمة.. وبحسب ما كشفته إحصائية صادرة عن مرفق إسعاف «بنى سويف»، فإن «الموتسيكلات» كانت سببا فى مقتل 25 شخصا، وإصابة 370 آخرين! وفى حين تزايدت نسبة سرقات الدراجات البخارية، من قبل المسجلين، فى أعقاب الثورة، كانت وزارة الداخلية، هى الأخرى - حسبما كشفت مصادر بها - تسعى للانتهاء من خطة ضبط جميع الدراجات البخارية «المخالفة» وغير المرخصة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.. إذ من المتوقع أن تكون «الموتوسيكلات» أحد أهم وسائل إثارة الشغب خلال المعركة الانتخابية، سواء من البلطجية أو فلول الحزب الوطنى «المنحل». وتتضمن التحركات - كذلك - رصد طبيعة الدراجات البخارية المنتشرة فى مصر الآن، إذ إنها وسيلة صعب تتبعها وسط الزحام أو اللحاق بقائدها، الذى غالبا، ما يفاجئ ضحيته ثم يختفى ! كما يمكن للسارق تغيير معالم ملابسه ورقم الدراجة البخارية فى أقرب مكان مما يصعب معه تحديد مكانه أو مطاردته، ومعظم هذه الدراجات لا تحمل أرقاما، ولا تحمل تصريحا بالسير.. وتسير دوما فى عكس الاتجاه. والحصول عليها سهل للغاية حيث أصبح سعر الدراجة الصينى الآن 5000 جنيه فى المتوسط، بالإضافة إلى وجود بعض المتاجر التى تقوم بتأجير الدراجات للشباب والصبية دون ضوابط أو شروط نظير 20 جنيها فى الساعة الواحدة ! الموتوسيكلات توجد بمصر - بصفة عامة - منذ ثلاثينيات القرن الماضى، كانت تستخدمها بعض الشركات لنقل البضائع الصغيرة والوجبات السريعة إلى عملائها فى المنازل. وفى بداية الخمسينيات، انتشر نوع جديد من الدراجات النارية عرف باسم السكوتر.. وكانت أشهرها الماركات خلال تلك الفترة هى فيسبا ولامبريتا، وكانت غالية الثمن آنذاك.. واستمرت كذلك لفترة طويلة، وهو ما جعلها قليلة العدد فى السبعينيات إذ كانت الأنواع الموجودة فقط هى: الموتوسيكلات التشيكى، والألمانى ال«جاوا» ماركة سى زد، وإم زد. ثم ظهرت الموتوسيكلات اليابانى فى الثمانينيات والتسعينيات مثل ياماها وهوندا وسوزوكى وغيرها وكانت متميزة عن التشيكى فى الإمكانات والرفاهية وكانت أيضاً غالية الثمن، ومع بداية عام 2000 ظهرت الموتوسيكلات الصينى فقلبت كل ذلك رأساً على عقب، وتأسست شركة انتوس وهى أول شركة فى مصر للموتوسيكلات الصينى.. وأقبل المواطنون بقوة على شرائها. وبعد نزول موديلات وشركات مثل «دايون» و«هوجن» تصدرت سوق الموتوسيكلات من حيث الجودة لفترة إلى أن قامت شركة «بست دراجون» بتأسيس شركة لإنتاج الموتوسيكلات فى مصر.. وأقامت مصنعا لتجميع الموتوسيكلات بخامات وتكنولوجيا الشركة الأم فى اليابان، لتتصدر سوق صناعة الموتوسيكلات فى مصر بثمانية موديلات حديثة وهى 1- نحلة صغير 2- نحلة كبير 3- ضبع 4- غزالة 5- جمل صغير 6- جمل كبير 7- أميرة 8- صقر. وتم فتح باب الاستيراد العشوائى للدراجات البخارية على مصراعيه دون ضوابط حقيقية، حيث تشير الإحصاءات إلى أن مصر استوردت فى الفترة من 2006 - 2007 فقط مائة ألف دراجة بخارية.. ومع العلم أن الموتوسيكل الصينى يباع فى بلده ب250 دولارا أى ما يقارب ال1500 جنيه مصرى فى أقصى سعر له ومع ذلك يزيد ثمنه أضعافا فى مصر.. وعمره الافتراضى من بلد المنشأ لا يتعدى العام على أقصى تقدير ويستخدم هنا لأعوام وأعوام. تقدر أعداد الموتوسيكلات ذات التراخيص فى جميع أنحاء الجمهورية بالمليون ونصف المليون تقريباً منها 362000 وحدة بالقاهرة الكبرى مقسمة كالآتى: 172000 فى محافظة القاهرة و114000 فى الجيزة و76000 فى القليوبية. معدل استخدام الموتوسيكل سنوياً يقدر ب300 يوم من أيام السنة حسب الدراسات الأخيرة، ووزنه يتراوح بين 120 كيلو جراما و200 كيلو جرام. والأنواع المنتشرة فى مصر تنقسم إلى دراجات رخيصة الثمن مثل الفيسبة والموتوسيكل الصينى بأنواعه.. ويبدأ سعرها من 2500 جنيه وتصل إلى 6000 جنيه.. بينما تشهد سوق الموتوسيكل الصينى تراجعاً كبيراً فى الوقت الحالى. وهناك أنواع أخرى غالية الثمن تسمى بالريسينج.. ومن أشهر أنواعها الموتوسيكل الهارلى وأسعارها تقترب من ثمن السيارات الصغيرة، إذ تصل إلى مائة ألف جنيه فى بعض الأحيان.. وتصل سرعتها إلى 300 كيلو متر/ الساعة.