موتوسيكلات مصر .. سطو وسرقة وتحرش وقتل محيط – وكالات الموتوسيكلات كابوس يهدد أمن الشعب المصري القاهرة : تحولت الدراجات البخارية "الموتوسيكلات" إلى كابوس خطير يهدد أمن وسلامة الشعب المصري ، بعد أن أصبحت وسيلة لارتكاب العديد من الجرائم سواء القتل أو الخطف أو الإرهاب ،ويستخدمها البعض في التحرش بالنساء. وتستطيع هذه "الموتوسيكلات" الهروب وسط الزحام ، كما يصعب اللحاق بمرتكب الجريمة الذي غالبا ما يفاجأ ضحيته ثم يختفي، ويمكن للسارق تغيير معالم ملابسه ورقم الدراجة البخارية في أقرب مكان مما يصعب معه تحديد مكانه او مطاردته. وزاد من خطورة الأمر فتح باب الاستيراد العشوائي للدراجات البخارية على مصرعيه دون ضوابط حقيقة ، حيث تشير الإحصائيات إلى أن مصر استوردت في الفترة من 2006 – 2007 مائة ألف دراجة بخارية من ماركات صينية. وكثير من هذه الدراجات لا يحمل أرقام مرورية ، ويقودها أطفال وشباب دون الثامنة عشر من عمرهم ، يسيرون في عكس الاتجاه دون الإلتزام بنظام الشارع مما يعرض حياة المواطن للخطر. وأصبح الحصول على هذه الدراجات سهلا ، حيث يقوم الصبية والشباب بتأجيرها ، دون أي ضوابط في عملية تأجير "الموتوسيكلات" فأصحابها لا يشترطون حصول المستأجر علي رخصة قيادة أو حتي تأمين لاستئجارها أو يحتفظون مثلا ببطاقة المستأجر، أو صورتها ، كما كان يحدث زمان مع مستأجري السيارات. ويلجأ اللصوص إلى الموتوسكيلات لسرقة السلاسل الذهبية من أعناق السيدات والحقائب سواء من النساء أو الرجال الذي يبدو عليهم أنهم يحملون أموالا كثيرة ، كما استخدم في خطف الهواتف المحمولة . وتعتمد هذه الطريقة على أسلوب العصابات ، حيث غالبا ما يكون هناك شخصين الأول يقود الموتوسيكل ، والثاني خلفه يتولي مد يده والسرقة. ويقول الدكتور عادل عبد الجواد الباحث في شئون الجريمة في تصريح لجريدة "الأهرام" المصرية إن هذه الظاهرة أمتدت إلى نشر وبيع المخدرات من خلال "الموتوسيكلات" باعتبارها سريعة الحركة ، بحيث يستعين المحترفون بها عن طريق التأجير فقط ، حتى يصعب الإيقاع بهم ، وغالبا ما يستعينون بالأطفال من الأحداث فإذا سقطوا لا يكون عليهم جرم كبير ولا يعاقبون بالعقاب المناسب . مصر استوردت مائة ألف دراجة بخارية عام 2006 2007 ويحفل تاريخ الشرطة بسجل كبير من الجرائم التي لعب "الموتوسيكل" فيها دور البطولة ، مثل حادثة اغتيال رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب عام 1991 ، حيث تربصت به مجموعة إرهابية أعلى كوبرى قصر النيل ثم استقلوا درجات بخارية وهربوا مسرعين من مكان الحادث. كذلك محاولة اغتيال رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف حيث أمطر عدد من الأشخاص سيارته وهم يستقلون دراجة بخارية وفروا جميعاً قبل إلقاء القبض عليهم وقتها. وكان آخر هذه الحوادث ، عندما أطلق ملثمان يستعملان دراجة بخارية على صاحب محل مجوهرات الرصاص فأردوه قتيلاً ومعه ثلاثة من العاملين معه. وتقول الدكتورة فادية أبو شهبة استاذ القانون الجنائي بالمركز القومي للبحوث الجنائية أن هذه الجرائم تتم بطريقة عشوائية وغير منظمة لأن من يقومون بها غير محترفين ولكن تدفعهم طموحات الحصول على مبالغ كبيرة بأسرع فرصة ، لذلك نجدهم يسارعون بالهرب دون أن يحققوا هدفهم في بعض الأحيان ، وهذا ما حدث مع لصوص بنك الجيزة ، حيث اقتحموا صالة البنك وهددوا المواطنين والموظفين ، ولكنهم ارتبكوا وسارعوا بالهرب . وتابعت أبو شهبة :"غالبا ما تستخدم الأسلحة البيضا أو النارية والالات الحادة القاتلة في السرقات التي تتم من خلال الدراجات البخارية ، فاللص إذا لم يستطع أن يحقق هدفه يقوم بالقتل في الحال ، وزدات هذه الجرائم في السنوات العشر الأخيرة" . وأضافت :" انتشرت هذه الظاهرة بقوة نتيجة البطالة وزيادة معدلات العنف داخل الأسرة نتيجة الفقر ، وهو ما أدى إلى انتشار السرقة بالإكراه ". وأعربت عن اعتقادها بأن القانون الجديد المنظم لحركة المرور فى مصر قد يضع ضوابط جديدة ورادعة فى وقف نزيف الفوضى والحوادث الرهيبة التى قد وصلت بالفعل لحالات القتل والخطف والبلطجة.