لأنها فقدت والديها منذ نعومة اظافرها في حادث مأساوي أليم وتولت عمتها تربيتها حيث كانت تبلغ 7 سنوات فقط فقد عاهدت نفسها أن تبذل أقصي ما في وسعها كي ترد لها الجميل خاصة أنها لم تنجب أبناء فكانت بمثابة الابنة البارة الحنون لها وارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً طوال فترة معيشتها معها وكانت عمتها بمثابة الأم البديلة بالنسبة إليها فكانت لا ترفض لها طلباً وألحقتها بالمدرسة وتولت رعايتها دراسياً حتي تخرجت في الجامعة وتمكنت بفضل معارف وأصدقاء عمتها من إيجاد فرصة عمل بإدارة الجامعة وكأن القدر كان ينتظر إنهاء مهمة عمتها فعقب التحاقها بالوظيفة لم تكتمل فرحتها بها حيث عانت العمة من العديد من الأمراض وكأنها كانت تنتظر دورها في تربيتها وعندما أكتمل هذا الدور بدأ جسدها يئن من المرض الأمر الذي أفزعها ولجأت للعديد من الأطباء ليكتشفوا بأن المرض الخطير استقر بجسدها ولا سبيل للعلاج لأن حالتها متأخرة وأسقط في يدها فهي لا تملك شيئاً تقدمه إليها سوي رعايتها والالتزام بتعاليم الأطباء لعل وعسي أن تخفف عنها مدة المرض فقط وعاهدت الله أن تقوم بكل ما في وسعها كي تخفف عمن راعتها أثناء صغرها وتكفلت بها فآثرت عدم الزواج ورفضت الكثير ممن تقدموا إليها وبالرغم من إصرار عمتها علي زواجها إلا أنها ولأول مرة لم تستمع لنصائحها وكانت تخشي أن تضغط عليها عمتها ولذلك كانت ترفض كل من تقدموا إليها بحجج واهية لتقوم بخدمة عمتها المريضة لعلها ترد ولو جزءاً بسيطاً من جميلها عليها ومرت سنوات عديدة ولم تكل أو تشكو بل كلما مرت السنوات ازدادت ارتباطاً بها ودعت الله أن يمد في عمرها لأنها كل ما تبقي لها في الدنيا ولكن وعند بلوغها 39 عاماً فارقت عمتها الحياة وتركتها وحيدة في سن حرجة وحزنت عليها حزناً يفوق الوصف وأصيبت بحالة نفسية سيئة من جراء وحدتها واقنعتها جارتها في المسكن بضرورة الزواج لتجد من يؤنس وحدتها ويكمل معها مشوار الحياة ولأنها تعودت دائماً أن يأخذ بيدها أحد فقد وافقت علي الفكرة ولذلك وافقت علي أول من طرق بابها وكان يكبرها بعام واحد فقط ويعمل "أميناً للمخازن" وبرغم بساطة عمله ورقة حال أسرته إلا أنها وافقت وبسرعة وبدون تفكير وتم الزفاف سريعاً حيث تركت لها عمتها مبلغاً لا بأس به انفقته علي تأثيث مسكن الزوجية حيث لم يتمكن العريس من تأثيث المنزل لضعف راتبه ومنذ اللحظة الأولي لم تشعر بارتياح لأسرته والتي كان يعايرها أفرادها بكبر سنها ويعايرونه بها ولكنها تحملت علي أمل أن تنجح في حياتها الجديدة وخوفاً من شبح الوحدة الذي يتربص بها ومرت 6 أشهر كاملة دون أن تشعر ببارقة أمل في الإنجاب وبدأت مشاكلها مع أسرة زوجها والذين كانوا يتدخلون في كل حياتها بشكل مباشر ودون اعتراض منه وشعرت بأنها لن تحتمل تلك الحياة خاصة أن زوجها لا يساندها بل يستولي علي راتبها ولا يكلف نفسه حتي عناء عرضها علي الأطباء وأخذ يعايرها بأنها لن تنجب لأن سنها كبيرة وأنه يتحامل علي نفسه وكرامته كي تستمر تلك الزيجة ولأول مرة تشعر بالإهانة والمذلة وتقرر الانفصال عنه وفاتحته برغبتها في الطلاق إلا أنه ساومها وطالبها بالتنازل عن منقولاتها وعندما رفضت قام بطردها من المسكن وتغيير مفتاح الشقة ولولا وجود شقة عمتها لأصبحت بلا مأوي وشعرت بأن عمتها بالرغم من وفاتها إلا أنها مازالت ترعاها بروحها واستمدت القوة من هذا الإحساس وتوجهت لمحكمة الأسرة لتطالب بحقها في الطلاق من زوجها للضرر وأن يعيد إليها منقولاتها التي استولي عليها وفوجئ الزوج بأن زوجته المسالمة تغيرت مرة واحدة خاصة بعد أن أنصفتها المحكمة برئاسة المستشار أيمن أبوزيد وقضت لها بالطلاق للضرر الواقع عليها ولأن زوجها غير أمين عليها ولا يحترم قدسية الزواج.