إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا ستتعجبين سيدتي من هذه المشكلة.. هل مازال البعض يفكر بهذه الطريقة؟.. كيف ولماذا؟.. أين العقل والمنطق والدين؟ أين الحب والقلب والحنان؟ واليك قصتي: أنا شاب في الثلاثينات من عمري حكايتي تبدأ من الطفولة، فقد نشأت الاخ الاكبر لاخوين آخرين، وشاء القدر ان يتوفي ابي وأنا في عمر صغير، فأصبحت تلقائيا اقوم بدور الاب والاخ الكبير في الوقت نفسه.. ارتبطت بأمي ارتباطا عميقا وقويا.. احبها بشدة ولا اتصور ان ابتعد عنها أو ان تفرقنا الايام. كبر اخوتي وتخرجت أنا من الجامعة، والتحقت بوظيفة مناسبة، وكان من الطبيعي ان ابحث عن ابنة الحلال التي تشاركني حياتي، وأبني معها عشا سعيدا، وانجب منها اطفالا يملأون الدنيا صخبا وحيوية وبراءة.. عارضت امي في البداية، وتعللت بأن العمر لا يزال طويلا، وانه يجب ان أبني نفسي أولا وادعم مركزي في عملي، وأكون نفسي ماديا حتي استريح عندما اتزوج، ولا أكون محملا بأعباء مرهقة عديدة. لكني قابلت فتاة طيبة وحنونة، احبتني واحببتها، فأصررت علي خطبتها هذه المرة، وبعد اعتراضات كثيرة، ومحاولات عديدة لعرقلة مشروع الزواج هذا تزوجتها وقبلت امي ذلك علي مضض. ولان زوجتي كما ذكرت طيبة وحنونة حاولت ان تكسب حب امي فكانت عندما تأتي الي بيتنا تقوم وتساعد أمي في المطبخ وغسيل الاواني، وتحاول ان تشعرها بأنها ابنتها خاصة انها لم تنجب بناتا بل كانت ذريتها كلها من البنين. كذلك كانت تنتهز اي مناسبة لكي تهدي امي اجمل الهدايا حتي يرق لها قلبها، وتحملت زوجتي كل الوان الجفاء الذي تعاملها بها أمي أملا في ان يغير الزمن والعشرة من هذا الفكر الذي تكنه لها أمي. حملت زوجتي فطرت من السعادة وكذلك هي، لكن أمي قابلت الخبر بالحزن لأن المولود كان بنتا، كانت مشاعرها غريبة وبعيدة تماما عن المشاعر الطبيعية في مثل هذه الاحداث المهمة في حياة الابناء. وتحملت زوجتي كعادتها تصرفات أمي وقسوتها عليها، وجاء الحمل الثاني وولدت زوجتي بنتا ثانية، فانفجر غضب امي، كأن زوجتي اجرمت او كأنها هي التي قررت ان يكون المولود بنتا!!. كنت أذهب واتوسل اليها.. انني احبك يا أمي لكنني احب زوجتي وبنتي ايضا، لا استطيع ان استغني عنهما كما لا استطيع ان ابتعد عن أغلي الناس عندي في الحياة. ماذا أفعل سيدتي؟.. الاختيار صعب فعلا!! المعذب »ف« الكاتبة: أقدر تماما صعوبة موقفك، وأري ان مشكلتك من اقسي المشاكل التي يمكن ان تواجه انسانا! فالحيرة هناك بين امرأتين لا غني لاحداهما في حياتك امك وزوجتك!. الام مسيطرة.. تريد ان تمتلك ابنها الذي اعتبرته الابن والرجل والعائل الذي اتخذ مكان الاب بعد ان توفي في عمر صغير.. الارتباط العميق والقوي بالام في مثل تلك الظروف التي يغيب فيها الاب عن المشهد ويتحول الابن الاكبر الي الابن والزوج معا.. وتعتاد الام احالة كل امر اليه للمشورة والتصرف.. تلك العلاقة تولد- غالبا- غيرة مبالغا فيها من قبل الأم تجاه زوجة الابن.. فتتصور الام عندئذ ان تلك المرأة دخيلة علي حياتها، وانها تسرق عمرها وابنها الاكبر وعماد حياتها!.. وهنا يجيء دورك لعلاج هذا اللبس الشديد التعقيد بين حبك وارتباطك بأمك.. وحبك وارتباطك بزوجتك.. من الواضح انك حاولت كثيرا وحاولت زوجتك الطيبة الحنونة ايضا استمالة امك الي صفها، وتذويب طبقات الجليد القائمة بينهما. ولكن دن جدوي. وزادت الطينة بلة عندما رزقت زوجتك بطفلتين بنتين فاعترضت امك وغضبت وكأن الام هي التي تتحكم في نوع الجنين! كل الدراسات والابحاث العلمية تؤكد وتثبت ان نوعية الجنين يحددها الاب وليس الام. وفي الحقيقة الله تعالي هو الذي يحدد، ثم يخلق الاسباب!. موقف أمك غريب، وحاد.. ويحتاج منك الي وقفة تدعوها فيها الي استغفار ربها، فهذا اعتراض صريح علي قضاء الله وارادته..ثم عليك ان تظهر عدم رضائك عن تصرفاتها تجاهك انت وزوجتك وابنتيك الطفلتين.. أحيانا نحتاج الي وقفة شجاعة وصريحة مع من نحب حتي نضبط ايقاع العلاقة.. وأنا اري انك في حاجة الي تلك الوقفة التي تعلن فيها احتجاجك وحزنك من تصرفات والدتك البعيدة عن المنطق والانسانية واعتقد ان عليك ان توضح لها موقفك بصراحة.، وتبوح لها بمشاعرك تجاه ما يحدث. وأري انها كأم تحبك، وترتبط ارتباطا عميقا بها ستراجع نفسها، وتعيد تقييم ذاتها، من فينا لا يفعل؟!.