إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا احيانا تبلغ الحيرة من الانسان مبلغا يفقد معه القدرة علي التفكير في حل لمعضلته، ويحاول ان يطرق ابواب الاخرين لعله يجد لديهم ردا شافيا وعلاجا حاسما لما يؤرق حياته، وهذا هو ما دفعني لارسال قصتي التي تتلخص في التالي. الارتباط هو حلمنا.. حلم كل البنات.. لكن كل واحدة منا تري الارتباط من منظور مختلف، قد اراه حبا ورومانسية بينما تراه اخري غزلا ودلالا، وثالثة لا تقبل بغير الخطوبة والاطار الرسمي، وترفض ما دون ذلك، واعتقد انني- سيدتي- من النوع الثالث. أن لم اصل لعامي العشرين بعد، ادرس في كلية محترمة احببت شابا رأيته في الجامعة واستمر حبي له لمدة 8 اشهر كاملة، عرف خلالها انني لست فتاة للتسلية، وانني لن اقبل منه سوي الارتباط الرسمي. يقول المثل الشعبي: »اللي اوله شرط اخره نور«، ولانني اشترطت عليه ان يتقدم لي رسميا بمجرد ان يفرغ من اداء امتحاناته، فقد كانت عجلة الحب بيننا تدور تلقائيا ودون مشكلات حتي حدث شيء غريب. اختفي حبيبي فجأة اختفاء مريبا، وطالت فترة اختفائه لمدة تقترب من 6 اشهر، حاولت خلالها مرارا وتكرارا الاتصال به لكن دون جدوي.. لم يكن يرد علي مكالماتي علي الاطلاق حتي اضطررت لان ارسل له رسالة علي هاتفه المحمول.. قلت له فيها: بدلا من هروبك المريب عليك ان تحكي لي ماذا حدثَ رسالة وثانية وثالثة ثم تحرك قلبه نحوي قليلا فاتصل بي وقال ان شقيقه كان متورطا في قضية، ثم ختم المكالمة بكلام غريب وقال: لانني احبك افضل ان تكملي حياتك مع شخص اخر! حاولت ابتلاع هذه القسوة منه وقلت له انني لن احب احدا غيره وانني أنتظره للنهاية، لم اعرف اذا كنت صادقة فعلا فيما قلت، ام انني اندفعت وقلت كلاما لا اشعر به ثم انتهت المكالمة الصادمة ولم تتكرر منذ فترة طويلة. والان- سيدتي- عندي لك سؤالان: الاول: هل كان هذا الشاب صادقا في مشاعره معي، ام انه كان يتسلي بي ويضيع وقته ووقتي؟ والثاني: اذا كان صادقا فهل أنتظره للنهاية كما وعدته ام اقبل واحدا من الذين يتقدمون لي باستمرار، واحقق حلمي في الارتباط الرسمي الذي طالما بحثت عنه، ولم اجده مع حبيبي الاول؟ المعذبة »م.م« الكاتبة: ابدأ بسؤالك الاول: هل كان الشاب صادقا معي ام كان يتسلي بي ويضيع وقته ووقتي؟ واجيبك »بنعم« فيما يخص الجزء الاول من السؤال، و»لا« عن الجزء الثاني منه! اقصد ان هذا الشاب كان صادقا معك عندما انجذب لك، وشعر بمشاعر حب تجاهك، وكان صادقا اكثر عندما ابتعد عنك، وحاول تبرير ابتعاده بأسلوب لا يجرحك وفي الوقت نفسه تفهمين منه انه لم يعد يحمل لك مشاعر الانجذاب . معني ذلك انه كانت هناك مشاعر في الوقت الذي كنتما فيه تعيشان حالة الحب هذه، وهي فترة تتسم بالتذبذب في المشاعر، والتقلب السريع في العاطفة فكلاكما لايزال طالبا في الكلية، ولاتزالان في مرحلة التكوين النفسي والعاطفي.. العقلي والوجداني. وعندما شعر هذا الشاب ان شعلة مشاعره تجاهك قد انطفأت او خبت او ربما عندما شعر ان الطريق لايزال طويلا امامكما حتي تستطيعا ان تقررا ذلك القرار الخطير المتعلق بحياتكما ومستقبلكما. انا لا اريد ان اقسو عليك او عليه، فأنت مصدومة- كما ذكرت- وهذا طبيعي، فقد كان هذا الشاب يتلهف علي لقائك، ويبثك مشاعره، وعواطفه المتأججة، وفجأة توقف كل ذلك، واختفي! وعندما حاولت الاتصال به رد اخيرا، لكنه كان جوابا حاسما، نهائيا يعني ان طريقكما معا قد انتهي، وان عليك ان تقرري مستقبلك وخطواتك القادمة بمعزل عنه. هل استطيع ان اصف هذا الشاب بالكذب او الخداع؟ لا اعتقد، انه فقط فعل ما اعتقد انه الصدق مع النفس، فعندما كان يميل اليك ابدي رغبته في ذلك وترجمت افعاله كوامنه، لكنه عندما شعر بان تلك العاطفة ماتت فجأة بالسكتة القلبية واجهك، او ربما خفف قليلا من قسوة الحقيقة، فبحث عن عذر مهذب يعفيه من حرج الموقف العصيب. فهو لا يريد ان يبدو »ندلا« او ان يشعرك انه خذلك، او احبطك عندما صوب طلقته فجأة الي طيور الامل التي كانت تحلق في خيالك، لكنه فعل! ولاشك انك تألمت وبكيت، وربما اكتأبت ومعك حق. لكني اقول لك ان الرصاصة التي لا تقتلني تقويني، فالصدمة التي اصابتك، والتي تعافيت منها الان ستجعلك اكثر صلابة، واشد بأسا في تقبل المفاجآت التي يصدمنا بها البشر. اما وعدك الرومانسي له بالانتظار حتي تحل مشكلته فلا داعي اطلاقا للالتزام به لان هذا الشاب لن يعود، اما ان تقبلي الزواج بالشخص المناسب من بين المتقدمين لك وهم كثر، فأنصحك بالتمهل وعدم التسرع في القبول باي عريس مناسب والسلام، لان هذا سيكون رد فعل غير ناضج لما تعرضت له وهذا- بالطبع- سيؤدي الي قرار خاطيء وارتباط تعيس. ركزي في دراستك الان. تفوقي، وابني نفسك من الداخل بالقراءة والعلم واكتساب المهارات، تخرجي في الجامعة اولا.. ثم فكري في الشاب الذي تلتقين معه في الافكار وت وتشعرين معه بالامان والحب. اما الان.. فلا وقت يجب ان تضيعيه الا في حب نفسك.. اقصد بناء نفسك من الداخل.. فمن هنا سيكون الاختيار ناضجا وصحيحا.