التقي رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي قادة الأحزاب السياسية في محاولة أخيرة للتوصل للاتفاق قبل الإعلان اليوم السبت عن نجاح أو فشل مبادرته لتشكيل حكومة تكنوقراطية تلقي معارضة قوية من حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحاكم ومن كتل برلمانية قريبة منها.وكان الجبالي قال إنه سيعلن اليوم السبت نتيجة المشاورات التي بدأها أمس مع عدد من الأحزاب, وإنه سيقدم استقالة حكومته إلي الرئيس محمد منصف المرزوقي في حال رفض مقترح حكومة التكنوقراط. وفي الوقت نفسه, أعلن قياديون في النهضة أن الحركة ستكلف الجبالي بتشكيل الحكومة القادمة في حال قدم استقالته.وشارك في الجولة الأخيرة من المشاورات التي عقدت في قصر الضيافة بقرطاج رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأمين عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية محمد عبو, ورئيس حزب التكتل من أجل العمل والحريات مصطفي بن جعفر, وهذه الأحزاب الثلاثة مشاركة في الائتلاف الحاكم. مصير مبادرة حكومة التكنوقراط سيتحدد علي ضوء المشاورات التي أجراها الجبالي مع قادة الأحزاب بمن فيهم راشد الغنوشي. ويبلغ معارضو فكرة حكومة التكنوقراط حوالي ثلثي أعضاء المجلس الوطني التأسيسي الذي يضم 217 نائبا بينهم 89 من النهضة.وكانت النهضة وحزب المؤتمر وحركة وفاء وكتلة الحرية والكرامة "ولها مجتمعة 125 مقعدا" قد اتفقت مؤخرا علي تشكيل حكومة سياسية قادرة علي تحقيق أهداف الثورة من محاسبة ومقاومة للفساد, وحذرت من أن من شأن حكومة التكنوقراط إعادة النظام القديم إلي السلطة. في هذه الأثناء دعت حركة النهضة إلي مسيرة مليونية اليوم السبت وسط العاصمة دفاعا عن الشرعية التي أفرزتها انتخابات 23 أكتوبر 2011 وللمطالبة بتحقيق أهداف الثورة. ويتوقع أن يشارك في المظاهرة -التي انتقدها معارضون- أنصار أحزاب أخري بينها المؤتمر, وحركة وفاء التي يقودها الحقوقي عبد الرؤوف العيادي. ويفترض -وفقا للمنظمين- أن ترفع المظاهرة شعارات ضد التدخل الفرنسي في الشأن التونسي.