«التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل    محافظ مطروح يتفقد أعمال تطوير وتوسعة طريق شاطئ الغرام    تعرف على طقس غسل الأرجل في أسبوع الألم    محللون: شهادات ال30% وزيادة العائد على أذون الخزانة تسحبان السيولة من البورصة بعد استقرار الدولار    ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا    دوافع الولايات المتحدة لإنشاء ميناء غزة المؤقت    الولايات المتحدة تعلن فرض عقوبات جديدة على روسيا    دون راحة.. الأهلي يستعد لمواجهة الجونة    ضربة مزدوجة للزمالك أمام البنك الأهلي في الدوري    تحرير 14 محضرا تموينيا متنوعا في شمال سيناء    مصرع شاب غرقا أثناء استحمامه في ترعة الباجورية بالمنوفية    معرض أبو ظبي.. نورا ناجي: نتعلم التجديد في السرد والتلاعب بالتقنيات من أدب نجيب محفوظ    خالد الجندي: الله أثنى على العمال واشترط العمل لدخول الجنة    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    مصر للمقاصة تفوز بجائزة أفضل شركة للمقاصة في الوطن العربي    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    أحمد السقا عن مشهد الرمال بفيلم السرب لفاطمة مصطفى: كنت تحت الأرض 4 ساعات    ارسم حلمك ب«الكارتون».. عروض وورش مجانية للأطفال برعاية «نادي سينما الطفل»    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    «مايلستون» تنطلق بأول مشروعاتها في السوق المصري باستثمارات 6 مليارات جنيه    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    استشهاد رئيس قسم العظام ب«مجمع الشفاء» جراء التعذيب في سجون الاحتلال    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    كريم بنزيما يغادر إلى ريال مدريد لهذا السبب (تفاصيل)    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنفلونزا الطيور .."مننا.. وعلينا" تربية الدواجن والحمام والبط بالمنازل .. عادة مصرية لن تنتهي
نشر في المساء يوم 15 - 02 - 2013

لا تستطيع ربة البيت في الريف التخلي عن عادة تربية الطيور في المنزل. فهي عادة مصرية قديمة. وهي توفر لأهالينا في القري البروتين. سواء من لحوم الطيور أو من البيض. فهم من البسطاء ولا يستطيعون شراء اللحوم غالية الثمن.
ورغم التحذير من انفلونزا الطيور ومخاطرها. فإن الأمر لم يتغير سواء في القري أو بالأصل والشعبية. حيث تنتشر عادة تربية الطيور بالمنازل وعلي أسطح العمارات.ولمواجهة الأنفلونزا كلفت الدولة الإدارات البيطرية بإعطاء دورات لربات البيوت لتربية الطيور بشكل علمي آمن.. لكنها دورات علي الورق فقط. هذا إن تمت أصلاً. فربة البيت في الريف والأحياء الشعبية لها طقوسها في تربية الدواجن والحمام. ولن تغيرها.. وألف سلامة علي أنفلونزا الطيور.
المصدر الوحيد للبروتين الحيواني .. في المنوفية
المنوفية نشأت عبدالرازق :
تقول رضا حجاج "موظفة" أحرص علي تربية الطيور المختلفة في عش أعلي سطح المنزل وأقوم علي العناية بها. حيث تعد المصدر الوحيد للبروتين الحيواني لأفراد الأسرة خاصة في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.
أضافت نورا الطلي "مدرسة" أنها قامت بذبح كافة الطيور الموجودة بالمنزل وحفظها في الثلاجة مع قدوم فصل الشتاء الذي تنتشر فيه حالات الاصابة بانفلونزا الطيور.
قال د. سيد الجندي مدير عام الوقاية بمديرية الطب البيطري انه يتم سحب عينات عشوائية من مزارع الدواجن المنتشرة بانحاء المحافظة لتحليلها بالمعمل المركزي للرقابة علي الثروة الداجنة للتأكد من خلو الدواجن من المرض. موضحاً أنه في حالة سلبية العينات لفيروس انفلونزا الطيور يتم منح أصحاب تلك المزارع التصاريح بالبيع. أما في حالة ايجابياتها. فتتم محاصرة المزرعة وإعدام كافة الدواجن بها. لأنها تعد بؤرة إيجابية للمرض.
أضاف أنه يتم اجراء تقصي للمرض بأسواق الطيور عن طريق سحب عينات عشوائية من مختلف الطيور الموجودة لدي الباعة.. مشيراً إلي أنه تم اختيار سوقي قويسنا وأشمون للطيور كتجربة للتقصي عن المرض.
أوضح أنه تم تشكيل فريق للتوعية المجتمعية من الطب البيطري للتعامل مع الأهالي خاصة وبات المنازل بكافة قري المحافظة بطريقة ودية وإعطائهن النصائح لتربية الطيور المنزلية.
وقالت د. ميرفت تحسن رئيس قسم الدواجن بالمديرية إن المرض مازال متوطناً داخل المحافظة. لكن الفيروس تحور للأسوأ. ومع التحصينات الدورية لن يأخذ الشكل الوبائي ويتم التعامل معه من خلال شقين أولهما اجراء تقصي عن المرض. وثانيهما تحصين الطيور المنزلية بالمجان. وأوضحت أنه بمجرد اكتشاف بؤرة ايجابية للمرض يتم إعدام كافة الطيور بها ودفنها بالطرق الصحية. بالإضافة إلي إجراء تقصي موجه لمدة يومين أو ثلاثة يتم خلالها تطهير القرية مع اعتبار أن البؤرة مركز لدائرة نصف قطرها 9 كيلو مترات.
أشارت إلي أنه ينصح بعدم تربية البط مع الدواجن. لأنه حامل للمرض ولا يظهر عليه إلا بعد فترة طويلة مع ضرورة ارتداء المربين لأقنعة بالوجه وعدم مصاحبة الأطفال إلي داخل حظائر التربية إلي جانب التوجه بصفة دورية إلي الوحدة البيطرية لفحص الدواجن وتقديم المعلومات الصحيحة للفرق البيطرية التي تجوب القري.
من جانبه قال د. محمد القباني وكيل الوزارة. مدير الطب البيطري بالمنوفية إن الهيئة العامة للخدمات البيطرية أنشأت منذ عامين وحدة لمكافحة مرض انفلونزا الطيور. وتم تشكيل فرع لها داخل المديرية وهي تختص بتنفيذ أساليب المكافحة ومن بينها التوعية المستمرة بالمرض.
أوضح أن مرض انفلونزا الطيور عندما ظهر في فبراير 2006 كان بسبب الطيور المهاجرة وكذلك سلوكيات المربين خاصة السيدات بالقري. مشيراً إلي أنه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية بالمديرية وغرف فرعية بالإدارات البيطرية علي مستوي المحافظة لتلقي أي بلاغات بشأن ظهور أعراض مرضية علي الطيور.
البحاروة يضربون بالتحذيرات عرض الحائط
البحيرة كارم قنطوش:
رغم تحذيرات مسئولي الطب البيطري من خطورة تربية الدواجن بالمنازل. لما قد ينتج عنها من آثار سلبية علي المربين والمحيطين بهم. إلا أن تربية الدواجن والطيور لم تتوقف في ريف البحيرة وامتدت إلي العديد من منازل أهالي الحضر بالمدن. الجميع لم يكترث بالتحذيرات وضربوا بها عرض الحائط وواصلوا التربية. أهل الريف برروا إصرارهم علي ذلك عندما توجهنا لهم بالسؤال فقالوا "خير الكلام ما قل ودل" هذه عاداتنا ولن نقلع عنها وإذا كنا لم نقلع عنها في أيام الرخص عندما كان في استطاعتنا شراء البديل من الجزارين. فهل نقلع عنها اليوم ونحن نعيش ب "الغلاء والكوي". فاليوم لم يعد هناك شيء رخيصاً في الحياة.
أكد أن أقل أسرة تحتاج إلي كيلو لحم ثمنه 65 جنيهاً في الوجبة الواحدة وهي لا تستطيع ادخار هذا المبلغ طوال شهر. ولا يوجد أمامهم سوي الطيور. فتربيتها كلها خير وبركة ولا تكلفهم إلا القليل. حيث تتغذي علي بواقي الطعام والتالف من الحبوب. وكان أغرب تعليق لهم علي أنهم معرضون للأمراض بسبب هذه التربية بدون أي ضابط عندما قالوا طول عمرنا نربي ونأكل "لحم وبيض" وبالنسبة لأهل الحضر بالمدن قالت العديد من السيدات لا توجد لنا أي وظائف. وأصبحنا عالة علي أزواجنا. لذلك فإننا نقوم بتربية الطيور لكسر الملل. والمساعدة في تقليل النفقات وتوفر علينا شراء اللحوم من محال الجزارة.
من جانبه قال د.أنس المنياوي مدير الطب البيطري بالبحيرة: إنه في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد فإن المديرية لا تمانع من قيام الأهالي من تربية الطيور بمنازلهم مع مراعاة توافر الشروط الصحية للتربية واتباع الإرشادات والتعاون مع أطباء الوحدات البيطرية أثناء قيامهم بإجراء التقصي النشط. مطالباً الأهالي بالإبلاغ فور الشك بتعرض الطيور لأي تغيرات غير طبيعية.
المناطق العشوائية قنبلة موقوتة .. بالإسكندرية
الإسكندرية دينا زكي :
عادت الطيور من جديد وبكثافة إلي الإسكندرية في ظل صعوبة تنفيذ أي قرار لإزالة عشش الدواجن والحمام أعلي أسطح المنازل من قبل قوات الشرطة لعدم الالتحام مع المواطنين وخاصة السيدات.
وبالرغم من التحذيرات المتصاعدة عن ظهور انفلونزا الطيور من جديد بالمحافظات. إلا أن الإسكندرية خارج نطاق التحذير خاصة في "30" منطقة عشوائية معروفة بشرقها وغربها حيث تتم تربية الدواجن فيها ليس بالشقق والأسطح بل وبالشوارع لتعيش علي بواقي الأطعمة ومياه الصرف الصحي.
والطامة الكبري في المناطق الريفية خاصة بشرق الإسكندرية التي ظهرت بها أقفاص الدواجن محتلة المساحة الرئيسية من منازلها لتوفير البيض واللحوم. وتعد منطقة غرب الإسكندرية من المناطق الأكثر ظهوراً لمزارع الدواجن بالثغر التي عادت للعمل بصورة كبيرة بعد أن توقفت مع أول ظهور لأنفلونزا الطيور. بالإضافة إلي أن سيدات المناطق الشعبية من مينا البصل لكرموز والدخيلة تعد من أكبر الأماكن حشداً لتربية الدواجن أعلي أسطح العقارات وبالشرفات.
يقول الدكتور "طارق القيعي" "رئيس المجلس وعميد كلية الزراعة السابق".. لقد سبق وأن ناقش المجلس وشكل لجاناً لمتابعة أزمة انفلونزا الطيور في ذروتها. لكن المشكلة الآن تتمثل في كيفية خطط مواجهتها وأن المواطنين. خاصة النساء سيرفضون تنفيذ القانون.. وهناك قصور واضح في التوعية الإرشادية للمواطنين هذه الأيام. والجميع اعتقد أن المرض رحل. ولكن يتحور مع انتشار مياه الصرف الصحي والإهمال الملحوظ إلي جانب أن الأرض خصبة للأمراض. والكارثة الكبري الحقيقية في الأسواق المتحركة والمتنقلة من الريفيات القادمات بالطيور عبر المحافظات لبيعها بسوق الطيور أو سوق الجمعة أو الثلاثاء أو بالقري الريفية بغرب الإسكندرية. وبالطبع فإن السيدة الريفية لا تعلم بمرض الطائر فتجلبه كناقل للمرض ليصيب المنطقة بأكملها ويؤثر حتي علي الطيور بالثغر حتي لو كانت سليمة. بالإضافة إلي أنه لو تم طهي طائر مريض فهذا يمثل خطورة علي الأسرة. كما أن عمليات المراقبة علي الطرق لمنع انتقال وبيع الطيور من محافظة لأخري أصبح في طي النسيان. وبالتالي فالأسواق الريفية هي أكبر ناقل للمرض.
تقول فاطمة عبدالوهاب "ربة منزل" إن متوسط أسعار الدواجن البلدية يبدأ من 17 جنيهاً للكيلو والبيضاء تبدأ من 12 جنيهاً. وطبعاً الأسعار في ارتفاع مستمر. فكيف أستطيع أن أطعم أولادي.. والفراخ والحمام بيوفروا لنا في البيت الغذاء باستمرار ونحن نحرص علي النظافة فمن أين تأتي أمراض الطيور!
وتضيف عائشة صادق "ربة منزل" أن سعر اللحمة تعدي المائة جنيه. والفراخ بالنسبة لنا هي البديل. وأنا اتعودت علي تربية الدواجن في بيتي. حتي في عز ظهور انفلونزا الطيور لم أتوقف عن التربية وكل أهالي منطقتي في مينا البصل يربون الطيور مثلي وليس من منا يبلغ عن الآخر. واستنكرت تجاهل دور الشرطة في التصدي لهذه الظاهرة.
** وتضيف سلوي صادق "موظفة".. تعودت علي شراء الدواجن من الأسواق. حيث تفد الفلاحات من البحيرة وكفر الدوار للبيع في سوق الجمعة وعمري مافكرت في حكاية مرض الطيور. لأنه انتهي وكانت فترة ومرت. ولو في حاجة كنا سمعنا عنها. ثم الناس دائماً تتناول الفراخ.
** أما "ليلي مدحت" "موظفة" فتقول.. الدجاجة توفر لي البيض وأيضاً اللحوم وتحت يدي في كل وقت وبعد عودتي من العمل أقوم بالذبح بنفسي ونحن نربي الطيور أعلي السطح مع جيران آخرين.. خاصة بعد توقف الحملات. ونحن نحرص دائماً علي النظافة وربنا هو الحامي.
وتساءلت ستوتة عبدالله قائلة: أين التوعية بالمرض وحتي لو ظهرت حالات من سيعلن عنها.. الناس لن تصدق ولن تمتنع عن التربية. لأنها الأرخص مع ارتفاع الأسعار الجنوني ثم أوقات كثيرة نجد الشوارع غارقة في مياه الصرف الصحي إلي جانب المظاهرات مما يصعب معه التوجه للأسواق.
أما سعاد المتولي موظفة فتقول.. أنا أقوم بتربية الدواجن منذ فترة. لكن أتمني تنظيم برامج توعية للوقاية من المرض. حيث من المستحيل أن نتخلي عن التربية لأنها بالنسبة لنا طعامنا الذي نعيش عليه.
أكد المهندس جابر يوسف رئيس لجنة الزراعة بالمجلس المحلي السابق أن نسبة كبيرة من مزارع الدواجن من الإسكندرية غير مرخصة وهذه الظاهرة تؤدي إلي عدم السيطرة علي مرض انفلونزا الطيور وتعطيل الجهود المبذولة في مواجهته بسبب انشغال وزارة الداخلية في المظاهرات. كما أن معظم اللقاحات والتحصينات يتم استيرادها من الخارج.
"هواية".. في الدقهلية
المنصورة آمال طرابيه:
تقول هانم محمد محدم الشحات 30 سنة ربة منزل من قرية لدراكسة: يا ريت زمان يرجع بخيره كان الريف يتميز بطعامه وخبزه. وكانت نساء القرية تتبادل خبز العيش سوياً وتربية الطيور بكل أنواعها وترقيد البط أو الدواجن علي البيض إنتاج سلالة جديدة صغيرة كانت الدنيا بخير.. لكن للأسف النهارده الريف ترك إنتاج الطيور المنزلية ويبحث عن الراحة!!
أضافت أنا مستمرة في تربية الطيور بأنواعها علي سطح منزلي وأمام حوش المنزل لأنها خير في البيت ولحم طازج ولا يكلف ربة المنزل شيء لأن طعامه من إنتاج الأرض الزراعية وبصراحة من ينشأ في هذا الجو يشعر بالشبع ولا تروح نفسه لشيء وهذا الجيل في حاجة إلي طعام طازج ومضمون وتربية الطيور "هواية" مثل الصيد تماماً.
أشارت إلي أن الشوطة وما يطلق عليها حديثاً ب "أنفلونزا الطيور" شيء عادي كانت تصيب الطيور قديماً وتسرع الأمهات بذبح جميع الطيور في الحال ولا يصاب الإنسان بشيء. لكن حالياً لابد من وجود أمصال وأدوية في مختلف المراحل العمرية للطيور حتي تعيش بصورة جيدة أو نشتريها من الطبيب البيطري وأحاناً استخدم الأدوية البشرية.
موروث ثقافي لفلاحي أسيوط
تستهل الحديث أم أحمد "ربة منزل" قائلة: إن البيت الذي يخلو من تربية الدواجن والطيور بشكل عام يخلو أيضاً من البركة حيث يعود علينا من تربية هذه الطيور الكثير من النفع فبدلاً من اللجوء إلي الغير للحصول علي احتياجاتنا من البيض نجده في بيتنا وكذلك مع غلو اللحوم والأسماك فالطيور توفر لنا من الجمعة للجمعة وجبة نستعيض بها عن اللحوم الغالية مع الأخذ في الاعتبار أنها لا تكلفنا الكثير من الجهد أو المال فهي تأكل ما يفيض منا في كل وجبة.
تضيف أم عطية ربة منزل : مالنا ومال ما تدعيه الحكومة من حين لآخر عن وجود أمراض أو أوبئة أو غيره لقد كانت نشأتنا منذ البداية علي الأعمال المنزلية وتربية الطيور بالمنزل لكن الآن الأمر أصبح أكثر تحضراً حيث يخصص بكل منزل مكان لتربية الطيور. وما يروج تلك الأيام أو سابقاً عن الأمراض والأنفلونزا لم يطرأ علي مسامعنا من قبل ولم نره.
تعرب أم فريد ربة منزل عن مدي استغرابها مما سمعته في بعض وسائل الإعلام عن وفاة بعض الأشخاص إثر إصابتهم بما يسمي ب "أنفلونزا الطيور". قائلة: منذ متي تصاب الطيور بالأنفلونزا أليست تلك الأمراض خاصة بنا نحن البشر وزادت غرابتها لقيام الحكومة بإصدار بعض القرارات بإعدام كل الطيور الموجودة بكل المنازل خشية علي أرواح أصحابها.
يكشف علي قناوي من قرية آل العامري بأسيوط عن سر احتفاظ أسرته بتربية الطيور في المنزل قائلاً: حصلت علي الدبلوم منذ عدة سنوات ومتزوج ولدي أسرة مكونة من 5 أفراد ومصدر دخلي الوحيد الذي أنفق منه علي سرتي هي قطعة أرض مساحتها 6 قراريط. وتربية الطيور في المنزل. خاصة أننا نسكن في الحقل ولذا تربية الطيور شيء أساسي. ومصدر دخل الأسرة الأول سواء من بيع عوائدها ومنتجاتها أو حتي ذبحها لأنها البديل الوحيد للحوم الحمراء التي لا نستطيع شراءها بشكل متواصل لارتفاع أسعارها المبالغ فيها.
بينما يعتبر أحمد سيد حسانين من قرية مجريس بصدفا إن خطط الحكومة في هذا امجال فاشلة لأنها لم تستطع التعامل مع هذا المرض بشكل جدي حتي قيل إن المرض استوطن في مصر. ولأن حملات التشكيك في عملية انتقال المرض من الطيور للإنسان شابها الكثير من انتقاد الأجهزة بعضها البعض وهو ما يروج لفكرة أن دخول المرض قبل الثورة كان بفعل فاعل وذلك لاستغلال الأمصال وبيعها للمواطنين وهو ما جعل الأهالي يتشككون في المرض ومسبباته ولم يقلعوا عن تربية الطيور في المنازل خاصة الأسر التي تعمل بالزراعة والتي تقطن القري.
يعري خليل محمد من قرية عزبة عطية سيد من مركز أبنوب تصريحات الحكومة حول تربية الطيور وارتباطها بمرض أنفلونزا الطيور قائلاً: إن جميع الأسر الريفية لا تستغني بأي حال من الأحوال عن تربية الطيور في المنازل. خاصة أنها تعتبر الممول الرئيسي للمرأة الريفية حيث عائد بيع البيض بالنسبة لتربية الدواجن والحمام والأوز والبط والبعض يقوم بتربية الرومي وهي الأشياء التي ارتبطت في عقيدة الفتاة المصرية منذ وعيها للحياة .
دمياط ..أكل وفلوس
دمياط لمعي ماضي :
رغم ماشهدته محافظة دمياط من وفيات وإصابات بشرية بسبب انتشار فيروس انفلونزا الطيور في الأعوام الماضية. إلا أن طبيعة المرأة الريفية بقري ومدن المحافظة وتعودها منذ نشأتها علي تربية الطيور مازالت كما هي. وذلك بغرض المشاركة في مصروف البيت وشراء ملابس أولادها والإنفاق علي مايلزمهم بالمدارس. أو بهدف الاستغناء عن شراء اللحوم الحمراء.
تقول الحاجة أم السيد "ربة منزل" تعودت منذ نشأتي في منزل والدي علي تربية الطيور المختلفة من البط والفراخ والحمام. حتي الأرانب وذلك لتوفير احتياجات المنزل من اللحوم السليمة خاصة للضيوف. وأشارت إلي أنه يتم تغذية الطيور علي بواقي الأطعمة. علاوة علي الذرة والعليقة.
أضافت كاميليا عبدالعزيز "موظفة" أن تربية الطيور المنزلية أصبحت عادة مألوفة لكل سيدة سواء موظفة أو ربة منزل. ورغم معاناة الموظفات من ضيق الوقت لظروف عملهن إلا أنهن يحرصن علي تربيتها في المنازل للمساهمة في ادخار جزء من الراتب لمواجهة المتطلبات الأخري للمعيشة وتوفير اللحوم لأفراد الأسرة.
أكدت الحاجة أم نزيه أنها تتحدي كلام المسئولين عن انفلونزا الطيور... وقالت أنا طول عمري وعلي مدار "60 عاماً" أقوم بتربية البط والوز والفراخ في البيت وعلي شط بحيرة المنزلة يتغذون علي السمك. فضلاً عن بواقي الأطعمة والذرة. ولم نسمع أيام زمان عن أمراض الطيور إلا بعد استعمال الكيماوي في زراعة الخضروات.
أوضح الحاج السعيد رضوان أن بيوت الفلاحين بدون تربية الطيور تعتبر خيال مآتة. حيث لا نستطيع الغذاء ولا المعيشة. لأن الفلاحين يقومون ببيع الحمام والبط والوز والفراخ بالأسواق لتوفير احتياجاتهم ومستلزمات أسرهم وأولادهم بالمدارس.
أكد د. ابراهيم جاد مدير الطب البيطري بدمياط أن المديرية مستمرة في تنظيم حملات دورية طوال الأسبوع بالمرور علي المنازل لتحصين الطيور والكشف الدوري عليها.
وقال د. محمد الشامي مدير عام المجازر إن محافظة دمياط بها عدة مجازر آلية للدواجن ويتم متابعتها يومياً للتأكد من عدم ذبح أي دجاجة مصابة بأي مرض.
مهمة "الستات" .. في بني سويف
بني سويف اسامة مصطفي :
قالت شيماء رجب "موظفة" أقوم بتربية الطيور بمختلف أنواعها كالدواجن والبط داخل عشة أعلي سطح المنزل ودائماً أتمني بها خاصة من حيث النظافة تقوم بذبح الطيور وتناولها بالمنزل فهي موفرة للمصاريف بعد أن أصبح سعر الكيلو من اللحوم الحمراء 60 جنيهاً.. كما أننا نستفيد بالبيض.
أضافت هويدا رمضان ابراهيم "ربة منزل" أقوم بتربية الطيور بالمنزل باعتبارها هواية مفضلة لي منذ صغري ودائماً مانتناول لحومها بالتناوب مع اللحوم الحمراء التي تسبب "اليورك أسد".
أكدت فتحية محمد عبداللطيف "ربة منزل" أنها تقوم بتربية الطيور بالمنزل بغرض الاتجار فيها نظراً لقرب قريتنا "الدوية" من المدينة حيث أقوم بعرض تلك الطيور في السوق الأسبوعي للبيع وهناك سيدات يفضلن الدجاج والطيور البلدي وبذلك فهي تجارة رابحة للإنفاق علي الأسرة.
أشارت فتحية سيد فؤاد "ربة منزل" من قرية بني هارون إلي أن تربية الطيور في المنزل خير ورزق فهي تتغذي علي بقايا الطعام بدلاً من إلقائها في القمامة.
أما العمدة حسن هنداوي فقال إن تربية الطيور بالمنازل مازالت مستمرة حتي الآن رغم تحذيرات الطب البيطري فلا يكاد يخلو منزل بالريف من تربية الطيور بعد أن اعتبر أهل الريف أن مرض انفلونزا الطيور "وهم" قبل 3 سنوات لم نسمع عنه.
قال خالد عباس "مدرس" إن الرقابة والمتابعة من جانب الطب البيطري للطيور المنزلية تكاد تكون منعدمة. حيث توقفت اللجان بعد هوجة عام 2006 عن مكافحة مرض انفلونزا الطيور.
من جانبه قال الدكتور عبدالرحيم محيسن مدير الطب البيطري ببني سويف. انه لا يستطيع أحد منع تربية الطيور في البيوت. فهي تعد مصدر رزق للفلاح الفقير والغني وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها. لأن ربة المنزل تقوم ببيع البيض لشراء كشكول أو قلم لابنها التلميذ ولذلك فالتربية المنزلية للطيور مهمة للأسر.
أكد أن التربية المنزلية للطيور مهمة جداً في الحفاظ علي السلالة البلدية الموجودة في الريف المصري وخاصة بعد التعديل الوراثي الذي طرأ علي صناعة الدواجن علي أساس أنه يعطي 2 كيلو في الدجاجة خلال 35 أو 40 يوماً فقط وهذا لا يتماشي مع الطيور البلدية لأنه أجري تعديلات وراثية علي الطيور بحيث تعطي أوزان سريعة وتعطي معديل تحويل عالي في الطائر وهذا لا يصلح في التربية بالمنازل.
أضاف محيسن أن عادات وسلوكيات وطبيعة الشعب المصري تجعل تربية الطيور بالمنازل شرط أساسي.
أوضح أن انفلونزا الطيور موجودة ومتوطنة في مصر ومن الممكن تغيير أسلوب المكافحة بما يتماشي مع مصلحة الشعب.
تتحدي جشع الجزارين.. بأسوان
أسوان عصمت توفيق:
أكدت نجاح محمد النجار "ربة منزل" أنها تقوم بتربية الطيور في عشة بجوار منزلها منذ فترة طويلة ولا تواجه أي مشكلة تتعلق بأنفلونزا الطيور وغيرها معظم السيدات في أسوان يقمن بتربية الطيور لفوائدها الكثيرة خاصة في ظل الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم والبيض. علاوة علي الاستفادة من بقايا الخبز والأغذية عن طريق تقديمها للطيور بدلاً من إلقائها في القمامة. وأشارت إلي أن شقيقتها لديها حظيرة ضخمة لتربية الطيور المختلفة حيث تقوم بتربية الدجاج والأوز والبط صغير السن حتي يكبر وتقوم بذبحه بعد ذلك بدلا من شراء اللحوم.
وأضافت نادية ربيع ربة منزل أنها تقوم بتربية الطيور فوق السطوح منذ سنوات طويلة ولم تتعرض لأي مكروه بسبب أنفلونز الطيور التي صورتها وسائل الإعلام كأنها بعبع منذ بضع سنوات. وتري أن الطيور لا تعاني من أي مرض أو فيروسات. ومرض أنفلونزا الطيور هو فزاعة روَّج لها بض أصحاب مصانع الدواجن المجمدة من أجل تسويق منتجاتهم.
قالت منصورة عوض الله ربة منزل : إن الجهات المسئولة بأسوان شنت حملات ضارية منذ بضع سنوات لمنع تربية الدواجن داخل المنازل ونفذوا العديد من الحملات وذبحوا خلالها أعداداً كبيرة من الطيور بحجة وجود مرض أنفلونزا الطيور. لكن حالياً توقفت الحملات ومازال الأهالي مستمرين في تربية الطيور ولم يتعرضوا لأي أذي مما يوحي بأن مرض أنفلونزا الطيور مجرد وهم وكابوس عشنا فيه بدون داع.
أضافت أم فراج صادق أنها تقوم بتربية أربع دجاجات في منزلها وتحصل منها علي البيض ليكفيها هي وزوجها بصورة يومية ولا يضطرون إلي شرائه من الأسواق مما يساهم في تقليل النفقات. وأشارت إلي أن السيدات خاصة في القري لا يستطعن الاستغناء عن تربية الطيور لأنها تحدث توازناً في ميزانية الأسرة. علاوة علي أنها تعتبر مصدراً للدخل بالنسبة للعديد من الأسر البسيطة خاصة أن تربية الطيور ليست مكلفة بالنسبة للمقيمين في الريف في ظل توافر الأعلاف والحشائش.
وأكد جمال عثمان مدير عام الطب البيطري بأسوان أنه لم يتم اكتشاف أي بؤر مرضية أو حالات مصابة بمرض أنفلونزا الطيور خلال العامين الماضيين بالمحافظة. وأضاف أن إجراءات التقصي النشط لمرض أنفلونزا الطيور مستمرة ولا تتوفف. حيث تقوم مديرية الطب البيطري بالتعاون مع منظمة الفاو بتقصي حالة جميع الطيور في المحافظة وأخذ عينات عشوائية من جميع القري والمنازل وإرسالها إلي المعامل المركزية للتأكد من سلامة الطيور من المرض وجميع النتائج السابقة كانت آمنة.
أوضح أنه يتم أخذ عينات من جميع الطيور داخل مزارع الدواجن للتأكد من سلامتها وذلك قبل التصريح ببيعها وطرحها في الأسواق. أشار إلي وجود خطة شاملة للتقصي العشوائي لمرض أنفلونزا الطيور في جميع قري المحافظة وفقاً لبرنامج زمني محدد للوصول إلي جميع مراكز وقري المحافظة بالتدرج. وأضاف أنه يجب التزام الأهالي الذين يقومون بتربية الطيور بشراء الطيور الصغيرة من أماكن معتمدة ومزارع محصنة تم اختيارها في المعامل والتأكد من صلاحيتها حتي لا يعود مرض أنفلونزا الطيور للانتشار مرة أخري كما حدث منذ بضع سنوات. وأشار إلي ضرورة الالتزام بالشروط الصحية السليمة لتربية الدواجن عن طريق استخدام المطهرات وأن تكون أماكن تربية الطيور بعيدة عن الأطفال ومعرضة للشمس وأن يتم تطهيرها باستمرار. علاوة علي أن يتعامل مع الطيور شخص واحد فقط ويلتزم بغسيل الأيدي بالمطهرات والصابون.
العشش ..كارثة بالقليوبية
القليوبية مجدي الرفاعي:
عادت تربية الدواجن مرة أخري فوق أسطح المنازل وفي البلكونات بالمناطق العشوائية بالقليوبية علي الرغم من خطورتها علي الإنسان بعد أن حصدت أنفلونزا الطيور أرواح العديد من المواطنين وكان نصيب القليوبية ثلاثة ضحايا للمرض بالمنازل خلال السنوات الماضية بعد ظهور أنفلونزا الطيور في .2006
يقول المهندس عربي فؤاد عضو مجلس محلي القليوبية السابق: إن القليوبية بها 60% من مزارع الدواجن بالجمهورية وأن صناعة الدواجن بالمحافظة تمثل أحد أهم عناصر التجارة لذا تنتشر تجارة لدواجن بها مما شجع الأهالي علي تربية الدواجن بالمنازل خاصة بالقري لتساعد الأسر علي المعيشة بدلاً من الشراء من المحلات.. حيث وصل سعر كيلو الدجاج إلي 17 جنيهاً والتربية المنزلية توفر هذه المبالغ علي الأسر الكادحة ذات الدخل المحدود.
يضيف خالد أبو المعاطي "مدرس ببنها" أن الدولة سبق وأن أصدرت قانوناً يجرِّم تربية الدواجن بالمنازل وكان هذا قبل الثورة.. ونظراً لحالة الانفلات الأمني التي تمر بها البلدا فإن هذا القانون أصبح حبيس الأدراج ويصعب تطبيقه. لأن الحملات التي كانت تقوم بها الوحدة المحلية من قبل كانت تتم في حراسة الشرطة.
يقول عبدالجليل الخولي تاجر بالعبور من سكان ميت حلفا مركز قليوب: إن تربية الدواجن عادت مرة أخري وبشراسة. حيث تقوم أغلب الأسر خاصة بمدينة شبرا الخيمة بتربية الدواجن علي أسطح العمارات وفي البلكونات. بل وفي الشوارع حيث يقومون ببناء "عشش" تهب منها رائحة كريهة ونحن في فصل الشتاء الذي تتفشي فيه أنفلونزا الطيور.. لذا يجب علي مسئولي المدينة هدم تلك العشش خشية حدوث كارثة.
يقول د.عادل أنور مدير مديرية الطب البيطري بالقليوبية: إنه لا يمكن تطبيق قانون منع التربية بالمنازل في الوقت الحالي بسبب الحالة الأمنية.. مشيراً إلي أن أجهزة الصحة أبلغتنا عن وجود حالتي اشتباه بالأنفلونزا الطيور لسيدتين واحدة من قرية ميت حلفا مركز قليوب. والأخري من الخصوص وتم حجزهما بحميات العباسية وتم أخذ عينات منهما ومن الطيور المنزلية ولكن العينات في الطيور جاءت سلبية وكذلك في السيدتين وخرجتا من المستشفي.
.. والقناوية يحصنونها بالبصل
قنا عبدالرحمن أبو الحمد :
أكدت سيدات قري ونجوع محافظة قنا ممن يحرصون علي تربية الدواجن داخل منازلهن علي أهمية الطيور بكافة أنواعها. سواء لأكل لحومها أو أكل البيض كبديل عن الشراء في ظل ارتفاع أسعار اللحوم العجالي والبقري التي يصل سعر الكيلو منها إلي 60 جنيهاً في بعض المناطق. فيما أشارت بعض السيدات إلي الحديث عن انفلونزا الطيور لم يرهبهن وواصلن تربية الدواجن خاصة مع الاهتمام بها وتنظيف أماكن رعايتها ومحاصرتهن للأمراض بالطرق العلاجية المألوفة لديهن منذ القدم.
تقول سعاد خيري "ربة منزل" إن الفترة التي شهدت الحديث حول انتشار مرض انفلونزا الطيور ما هي إلا حملة للتخويف كانت تهدف للقضاء علي الثروة الداجنة والدليل أنها لم تتخل عن تربية الطيور بأنواعها المختلفة. وكانت تهتم بتنظيف أماكن التربية وفي حالة ظهور أي أعراض مرضية كانت تقوم بتقطيع "البصل" إلي شرائح صغيرة ليأكلها وبعدها تتلاشي الأعراض. مؤكدة أن هذا أمر طبيعي. يحدث في أي وقت حتي قبل ظهور "الانفلونزا".
أضافت الحاجة أم سعيد "ربة منزل" أن تربية الطيور داخل المنازل شيء أساسي خاصة وأن زوجها المزارع لا يستطيع شراء اللحوم من محلات الجزارة بسعر يتراوح ما بين 55 60 جنيهاً للكيلو وحتي اللحوم المستوردة ليس لها طعم وتستغرق وقتاً أطول في الطهي. ولهذا تقوم بتربية الطيور من فراخ بلدي وبط وأوز ويتكاثر كل فصيل لتتزايد الأعداد ويتم ذبحها فيما بعد لأكلها بدلاً من اللحوم التي تلتهب أسعارها في كل يوم.
أوضحت فاطمة جاد الله "ربة منزل" أن تربية الطيور كادت تقضي عليها شائعات مرض الانفلونزا علي حد قولها خاصة بعد شن حملات علي الأسواق لمصادرة الطيور ومنع تداولها ولولا أننا نمتلك عششاً أعلي أسطح المنازل أو أحواش واسعة بالمنزل لتربية الطيور لعانينا طويلاً لتعويضها. وأكدت أن تربية الفراخ البلدي مفيدة للغاية حيث تنتج البيض بدلاً من شرائه بأسعار مرتفعة لدرجة أنه يزيد علي الاحتياجات فتكون مثلها في ذلك مثل الكثير من جيرانها تبيعه "للبياضة" وهي سيدة تقوم بجمع البيض من المنازل لتبيعه في الأسواق أو لأصحاب محلات البقالة أو للأسر التي تحضر لحفل زفاف وتحتاج البيض في صنع المخبوزات من بسكويت وغيره.
الشراقوة يرفضون تحذيرات الطب البيطري
تقول سهير صلاح ربة منزل لدي أربعة أولاد وأنا ست بيت شاطرة لا أحب الكسل ورغم تحذيرات الطب البيطري بخطورة أنفلونزا الطيور. إلا أنني لم ألتفت لكلامهم. لأن ظروفنا صعبة لذلك فضلت مساعدة زوجي "عامل اليومية" في استخدام الطابق الثالث في تربية الدواجن والبط والحمد لله في نهاية الدورة "الخير كثير".
تضيف سعاد محمد ربة منزل : أقوم بتربية الدواجن منذ أن تزوجت للحصول علي احتياجاتنا من اللحوم والبيض الآمن بدلاً من الفراغ واللجوء إلي شراء الدواجن المهرمنة من المحلات.
وقال حسين محمد: إنني حصلت علي دبلوم زراعة وبحثت عن فرصة للتعيين في الحكومة. لكنني لم أوفق. لذلك عملت في القطاع الخاص وحدثت مشاكل مع صاحب المصنع فطردنا جميعاً. وباع المصنع. وكنت أمتلك بعض المال اشتريت به "كتاكيت" بالاشتراك مع أحد أصحابي الذين يجيدون تربيتها وعملنا المشروع أعلي سطح المنزل وأقمنا "عششاً" صغيرة للدواجن والحمام مما در علينا دخلاً كبيراً وبعد الثورة أقمنا مزرعة علي أرض زراعية قريبة من السكن وأدخلنا فيها الكهرباء ورغم ارتفاع أسعار الأعلاف والكتاكيت. إلا أنه ليس لدينا طريق آخر سوي الاستمرار في تربية الطيور.
أضافت أمينة محمد ربة منزل أن الطيور نقوم بتربيتها في بيوتنا طول عمرنا ولا يوجد أفضل من لحم وبيض الطيور المنزلية وهي تتغذي علي بقايا الطعام بدلاً من إلقائها في صناديق القمامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.