نقلا عن : الجمهورية 23/7/07 لأن تربية الطيور في المنازل الريفية عادة مصرية قديمة لا يمكن التخلي عنها في يوم وليلة أو بمجرد قرار رسمي لمواجهة أنفلونزا الطيور.. لذا قررت الحكومة مؤخراً عمل برنامج تدريبي مكثف تتولي فيه هيئة الطب البيطري تدريب ربات البيوت علي الطرق العلمية الصحيحة لتربية الطيور بشكل آمن بعيداً عن أية أعراض أو إصابات نتيجة الاختلاط بالدواجن المنزلية التي يتم الاهتمام بعمل التحصينات البيطرية اللازمة لها وفق قواعد طبية دقيقة. ناقشنا الفكرة الجديدة ومدي فعاليتها في الحماية من شبح أنفلونزا الطيور.. في سطور هذا التحقيق.. بالوراثة : في البداية أوضحت راوية محمد ربة منزل من قرية أجهود مركز القناطر الخيرية أن الحكومة لن تستطيع أن تمنع تربية الطيور في المنازل الريفية بمجرد قرارات أو حتي قوانين لأنها عادة قديمة توارثناها ولا يمكن الاستغناء عنها لأي سبب!! قالت إن فكرة الحكومة بمشروع تدريب ربات المنازل علي تربية الطيور المنزلية بشكل آمن ستساعد الريفيات بصفة خاصة علي اتباع الطرق السليمة في تربية الطيور المنزلية دون التعرض لأي إصابات أو أضرار. تتفق معها جميلة حسين من قرية أبوعاشور الإسماعيلية مؤكدة أن تربية الطيور في المنازل الريفية لابد منها في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.. فهي توفر كميات كبيرة من اللحوم الداجنة بتكاليف مناسبة لمعظم الأسر ممن لا يستطيعون الإقلاع عنها. أضافت أن الدورات التدريبية التي ستقوم هيئة الطب البيطري بتنفيذها لابد من تزويدها بالنشرات والكتيبات التي توضح تفاصيل البرنامج العلمي والبيطري السليم لتربية الطيور داخل المنازل.. حتي يتسني لجميع الريفيات فهمها والالتزام بها لحمايتهن من فيروس أنفلونزا الطيور. القواعد العلمية : من ناحيته يري الدكتور مصطفي بسطاوي رئيس قسم الدواجن بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة أن تفعيل دور ربات البيوت في تربية الطيور المنزلية وتعليمهن الأسس والقواعد العلمية من أهم المشروعات التي تقوم هيئة الطب البيطري بدراستها في الآونة الأخيرة. أشار إلي أن تربية الطيور في المنازل من أقدم العادات التي تقوم بها ربات البيوت سواء الريفيات أو من أهالي الأحياء الشعبية بصفة خاصة فمن الصعب أن تجد منزلاً ريفياً بلا تربية طيور.. لأن أغلب هؤلاء السيدات توارثن هذا الأمر عن أماتهن وجداتهن. أضاف أن قيام هيئة الخدمات البيطرية بتخصيص برنامج متكامل في جميع قري مصر لتدريب وتثقيف ربات البيوت علي كيفية القيام بتربية الطيور المنزلية دون الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور اعتمد علي عدد من النصائح الهامة التي لابد أن يتبعنها وفي مقدمتها ضرورة توفير مكان معزول للتربية بعيداً عن المنزل وخال من أية حيوانات أخري والاهتمام بتطهيره جيداً بشكل دوري وتزويده بشبابيك وفتحات تهوية مغطاة بشباك من السلك الحديدي. ثم الاهتمام كذلك بضرورة إعطاء التحصينات البيطرية للطيور في مواعيدها مع التردد المستمر علي أقرب وحدة بيطرية لتجنب أية إصابات أو أعراض خطيرة قد تظهر علي الطيور ويمكن انتقالها لأفراد المنزل. "الفراخ" الفيومي : شدد رئيس قسم الدواجن ببيطري القاهرة علي أهمية تعميم هذه الفكرة في كل المحافظات مع التركيز علي الفيوم لتاريخها الطويل مع تربية الطيور حيث تعتبر من أشهر محافظات مصر في تربية الدواجن لدرجة تسمية أجود الأنواع منها ب"الفراخ الفيومي". أوضح أن هناك نوعين من الطيور الأول يتم تربيته للحصول علي اللحوم والآخر من أجل البيض.. ولابد أن تتم توعية ربات البيوت بأسلوب التعامل مع كل نوع علي حدة لأن كلاً منهما له نظام غذائي معين وتحصينات خاصة به. علي الجانب الآخر يري الدكتور صابر عبدالعزيز مدير عام الدواجن بهيئة الخدمات البيطرية أن فكرة تدريب ربات البيوت في الأماكن الريفية علي تربية الطيور بأسلوب علمي من الأفكار المطروحة بقوة لتحسين جودة الدواجن وتأمينها طبياً بشكل كاف. أضاف: نجاح التجربة يتوقف علي توفير الدعم الحكومي والإمكانيات المادية اللازمة لذلك.. موضحاً أنه سيتم تطبيقها في البداية علي عدد محدود من الأماكن الريفية بهدف تقييمها أولاً وقياس مدي نجاحها لنقومم بتعميمها بعد ذلك علي مستوي محافظات الجمهورية. الحكم المحلي : أكد أن المشروع سيتم تفعيله من خلال إدارات الحكم المحلي ومنظمات المجتمع المدني المنتشرة بالريف المصري حيث ستتم الاستعانة بعدد من المعلمين الذين سيقومون بإرشاد ربات البيوت وتدريبهن بعد ترشيحهم من هيئة الطب البيطري ووزارة الزراعة.. ليزاولوا مهمتهم في إلقاء المحاضرات بمراكز الشباب وجمعيات تنمية المجتمع وقاعات المجالس المحلية الموجودة داخل القري. قال إن هناك ميزانية مخصصة لقطاع الإرشاد بالهيئة يتم من خلالها الإنفاق علي تطبيق هذه الفكرة وطبع الكتيبات والمطبوعات اللازمة لنجاح المشروع.