انتشرت في الآونة الأخيرة الزيت والصابون والبسكويت التركي الذي يلقي رواجاً كبيراً في السوق السكندري وذلك للجودة العالية وربحها الكبير وسعرها الأقل مقارنة بالمنتج المصري رغم أن تلك المنتجات تتحمل تكلفة شحن إضافة إلي ضريبة جمركية 5%. يتراوح سعر الزيت التركي الذرة 11 جنيهاً مقابل 14 جنيهاً لنظيره المصري. ويباع زيت عباد الشمس بسعر 9 جنيهات مقابل 5.11 لنظيره المصري.. أما الصابون فيوجد التركي الأفضل والإندونيسي والهندي والذي يباع ب 175 قرشاً وزن 150 جراماً ونظيره المصري يباع بجنيهين ووزنه 125 جراماً أما البسكويت التركي فتباع العلبة ب 8 جنيهات ونظيره المصري ب 10 جنيهات كما شهدت الأسواق ألبان وزبادي سعودية ولكنها تباع بأسعار توازي المنتج المصري. أكد رجال الصناعة والتجارة علي ضرورة تحسين المنتج المصري في كل المنتجات وذلك بعد الرواج الكبير للمنتجات المستوردة ذات الجودة الأعلي والسعر الأقل. وذلك حتي يدخل المنتج المصري في المنافسة مرة أخري بعد التراجع الشديد للمنتجات المختلفة مثل الزيت والصابون والبسكويت والألبان. "المساء" رصدت حالة السوق. في البداية يقول عبدالحميد السيد "تاجر": إنه رغم أن الزيت التركي هو الأفضل إلا أنه كذلك الأرخص ويباع زيت الذرة ب 11 جنيهاً والمصري 14 جنيهاً وزيت عباد الشمس ب 9 جنيهات والمصري يباع ب 11.5 جنيه. أضاف أن نوعية الزيت لا تختلف كثيراً لأن الزيت المصري غير منتج محلياً ولكنه يعبأ محلياً فقط وأنه من المفروض أن يأتي معبأ جاهزاً.. وأوضح أن فارق الأسعار يرجع إلي استغلال شركات الاستثمار. مطالباً بتحديد هامش ربح لشركات الاستثمار حتي تماثل المستورد في الأسعار. أشار إلي أن الصابون المستورد يتوافر بكثرة في الأسواق مثل الصابون الإندونيسي والهندي وأفضل الأنواع التركي وتباع الصابونة ب 175 قرشاً ووزنها 150 جراماً. أما المصري فيباع بجنيهين ووزنه 125 قرشاً. مؤكداً أن الاقبال يتزايد علي الصابون التركي بصفة خاصة والمستورد بصفة عامة نظراً لرائحته الممتازة والخامات الجيدة وغير سريعة الذوبان. أضاف أن البسكويت التركي هو الأفضل بالنسبة للمصري ويلقي رواجاً كبيراً لرخص سعره وخاماته المتميزة وشكله النهائي ممتاز. ويقول عاطف المنزلاوي "تاجر جملة" إن المنتج المستورد ذو جودة وربح عال وسعر أقل لذلك يلقي رواجاً كبيراً وأن ذلك دليل علي فشل الاقتصاد المصري "من وجهة نظره" وأن هناك مصالح شخصية تدخل في عملية الاستيراد ومن المفترض أن نشجع المنتج المصري لأن ذلك واجب وطني. أضاف أنه إذا أردنا الارتقاء بالمنتج المصري من زيت وصابون وبسكويت وألبان.. فلابد من وقف عملية الاستيراد من الخارج أو وضع ضريبة تجعله يوازي سعر المنتج المحلي. أكد علي أن المنتج المستورد لا نعرف إنتاجه الصحيح ولا نوعية المادة الخام المستخدمة وبالرغم من ذلك فإنه يلقي رواجاً كبيراً بعكس المنتج المصري الذي يجد ركوداً. أشار إلي أن مشكلة الزيت مسئول عنها شركات القطاع العام لأن الإخراج النهائي لشكل العبوة ولون الزيت غير مشجع للمستهلك. بخلاف المنتج التركي الأقل سعراً والأكثر نقاء. أما عن البسكويت المصري فهو يخضع لأسعار المادة الخام التي تتمثل في الدقيق والسكر وتواجه ارتفاعاً مستمراً وبالتالي فإن سعر المنتج المصري الأعلي. أوضح أن الخامات المستخدمة في البسكويت المستورد أقل تكلفة عنها في مصر لذلك فهي الأرخص. أما عن الصابون فيوجد الإماراتي والإندونيسي والتركي وكل هذه الأنواع تلقي رواجاً كبيراً وثقة عالية من المستهلك المصري. أكد سلامة محمد "صاحب مصنع بسكويت" أنه يعاني من ارتفاع دائم للمادة الخام وارتفاع أجور العمال وأن لديه 50 عاملاً يحصلون علي أجور تتراوح بين 30 إلي 40 جنيهاً يومياً وكل ذلك يضيفه علي التكلفه. أضاف أن الضرائب باهظة جداً وما يتبعها من ضريبة مبيعات وصعوبة التعامل مع الهيئات الرقابية. ولذلك فنحن مضطرون لرفع الأسعار. وطالب المسئولين بمساعدة الصناعة عن طريق تحفيزهم وليس تحطيمهم. ويوافقه الرأي محمود السيد "مسئول بشركة ألبان" مؤكداً علي أن الألبان ومنتجاتها تواجه أزمة في العلف والثروة الحيوانية مثل غلاء المواشي والأعلاف. وأن إنتاج الألبان قل جداً وأن الدولة أصبحت لا تهتم بالثروة الحيوانية. أضاف أن غالبية المصانع اتجهت للحصول علي توكيلات بالتصنيع داخل مصر ولكن بنفس العلامة التجارية. ويقول مصطفي زريق تاجر جملة" أن زيت الخليط المصري يباع ب 7 جنيهات وأن المستورد هو الأفضل والأرخص سواء في زيت الذرة أو عباد الشمس. ويلقي رواجاً كبيراً نظراً لجودته العالية وسعره المنخفض ويحمل علامة تجارية مميزة. أشار إلي أن الصابون التركي هو الأفضل ويلقي رواجاً كبيراً وذلك لأنه ذو جودة عالية وخامة ممتازة وصعوبة ذوبان الصابونة. أما نظيرها المصري فهي تذوب وتتعجن بسرعة... أضاف أن البسكويت التركي يلقي رواجاً عن المصري لسعره المنخفض وخاماته المتميزة. وكذلك الألبان المستوردة تلقي رواجاً وأحرص علي ألا يخلو المحل من كل المنتجات المستوردة. أكد سعيد حسن مدير شركة المجمعات الاستهلاكية أن المنتجات المستوردة جيدة الصنع وأسعارها في متناول الجميع وأنها تلقي رواجاً كبيراً. أشار إلي أنه لابد من تجويد الصناعات المحلية لتنافس المستوردة. أضاف أن الصابون الهندي والإماراتي والتركي والباكستاني يغزو الأسواق وأنه سريع التداول ويلقي رواجاً. يقول خالد عبداللطيف رئيس لجنة التموين بمجلس محلي حي وسط أن المنافسة مطلوبة بين السلع والأخري ويسعي أصحاب المصانع لكيفية زيادة الجودة وتقليل السعر حتي يتفوق علي منافسيه. أضاف أن السلع المستوردة تغزو الأسواق ولابد أن نضمن جودة وصلاحية تلك السلع وأنه لا مانع من وجودها بالأسعار التي تتناسب مع دخل المواطن المصري. أشار إلي أن تلك المنتجات المستوردة من زيت وصابون وبسكويت وألبان سوف تحفز أصحاب المصانع المصرية سواء كانت قطاع أعمال أو خاصاً من ركوب كوكبة التطور حتي تتواكب مع المنتج المستورد لتكون هناك منافسة بين السلعتين المستوردة والمصرية يختار منهما المواطن الأجود والأرخص. وتقول الدكتورة آيات محمد مصطفي أستاذ بكلية الزراعة قسم علوم وتكنولوجيا الأغذية إن المنتجات المستوردة ذات جودة عالية ومادة خام أفضل وظروف التصنيع أفضل. أشارت إلي أن المادة الخام المصرية غير مطابقة للمواصفات وظروف التعبئة وطريقة التخزين غير سليمة. وأن 90% من الإنتاج المصري مستورد من الخارج. ولكن التعبئة تكون بمصانع الإسكندرية فقط. أضافت أن المنتج المصري يمكنه المنافسة إذا أتقن الجودة والتصنيع سنكون الأفضل ولن نلجأ للخارج.. وأن أردأ الأنواع المستوردة في كل شيء "الصيني".. وأوضحت أن الصابون المستورد أفضل من المصري لأن المصري راحت عليه ودائماً في حالة انحدار. يري جمال زقزوق رئيس جمعية حماية المستهلك أنه لا مانع من استيراد الزيت والصابون والبسكويت طالما أن تلك السلع ذات جودة عالية وغير مضرة للمستهلك وأنها تنافس السلع الوطنية ولكن المستهلك يلجأ للأرخص وهذا من حق المستهلك ولا يوجد ضرر في ذلك. أضاف أنه لا توجد شكاوي من المستهلك بشأن تلك السلع ونحن في هذه الحالة مع تلك المنتجات خاصة أنها ذات جودة عالية. وأنه علي الصناعة المحلية أن تراجع درجة الجودة والسعر للدخول في المنافسة. يوضح مصطفي الضوي رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية أن 75% من المنتجات مستوردة وأن الإنتاج المحلي يمثل 25% وأن الصابون تابع للعرض والطلب وأن المستهلك يقبل علي المنتجات الأجود والأرخص. أضاف أن جميع أنواع البسكويت المصرية تدخل منافسة قوية مع المنتج المستورد. وأنه يوجد توازن للسوق.