· مواطن: السلع المهربة من مصر إلي غزة فقدت جاذبيتها بعد انتشار البضائع الإسرائيلية الأفضل جودة وسعراً يشكو العديد من أصحاب الأنفاق المنتشرة أسفل الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة من تراجع أنشطة التهريب داخل الخنادق الرملية، منذ أن خففت إسرائيل في يونيو الماضي حصارها الذي فرضته علي الجيب الساحلي في عام 2007 لإضعاف حكم حركة حماس، في وقت صمدت فيه تجارة الأنفاق في الاتجاه المعاكس، أي من غزة إلي مصر، حيث يتواصل حاليا تهريب العديد من البضائع الإسرائيلية التي تدخل إلي قطاع غزة من خلال المعابر التجارية الإسرائيلية إلي الأرضي المصرية بسيناء بواسطة الأنفاق الأرضية المنتشرة بين الرفحين المصرية والفلسطينية . ويقول "سليمان عبد الله سلام " وهو مواطن مصري من سيناء في الأربعينيات من عمره ويدير أحد الأنفاق،: إن 'السلع التي كانت تهرب إلي قطاع غزة من مصر فقدت جاذبيتها بعد أن أدخلت إسرائيل العديد من البضائع عبر المعابر التجارية وبأسعار اقل من تلك المهربة ، ومن هنا جاء التفكير لاستخدام الأنفاق المعطلة بتهريب بضائع إسرائيلية الصنع تجد رواجا واسعا لدي زبائنها الذين يأتون خصيصا من القاهرة لشرائها مهما كانت أسعارها وخاصة منتجات الصابون والشامبو والملابس والأحذية الإسرائيلية. ويشير " سليمان ":إلي أن 'المشكلة لا تقتصر علي توقف أنشطة التهريب، بل في ازدياد حجم البطالة في صفوف الشباب مبيناً أن الأنفاق كانت توفر عملا لأكثر من ألفي شاب في مدن سيناء الحدودية وخاصة رفح والشيخ زويد والعريش وحقق مهربون في تلك المدن ثروات من تجارة السلع المهربة ولذا كان لابد من إيجاد البديل لتوقف عمل الأنفاق من الجانب المصري لتنعكس الآية وتصبح البضائع تهرب حاليا من قطاع غزة إلي مصر ويضيف " سمري عطية ": إن العديد من مالكي الأنفاق خفضوا أجرة العمال بعد تراجع العائدات التي يدرها النفق، في حين اضطر آخرون إلي تسريح العمال وإغلاق الأنفاق ولكن عدداً كبيرا من تجار الأنفاق تكيفوا مع الوضع وحوّل نشاطه إلي الاستيراد عبر الأنفاق إلي مصر وهي السوق التي أصبحت رائجة الآن في سيناء رغم التضييق الأمني علي المنطقة الحدودية برفح والتي تتواجد بها الأنفاق. الشامبوهات والصابون والمنظفات الإسرائيلية ليست وحدها التي أصبح تجار الأنفاق يهربونها من غزة الي مصر ولكن هناك مواد خام أخري كما يقول أحد المهربين ويدعي " احمد . س.م": 'نستورد من قطاع غزة عبر الأنفاق العديد من المواد الخام ومنها الألومنيوم والنحاس بأسعار قليلة جدا لان الفلسطينيين لا يستطيعون صهر الخردة وإعادة تصنيعها، ولذلك يتم تجميع هذه المواد بواسطة التجار الفلسطينيين بالقطاع ويتم تهريبها عبر الأنفاق إلي مصر حيث تتعطش السوق المصرية وخاصة سوق الخردة لمثل هذه المواد التي تحقق ثروات هائلة للعاملين بها. وبصفة عامة فان البضائع الإسرائيلية لم تكن غريبة عن أسواق ومحلات سيناء فقد كانت منتشرة بغزارة حتي أواخر الثمانينيات نتيجة الوجود الصهيوني إبان احتلاله لسيناء وظل المخزون الكبير منها متواجداً حتي نفد بفعل الإقبال عليها، وخاصة منتجات الشامبو والصابون والأحذية الإسرائيلية، إلا انها اختفت تماما في عام 1995 من أسواق سيناء، ثم عادت للظهور من جديد بأسواق ومحلات المدن السيناوية الحدودية، وخاصة مدينتي الشيخ زويد ورفح بحكم قربهما من المنطقة الحدودية حيث يتم تهريب مختلف البضائع والمنتجات الإسرائيلية لتكون أسواق هاتين المدينتين بمثابة مركز سري لتوريد تلك المنتجات إلي مدينة العريش ومختلف أرجاء سيناء بالإضافة إلي تهريبها بطرق مختلفة إلي المدن الكبري لزبائن يحرصون علي شرائها خاصة بالقاهرةوالإسكندرية. يقول «صلاح. ا» صاحب احد محلات العطارة الشهيرة في مدينة العريش: إن المنتجات الإسرائيلية وخاصة الشامبو والصابون، تجد رواجا واسعا من قبل زبائنها في سيناء لكونها تتميز بجودتها العالية فالصابون قابل للاستخدام حتي بالمياه المالحة، خاصة أن غالبية المياه في المدن السيناوية محلاة وغير عذبة تماما ولا يجدي معها الصابون المصري أو حتي التركي، لذا فإن هناك إقبالاً علي المنتجات الإسرائيلية لأنها تعتمد في تصنيعها علي المواد الطبيعية وخاصة زيت الزيتون. ويشير عصام إلي أن أسواق العريش والمدن الحدودية بها كميات كبيرة من هذه المنتجات الإسرائيلية إلا أنها لا تعرضها للعيان، وإنما تبقي مخزنة وتحت طلب الزبون، مشيرا إلي أن معدل الإقبال عليه كبير جدا، ليس من المواطنين بسيناء فقط بل إن هناك زبائن يأتون من القاهرةوالإسكندرية خصيصا للحصول علي كميات من المنتجات الإسرائيلية ومنها الصابون والشامبو وزيت الزيتون بالإضافة إلي الأحذية. ويقول «رائد.م» الذي يعرض منتجات الصابون والشامبو داخل محل العطارة الذي يمتلكه بشارع 23 يوليو بالعريش: إن معدل الربح من وراء بيع المنتجات الإسرائيلية معقول جدا وأحيانا يتجاوز نسبة 50 بالمائة حسب الزبون الذي يشتري هذه البضاعة، فهناك زبون يأتي من القاهرة ولا يفرق معه السعر طالما أنه يحصل علي البضاعة التي يريدها وهذا يعوض قيمة البيع بهامش ربح هنا في العريش. وتجد المنتجات الإسرائيلية إقبالا واسعا من شرائح معينة في سيناء وكذا من المدن الكبري ومنها الإسكندريةوالقاهرة، حيث يأتي بعضهم خصيصا للحصول علي هذه المنتجات، أما للاستعمال الشخصي أو للبيع بالمحلات الراقية وبأسعار خيالية جدا، ويحرص عدد من الفنانين أيضا علي شراء هذه المنتجات خاصة الشامبو والصابون. أما عن الأنواع والأسعار التي تلقي رواجا وإقبالا لدي الزبائن فيوضح خالد -ان منتجات الشامبو والصابون التي تحمل اسم هاواي باللغة العبرية هي أفضل المنتجات وأكثرها قبولا لدي الزبائن، ولذا فإنهم يدفعون فيها الثمن الذي نطلبه منهم دون فصال، فرغم أن الصابونة الواحدة نستلمها بنحو ثلاثة جنيهات إلا أن الزبون المحلي يشتريها بنحو 6 جنيهات بينما القادم من القاهرة يشتريها بنحو 15 جنيهاً أما الشامبو من نفس الماركة فنستلمه بسعر 25 جنيه اًاًللعبوة ويتم بيعها للزبون المحلي بنحو 40 - 45 جنيهاً، ويشتريها القادم من القاهرة أو الإسكندرية بما لا يقل عن 100 - 150 جنيهاً.