أصيب فريد الديب محام الرئيس السابق مبارك ونجليه علاء وجمال بصدمة وتوتر شديدين أثناء نظر الطعن المقدم منه في الحكم علي موكله "مبارك" بالمؤبد بعد أن أكد د.محمد عبدالعزيز الجندي محامي حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق أن جماعة الإخوان المسلمين لا علاقة لهم بأحداث القتل التي جرت أثناء ثورة يناير المجيدة علي عكس ما قاله "الديب" مما أصابه بالغضب الشديد وظل صامتاً لفترة طويلة. كانت محكمة النقض برئاسة المستشار أحمد علي عبدالرحمن وعضوية المستشارين محمد عبدالعال وعزت الشافعي وهاشم التوني وتوفيق سليم وأشرف مسعد ومحمود الشريف وأمانة سر رجب علي وإبراهيم ذكي قد عقدت جلستها علي مدي 3 ساعات متواصلة لنظر الطعن المقدم من دفاع الرئيس الأسبق "مبارك" ووزير داخليته "العادلي" في الحكم الصادر ضدهما بالمؤبد في قضية قتل المتظاهرين وكذلك في طعن النيابة في براءة مساعدي "العادلي". في البداية تلي المستشار محمد عبدالعال أسباب طعن الدفاع علي الحكم مشيراً إلي أن المحكمة اعتمدت في حكمها علي معلوماتها الشخصية وأنه جاء غامضاً وعاماً ومجهلاً ولم تبين المحكمة في أسباب حكمها أي القرارات أو الأوامر التي كان يجب أن يصدرها مبارك والعادلي والتقت الحكم عن طلبات المدعين رغم جوهريتها وأن التهمة التي عوقب بها المتهمان لم تكن واردة بأمر الاحالة ولم تنبه الدفاع إلي التهمة الجديدة للترافع علي أساسها وهي الامتناع عن اصدار القرارات للحفاظ علي أوراح المتظاهرين. طالبت نيابة النقض بقبول طعن المتهمين مبارك والعادلي وإعادة محاكمتها أمام دائرة جديدة وكذلك قبول طعن النيابة علي براءة المتهمين أحمد رمزي وعدلي فايد وحسن عبدالرحمن وإسماعيل الشعر وأسامة المراسي وعمر الفرماوي ومحاكمتهما أيضاً من جديد. بينها استبعدت النيابة علاء وجمال مبارك من أمري الطعن وبالتالي تحصنت براءتهما في قضية استغلال النفوذ لحصولهما علي فيلتين من حسين سالم والتي تم ضمهما لقضية قتل المتظاهرين. استمر فريد الديب في مرافعته ما يقرب من 45 دقيقة مطالباً بقبول طعن موكله "مبارك" وبراءته من التهم المنسوبة إليه مشيراً إلي أن المحكمة التي اصدرت الحكم أكدت انه ليس هناك تحريض ولا اتفاق وأن ضباط الشرطة لم يقتلوا أحداً من المتظاهرين وأثبتت الأيام صحة ذلك بدليل ما يحدث هذه الأيام مستشهداً بالقبض علي شخص وبحوزته سلاح متسللا بين المتظاهرين وثبت انه كان بين المتظاهرين يوم 30 يناير أعلي سطح الجامعة الأمريكية. دلل الديب علي براءة مبارك شهادة المشير حسين طنطاوي والراحل اللواء عمر سليمان الذي أكد ان القتلة من الكتائب القسام واتهم الإخوان والقوي الإسلامية بالاتفاق معهم لقلب نظام الحكم وزعزعة استقرار البلاد وقتل المتظاهرين. واستشهد بشهادة عمر سليمان رئيس المخابرات السابق بأن مبارك لم يأمر باطلاق النار علي المتظاهرين وإنما طلب تأمين المظاهرات والمتظاهرين وانه تم رصد مكالمات من حماس وتونس بالداخل وتساءل هل لرئيس الجمهورية سيطرة كل كتائب القسام وهم لا يأتمرون بأمره!! قال إن مبارك فعل كل شيء ولم يستطع حل مجلس الشعب للحفاظ علي أرواح المتظاهرين وانه لم يرد تعطيل الدستور لانه جريمة!! وطالب ببراءة موكله..!! بينما طالب عصام البطاوي محامي "العادلي" بنقض الحكم وبراءة موكلة استناداً إلي قاعدة انه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها.. وعاد لشهادة اللواء المرحوم عمر سليمان من رصدةه لاتصالات بين بعض الحركات بالداخل بكتائب القسام وحماس لقلب نظام الحكم وتم تهريب السلاح بواسطة الأعراب إلي داخل البلاد وان قوات الشرطة لم تكن كافية لمواجهة حوالي مليون متظاهر لقصور المعلومات الأمنية بان المتظاهرين لن يتعدوا أكثر من 30 آلاف متظاهر مما أدي لاعتداء المجرمين علي المتظاهرين السلميين. تعجب الدفاع من أن الحكم قال إن هناك صلة بين الوزير المسئول عن أمن البلاد وبين عناصر إجرامية وهو ما يخالف العقل والمنطق ولم يذكر دليل علي ذلك.. وان المتهم لو كان يستطيع اتخاذ تدابير لاتخذها.. وان الحكم أخل بحق الدفاع وقصر في السبب. علي النقيض تماماً فجر د.محمد عبدالعزيز الجندي محامي "العادلي" مفاجأة من العيار الثقيل أصابت فريد الديب بالذهول والصدمة بعد أن أكد ان موكلة أكد له أن جماعة الإخوان المسلمين لا علاقة ولا صلة لهم بقتل المتظاهرين.. وحاول فريد الديب مقاطعة الجندي إلا أن المحكمة رفضت وطلبت من دفاع العادلي الاستمرار في مرافعته. استطرد الجندي ان الجماعة لها منهجها بوسائل سياسية متعددة للوصول إلي الحكم وليس من بيها العنف أو حمل السلاح وان ما حدث في جرائم القتل من عناصر إجرامية لهدم البلد واحداث الفتنة فيها. عقب رفع الجلسة قام حوالي 30 شخصاًَ من جماعة "اسفين يا ريس" بسب جماعة الإخوان والمرشد.. ورددوا هتافات بالروح بالدم نفديك يا مبارك.. مما دفع أحد محامي المدعين بالحق المدعي المدني وهو المستشار إبراهيم عبدالسلام بالرد عليهم.. فانهالوا عليه حتي تمكن العقيد عبدالعزيز سليم رئيس مباحث الترحيلات بمساعدة القوات من الفصل بينهما. حضرت الشيخة ماجدة "عرافة مبارك" والتي طالبت ببراءة مبارك.. مشيرة إلي أنه بعد شهور قليلة سيتم ضرب مصر وستحتل عن طريق إيران وحماس وحزب الله وان هناك 40 دولة قادمة لاحتلال مصر ولو لم تتم تبرئة مبارك. كان عصام البطاوي محامي العادلي وفريد الديب محامي مبارك قد وصلا إلي محكمة النقض في الساعة الثامنة والنصف صباحاً.. وجلس "الديب" يراجع أوراقه دون التحدث مع أحد حتي بدأت الجلسة في التاسعة صباحاً. قررت المحكمة في نهاية الجلسة الفصل في طعن الدفاع والنيابة بجلسة 13 نياير القادم.