وقع "تاجر الملابس" ضحية أصدقاء السوء الذين أغروه بالعمل معهم في تجارة المخدرات. وأقنعوه أن يستغل عمله ستاراً لممارسة نشاطه الجديد في توزيع الصنف بإخفاء بضاعته وسط الملابس الجاهزة التي يعرضها علي زبائنه. مؤكدين له أن أحداً لن يكتشف أمره. كما أنه يستطيع تحقيق مكاسب كبيرة من العمل في ترويج المخدرات تفوق أرباحه في تجارة الملابس الجاهزة بأضعاف كثيرة. كانت هذه البداية مع وساوس الشيطان الذي سيطر علي رأس التاجر وأغراه بالثراء الذي عاش يحلم به ولم يستطع تحقيقه خلال عمله في بيع الملابس الجاهزة وتجارتها. وجعل منه ألعوبة في يده عندما سلم له عقله وزمام أمره. فقاده إلي عالم الإجرام بحثاً عن الأحلام التي كان يسعي إليها. أعجبته الفكرة وسلم زمام أمره لشيطانه. وحصل علي كمية من مخدر الحشيش من أحد التجار تعرف عليه من خلال شلة الفرفشة التي كان يقضي معها سهراته والذين عرضوا عليه العمل معهم في تجارة المزاج. وقام مع أصدقائه بتجزئتها ولفها بأوزان مختلفة لإرضاء كافة عملائه الجدد ودسها في حقيبة الملابس الجاهزة التي يقوم بعرضها علي زبائنه. وراح يتجول ببضاعته كعادته كل يوم لعرض الموديلات والأزياء الجديدة بين عملائه. وأيضا عرض بضاعته الجديدة من مخدر الحشيش علي أصحاب المزاج منهم. بالفعل نجح في جولته الأولي وقام بتوزيع الكمية التي بحوزته وعاد بثمنها إلي المعلم ليحصل علي نسبته من مكاسبها ليجد بين يديه مبلغاً كبيرا مما كان يحصل عليه من تجارة الملابس في أشهر طويلة. أعجبته اللعبة وإغراء المكسب السهل والكثير في الاستمرار وطلب زيادة الكمية المخصصة له. وتعددت جولاته بين أوكار المزاج ومدمني الصنف وزادت أرباحه التي أغرته بزيادة نشاطه واتساع دائرة عملائه بعرض بضاعته علي زبائن جدد لتوزيع البضاعة التي يحصل عليها من المعلم. نال "التاجر" ثقة المعلم وحظي بإعجابه لخفة حركته ونشاطه في عمله وقدرته علي التخفي عن عيون المباحث فزاد من كمية البضاعة التي يسلمها له كما رفع نسبته في المكاسب. فملأ الطمع قلب تاجر الملابس وأراد الاستئثار بأرباح عمله كاملة لنفسه. ودفعته علاقاته بعملائه من مدمني المزاج وزبائنه علي العمل بمفرده مستغلاً أيضا علاقاته الطيبة مع كبار التجار القادرين علي توفير البضاعة التي يريدها وبأسعار معقولة له. جمع ما ادخره من مكاسب عمله كصبي واتجه إلي أحد التجار وحصل علي كمية كبيرة من مخدر الحشيش الذي تخصص في تجارته ليدخل بها سوق المزاج بحثاً عن مكان له بين كبار التجار وسعياً للحصول علي الأرباح لنفسه. وقام بتجهيز البضاعة حسب طلبات زبائنه واحتياجاتهم وراح يتجول بينهم مقدماً لهم السموم التي أدمنوها ورغبة في إرضاء عملائه وزيادة عددهم قام بتخفيض أسعار بضاعته مع امكانية تأجيل الدفع إلي حين ميسرة!! اتسعت شهرته في سوق المزاج وزاد عملاؤه وزبائنه. مما دفعه لزيادة نشاطه وأصبح واحداً من أكبر تجار المزاج بمدينة السلام الواقعة علي الأطراف الشرقية للقاهرة. وتدفقت الأموال بين يديه وزادت أرباحه بصورة كبيرة جعلته يسيطر علي سوق المزاج بالمدينة. وحولته إلي معلم كبير يوزع بضاعته بين صغار التجار ليتولي كل منهم توزيعها بين أصحاب المزاج مدمني الصنف. ظن تاجر الملابس أنه بعيد عن عيون المباحث وأنه نجح في إخفاء نشاطه. ولم يدر أن شهرته التي حققها خلال عمله وصلت إلي رجال مباحث القاهرة الذين أعدوا له فريق عمل وبحث لجمع التحريات اللازمة عن نشاطه لضبطه متلبساً بحيازة المخدرات والاتجار فيها. بالفعل قام مأمور قسم شرطة السلام أول بإخطار اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة بقيام "تاجر الملابس" بالاتجار في المخدرات متخذاً من عمله ستاراً لممارسة نشاطه الإجرامي. فكلف اللواء جمال عبدالعال مدير إدارة البحث الجنائي بإعداد فريق عمل بقيادة رئيس مباحث القسم وإشراف مدير مباحث القاهرة دلت التحريات أن "تاجر الملابس" يبلغ من العمر "31 عاماً" مقيم بمنطقة الخانكة. ويقوم بترويج بضاعته من مخدر الحشيش الذي تخصص في تجارته بدائرة سكنه. بالإضافة إلي توزيعها بين عملائه بمدينة السلام. كما توصلت المعلومات إلي أن "التاجر" عقد صفقة كبيرة وحصل علي كمية من مخدر الحشيش سيقوم بتسليم جزء كبير منها إلي عملائه بمدينة السلام. فتم إعداد كمين وألقي القبض عليه وبحوزته كمية كبيرة من مخدر الحشيش أثناء وقوفه أمام محل كشري انتظاراً لعملائه الذين يترددون عليه واحداً تلو الآخر.. وتم اصطحابه إلي القسم لتحرير محضر بالواقعة. اعترف فيه تاجر الملابس بحيازة المخدرات بقصد الاتجار فيها والمبلغ المالي من حصيلة تجارته والهاتف المحمول للاتصال بعملائه. بعرض المحضر والمضبوطات مع المتهم علي النيابة قررت حبسه 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيق جددها قاضي المعارضات 15 يوماً استعداداً لتقديمه للمحاكمة.. ليجد تاجر الملابس نفسه بين جدران زنزانته المظلمة يعاني قسوة أيامها وبرودة لياليها. ويكتشف أن أحلام الثراء التي كان يسعي لتحقيقها مجرد سراب قاده إلي النهاية. وأن أصدقاء السوء دفعوه إلي نهاية مظلمة انهارت معها حياته وتحطمت أحلامه مع مستقبله الذي ضاع من بين يديه في عالم الإجرام.