وقع "البرنس" ضحية أحلام الثراء التي عاش يسعي لتحقيقها علي مدي سنوات طويلة دون جدوي.. راح يبحث عن الثراء في العديد من الاعمال والحرف التي تنقل بينها لكن الفشل كان يلاحقه في كل منها.. فهجرها جميعاً لان عائدها لايكفي مصاريفه واحتياجاته الضرورية.. وعرف ان دخله من هذه الحرف والمهن التي عمل فيها لن يحقق أحلامه. خلال جولاته المتكررة بين الشركات والمحلات التجارية بحثاً عن فرصة عمل تنقله إلي عالم الاثرياء تعرف علي أحد تجار المخدرات الذي ينفق ببذخ علي سهراته في ليالي الانس والفرفشة.. فراح يتقرب منه سعياً لينال ثقته والحصول علي بعض الفتات من مائدته العامرة بأشهي المأكولات وأفخر المشروبات. نال ثقة تاجر المزاج وأصبح من أهل خطوته الذي يستعين به في قضاء بعض احتياجاته ومشاويره.. وأيضاً في توصيل بعض الطلبات لزبائنه من أصحاب المزاج الذين اغدقوا عليه بالاموال جزاء اخلاصه وسرعته في تلبية احتياجاتهم في أي وقت.. وفي كل مكان كانوا فيه. بالاضافة إلي العمولة التي يحصل عليها من التاجر مقابل توصيل البضاعة للزبائن.. فزاد دخله.. وعرف قيمة المال ومعني الثراء الذي مكنه من توفير احتياجات أسرته ومصاريف حياته الجديدة. وجد نفسه في دنيا جديدة أصبح فيها أحد صبيان تاجر المخدرات.. وأن الاموال التي كان يغدق عليه بها ما هي الا وسيلة للايقاع به في عالم تجارة الصنف فاستسلم لتعليمات تاجر الصنف التي حققت له أحلامه.. حتي وان كان ثمنها ان يتحول إلي مجرم يسير علي درب الشيطان. مرت الايام به في عالم الاجرام.. وتعرف علي كبار التجار والعديد من العملاء سواء أصحاب المزاج أو تجار التجزئة.. وتعلم فنون المهنة وأصول تجارتها.. وأصبح واحداً من أكبر مساعدي التاجر الكبير.. أطلق عليه زبائنه وعملائه لقب "البرنس". قرر أن يعمل بعيداً عن التاجر الكبير.. وأن يصنع لنفسه مكاناً بين الكبار في سوق المزاج.. وتكون مكاسب عمله وجهده لنفسه بدلاً من النسبة التي يحصل عليها من "المعلم" الذي يعمل معه.. استغل علاقاته وخبرته وعقد عدة صفقات وفرت له مكاسب كبيرة واصبح له اسماً معروفاً كأحد تجار الصنف.. ومكانه بين أصحاب المزاج الذين يتهافتون عليه كل منهم يبحث عن طلبة الخاص.. لكن رجال الشرطة كانوا بعيدين عن نشاطه وتجارته. تدفقت الاموال بين يديه وزادت مكاسب تجارته فزاد نشاطه وتعددت جولاته.. وقرر الاتجاه إلي تجارة الكبار وترويج مخدر الصفوة ذي المكاسب الكبيرة.. جمع ما أكتسبه من أموال وعقد مع أحد تجار صفقة العمر التي دفع فيها كل ما يمتلك من أموال. أتخذ من منطقة مدينة نصر وأحيائها مركزاً لتجارته من اصحاب الشركات والمحلات التجارية.. وراح يروج بضاعته الجديدة بينهم.. قام بترويج جزء من مخدر "الهيروين" الذي تخصص في تجارته.. واغراضه و مكاسبه بزيادة نشاطه فتخلي عن الحذر الذي أتسم به.. لتصل شهرته إلي رجال المباحث الذين أعدوا فريق عمل أكدت تحرياته أن "البرنس" يعمل في تجارة المخدرات وأنه تخصص في ترويج مخدر الهيروين وأنه حصل علي كمية كبيرة منه يقوم بترويجها باحياء مدينة نصر. تم اعداد كمين بقيادة المقدم حسام عبدالعزيز رئيس مباحث قسم شرطة أول مدينة نصر.. وتمكن الرائداين شادي وسام ومحمد كمال معاونا المباحث من ضبط "البرنس" وبحيازته نصف كيلو من مخدر الهيروين ومبلغ مالي أعترف في محضر الشرطة أنها من متحصلات بيع المخدر المضبوط بحوزته.. تم اخطار اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة بالوقعة. تحرر محضر باعترافات المتهم.. وبعرضه علي اللواء اسامة الصغير مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي قرر إحالة المتهم للنيابة التي زجت به خلف القضبان بتهمة الاتجار في المخدرات.. ليجد "البرنس" نفسه بين جدران زنزانة مظلمة يعاني وحده لياليها وقسوة أيامها.. ويكتشف انه كان ضحية أحلام الثراء التي عاش يسعي اليها.. واغراءات تاجر المزاج الذي أغراه بالاموال وأصطحبه إلي طريق الشيطان الذي كانت نهايته بين جدران الزنزانة المظلمة.