نشأ في أسرة فقيرة بإحدي قري مركز أسيوط حيث كان والده يعمل بأحد المخابز مقابل جنيهات قليلة تكفي الاحتياجات الضرورية للاسرة.. لم ينل حظه من التعليم حيث فشل في استكمال المرحلة الدراسية الاولي لانشغاله باللهو والمرح مع اقرانه وعدم اهتمام اسرته بنشأته. مرت به الايام حتي شب عوده وراح والده يبحث عن عمل ليلحقه به حتي الحقه في ورشة جاره النجار ليتعلم حرفة يكتسب منها بعض الجنيهات يساهم بها في مصاريف الاسرة واجتياجاتها.. لكنه لم يتحمل سوء المعاملة التي لاقاها من عمال الورشة والاسطي الذي يعمل معه.. فهرب منها إلي الشارع يلهو ويلعب مع اقرانه. اصطحبه والده للعمل في ورشة ميكانيكي سيارات.. لكنه هرب بعد اسبوع واحد فقط ورفض العودة إليها مرة أخري رغم العلقة الساخنة التي نالها لهروبه من العمل وإصرار والده علي عودته لورشة الميكانيكي ليتعلم حرفة يؤمن به مستقبله وتوفر له دخلا لتلبية احتياجاته من مأكل وملبس. راح يتنقل بين الورش المختلفة يبحث عن مهنة يتعلمها أو مهنة يتقن فنونها ويتكسب منها المال لزوم مصاريفه اليومية.. ويرضي والده الذي منع عنه المصروف وحرمه من الطعام بالمنزل ببعض الجنيهات لمساعدته في نفقات الاسرة. وعلي مدي عدة أشهر قضاها بين الورش والمهن المختلفة لم يستطع الاستمرار في مهنة أو الاستقرار في أي ورشة.. حتي المحلات التجارية التي التحق بها فشل في العمل بها أو الاستمرار فيها بسبب الشلة التي تعرف عليها خلال جولاته بين الورش والتي كان يقضي معها لياليه في اللهو والفرفشة لا يبالي بمواعيد العمل أو التزاماته تجاه أسرته. ضاق الاب بتصرفات ابنه وفشله في تعلم حرفة تقيه ذل الحاجة في ايامه القادمة.. واصطحبه للعمل معه في الفرن الذي يعمل به ليكون تحت عينه ويتولي رقابته وتوجيهه بالنصح والارشاد.. ويبعده أيضاً عن أصدقاء السوء الذين تعرف عليهم.. ويقضي معهم الليل والنهار ولا يعلم أين يذهبون.. أم ماذا يفعلون!! لم يقنع بعمله الجديد "فران" وكان دائم الهروب رغم القيود التي فرضها عليه والده حتي ضاق به وطرده من البيت.. لجأ إلي أصدقاء السوء يشكو لهم ويطلب مساعدتهم في البحث عن عمل يوفر له ومكان يبيت فيه ومكسب لزوم مصاريفه فعرض عليه أحدهم العمل معه في ترويج المخدرات مقابل نسبة من الارباح يعطيها له "المعلم" وسيوفر له مكاناً للنوم. وجدها فرصة عليه أغتنامها.. فأعلن موافقته الفورية واتفق مع"المعلم" علي ترويج المخدرات بين عملائه والمبيت مع زميله في حجرة خلف منزل المعلم.. وراح يتجول بين أصحاب المزاج مدمني الصنف يروج مخدر "البانجو" طوال النهار ويعود للمبيت مع زميله. رآها لعبة سهلة ومكاسب كبيرة تحقق له احتياجاته من مصاريف شخصية ونفقات سهرات الفرفشة مع الاصدقاء ومأوي يلجأ اليه في نهاية يومه.. مرت به الايام..ونال ثقة المعلم بخفة حركته وقدرته علي الهروب من رجال المباحث وقدرته علي التعامل مع الزبائن واكتساب عملاء جدد يروج بينهم بضاعته. زاد نشاطه وتعددت جولاته في سوق المزاج حتي أصبح له زبائن يتهافتون عليه لتوفير متطلباتهم من من مخدر البانجو الذي تخصص في تجارته.. واتسعت شهرته حتي وصلت إلي رجال المباحث مركز منفلوط بأسيوط الذين القوا القبض عليه للمرة الاولي ويتم تسجيله كأحد تجار المخدرات ويلقي به خلف القضبان. تعلم "الفران" داخل السجون فنون تجارة المزاج وأصوله وعرف كيفية التعرف علي الجيد من الرديء في انواع المخدرات.. ونصحه كبار التجار بالعمل بمفرده ليكون بعيداً عن وشاية المرشدين وتكون ارباح نشاطه لنفسه.. وأن يختار نوعاً غير "البانجو" لانه رخيص الثمن وحجمه كبير. مرت به الايام وتم الافراج عنه بعض قضاء عقوبته واستجاب لما عرفه بالسجن وهجر العمل مع معلمه.. واتجه إلي معارفه من كبار التجار وحصل علي كمية من مخدر الحشيش الذي قرر الاتجار فيه.. وأسرع إلي عملائه يروج بضاعته الجديدة بينهم مستغلاً علاقاته وخبرته السابقة بالاضافة إلي نصائع كبار تجار الصنف. نجحت صفقته الاولي وروج بضاعته وحصل علي ارباحها.. وعقد صفقة جديدة بكمية أكبر وتمكن في توزيعها.. وتكررت جولاته وصفقاته وزادت ارباحه وألقي القبض عليه عدة مرات وأصبح معروفاً لدي رجال مباحث منفلوط الذين كانوا يتابعون نشاطه كلما تم الافراج عنه ويلقون القبض عليه متلبساً بحيازة المخدرات وإعادته إلي الزنزانة مرة أخري. تعددت جولاته بين سوق المزاج وبين الزنزانة وبعد الافراج عنه في المرة الاخيرة أخذ الحذر في تعاملاته وحاول ابعاد الشبهات عن نفسه باعلان التوبة الزائفة واتجه إلي مركز اسيوط لترويج بضاعته من مخدر الحشيش متخذا ً من منزله بمنفلوط وكراً لإخفاء بضاعته بالفعل تمكن من ابعاد عيون رجال المباحث عن نشاطه لفترة وعقد صفقة العمر دفع فيها كل ما يمتلك.. وخزنها في مسكنه. وصلت المعلومات إلي رئيس مباحث مركز منفلوط بقيام "الفران" بتخزين كمية من مخدر الحشيش داخل منزله.. وقام بتجهيزها للبيع فأخطر مدير مباحث المديرية.. وتم إعداد كمين ومداهمة وكر "الفران" وألقي القبض عليه وبحوزته كمية كبيرة من مخدر الحشيش ليتم الزج به خلف القضبان للمرة السادسة.