في السادس من أكتوبر عام 1973 نفضت مصر عن نفسها غبار النكسة.. وسطرت صفحة مضيئة في تاريخها المجيد.. بسواعد أبنائها البررة الذين حملوا أرواحهم علي أيديهم.. وعقول قادتها البواسل الذين انتصروا في معركة الكرامة والشرف.. فكان انتصارهم بحق هو مفتاح السلام والتنمية والتعمير. ونحن في كل عام نذكر بالفخر هذا اليوم العظيم.. نحيي أبطالنا الذين قادوا المعركة.. ونحيي الضباط والجنود الذين خاضوا غمار الحرب بكل شجاعة.. ونحيي أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. نحييهم جميعاً.. ونؤكد للدنيا كلها أننا لا يمكن أن ننسي تضحياتهم.. وسوف تظل بطولاتهم نبراساً يضئ حاضر الوطن ومستقبله.. وستظل دماؤهم الزكية ديناً في أعناقنا.. نوفيه لهم بكل عرفان وتقدير. وما أحوجنا اليوم إلي روح أكتوبر.. روح العطاء اللامحدود.. روح التضحية.. روح الوحدة الوطنية.. ما أحوجنا إلي التماسك والترابط لكي نحمل الوطن إلي مستقبل أكثر إشراقاً.. فتحديات معركة التنمية لا تقل شراسة عن تحديات معركة العبور وتحرير الأرض. وبروح أكتوبر.. وإرادة أكتوبر.. وبروح العبور سوف نواجه تلك التحديات مهما تعاظمت.. وسوف نتغلب عليها لكي نحقق أحلامنا وطموحاتنا تحت قيادة الرئيس حسني مبارك صاحب الضربة الجوية الأولي.. التي كانت مفتاح النصر المبين. ومن حسن حظنا في جريدة "المساء" أن السادس من أكتوبر يمثل لنا عيدين.. عيد النصر وعيد ميلاد "المساء".. حيث صدر العدد الأول من هذه الجريدة في السادس من أكتوبر عام 1956 وارتبطت منذ نشأتها مع القارئ برباط الثقة والمصداقية.. واختارت الانحياز الكامل للمواطن البسيط. وفي هاتين المناسبتين المتلازمتين تتقدم أسرة "المساء" إلي شعب مصر بالتهنئة داعية الله عز وجل أن يحفظ علي وطننا أمنه وسلامته ووحدته الوطنية.. كما تتقدم إلي قائد مسيرتنا الرئيس حسني مبارك بأطيب التمنيات أن يبارك الله عطاءه.. ويسدد خطاه. وكل عام وشعبنا وأمتنا بخير وسلام. "المساء"