37 عاما مرت علي اعظم حرب خاضتها مصر في تاريخها الحديث ، حرب الكرامة والتحرير ، حرب السادس من اكتوبر 1973 التي رفعت الرؤوس واستردت العزة واعادت للأمة شعورها بالفخر والزهو بعد الهزيمة الصعبة التي حطمت النفوس واسماها البعض بالنكسة من باب التهوين ! لقد فتحت حرب اكتوبر صفحة مغايرة في تاريخ المنطقة والعالم ، جعلت صلابة وشجاعة الجندي المصري مضرب المثل ، والخطط التي وضعها القادة العظام ابناء النيل النبيل دروس يتلقاها طلاب العسكرية في الاكاديميات العالمية . فتحت حرب اكتوبر طريق السلام المشرف ، سلام الشجعان القائم علي العزة والحق ، السلام الذي استعاد كل شبر في الارض ، واستعاد الثقة في النفس والايمان بحق الاجيال القادمة بأن تجني من التنمية والبناء ثمن الدم الذي بذله خير جنود الارض علي رمال سيناء الحبيبة ، كثير من صفحات الشرف والامل والاماني فتحتها حرب اكتوبر المجيدة لكي تعبر مصر من اليأس والاحباط إلي ما يليق بها من مكانة اقليمية ودولية تفرضها القوانين الطبيعية للجغرافيا والتاريخ ، التاريخ الذي اضاف لصفحاته اروع نموذج لتلاحم وتمازج واندماج جناحي الامة دفاعا عن شرف الوطن وكرامته ، في حرب اكتوبر اختلطت دماء الجندي المسلم بدماء شقيقه الجندي المسيحي علي خط النار ، لم يكن احد يعرف من الذي يردد هتاف " الله اكبر " وقت عبور القناة واقتحام خط بارليف المنيع ، كلاهما " المسلم والمسيحي " يقولان في فم واحد " الله اكبر " ، لان معركة اكتوبر كانت معركة مصر واسترداد الشرف ، فأذا كان الدين لله فالوطن ملك الجميع ، وشرف الدفاع عنه هو شرف للجميع ، وواجب مقدم علي الجميع . لهذا يشدد بطل الضربة الجوية التي مهدت لنصر اكتوبر الرئيس مبارك في كلمته بمناسبة الاحتفال بانتصارات اكتوبر علي ان الوحدة الوطنية خط احمر لن يسمح لأحد بتجاوزه ، وليت الجهلاء والمغرر بهم ، ومشعلو الحرائق الذين يخططون لما يضر امن الوطن وسلامته ، ويفتعلون الفتن بالخوض في العقائد واثارة الاحقاد واشاعة الكراهية ان يفهموا التحذير ، ويستوعبوا حقائق التاريخ ، ويضعوا في عيونهم حصوة ملح ، وفي قلوبهم ما يرد لهذا الوطن من جميل علي الجميع . في هذه الذكري العطرة النبيلة.. نقدم الاجلال والتحية للرئيس الراحل انور السادات .. بطل الحرب والسلام.. والرئيس مبارك الذي استكمل استرداد الارض بمعركة التفاوض والتحكيم.. وكافة القادة والجنود البواسل الذين صنعوا النصر بدمائهم وارواحهم.. نقدم الاجلال والتقدير لكل شهيد.. لكل ام فقدت ابنها او زوجة ترملت .. او اسرة فرحت باستشهاد ابن لها.. كل ما نتمناه الا نتذكر امجاد اكتوبر في شهر اكتوبر من كل عام فقط ، نتمني ان تعود روح اكتوبر لتظللنا طوال ايام العام ، لكي تحل الكثير من مشاكلنا وازماتنا المفتعلة وغير المفتعلة.. فروح اكتوبر هي كلمة السر لاي صمود ونجاح . [email protected]