محطة الشهداء يركب فيها المواطنون المترو بقوة الدفع حيث إن قوة الدفع هي المتحكم الأول والأخير في ركوب المترو عمومًا ومحطة الشهداء خصوصًا فليس بمقدور الركاب تحريك أقدامهم من شدة الزحام والتكدس الرهيب الذي لم يسبق له مثيل. فهي الآن محطة التبادل الوحيدة بين الخطين الأول والثاني وينتظر المواطنون على أحر من الجمر قرار فتح محطة السادات لانتشالهم من رحلة العذاب اليومية، إلا أن أملهم كان يقابله رفض وزارة الداخلية بحجة دواع أمنية.
وقد أكد هذه المعاناة ما جاء على لسان العديد من طلاب الجامعات والموظفين والعمال المضطرين للتغيير من الخط الأول للخط الثاني عبر محطة الشهداء كاشفين عن كم المعاناة اليومية التي يتعرضون لها في رحلة العذاب ذهابًا وإيابًا لقضاء مشاغلهم بعد غلق محطة السادات منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وليت الأمر يتوقف على قوة الدفع والزحام بل تطور الأمر واستشرى كالسرطان إلى أبعد من ذلك لتصبح المحطة مرتعًا للمتحرشين واللصوص ما يجعلها فرصة ذهبية لهؤلاء من منعدمي الضمير والمنحرفين.
و"المصريون" رصدت بعض هذه المعاناة من واقع المعايشة المباشرة وعلى ألسنة المواطنين في السطور التالية: تحكى إحدى الفتيات تدعى "س.ل" معاناتها قائلة منذ إغلاق محطة السادات أصبحت أبدل من محطة الشهداء بين الخط الأول حيث محل سكنى بحلوان للخط الثاني بالبحوث مقر عملي، فأنا وكثير من السيدات والفتيات لا نتمكن من الركوب إلا بعد التعرض للانتهاكات النفيسة والجسدية، مما اضطر مجموعة من الشباب بعمل حاجز بأجسادهم يفصل بين الرجال والنساء لحمايتنا دون جدوى.
وتضيف: "أنا أتعرض للتحرش العلني وأعجز عن حماية نفسي وسط هذا التكدس غير الآدمي حيث أفاجأ بالتصاق أحد الأشخاص بي ولا أجد المكان الذي أهرع إليه لأحمى نفسي منه ما سبب لي آلامًا نفسية لا أستطيع وصفها لدرجة أنى فكرت أن أضع في حقيبتي آلة حادة أدافع بها عن نفسي وأفتك بهذا الشخص الذي استباح الأعراض.
وفي مشهد آخر تقف إحدى ضحايا الزحام والتكدس في محطة الشهداء في حالة بكاء وانهيار وعند سؤالها قالت "ن.ع": "أنا متجهة لمحطة الملك الصالح وصعدت للمترو من محطة العتبة وبدلت من الشهداء مشيرة إلى تعرضها للسرقة أثناء خروجها من محطة الشهداء حيث كانت تضع الموبايل في جراب الجيب والسماعات في أذنيها فقام شخص في الزحام وهى تصعد للركوب بسحب الموبايل عن طريق السماعة وفصله دون أن تشعر".
أما عبد السميع محمد، موظف بمجمع التحرير، فيقول اضطر إلى السير من محطة مترو الأوبرا إلى محطة مترو السادات للوصول إلى عملي في رحلة وصفها بالشاقة مضيفًا: "شهور طويلة وأنا أعيش في معاناة فأنا أضطر إلى السير من محطة الأوبرا إلى عملي المجاور لمحطة السادات المغلقة منذ يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة لأني لا أستطيع تحمل دفع أجرة تاكسي ذهابًا وعودة إلى عملي وكان عندنا أمل تفتح محطة السادات ولو كمحطة تبادلية لكن لم يحدث ويظل الوضع كما هو عليه ولا أحد من المسئولين يشعر بمعاناتنا ويقدمون حججًا مختلفة مرة دواع أمنية ومرة تجهيزات إلكترونية حديثة ولا نرى أي خطوة للخلاص من هذه المعاناة.
ويضيف: "أن الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق أعلنت عن فتح محطة مترو السادات كمحطة تبادلية بين الخطين الأول والثاني في أول مايو الماضي بعد أخذ موافقة من الداخلية إلا أنه تم التراجع عن هذا القرار بعد رفض الداخلية الأمر الذي أربك الهيئة وأثار استياء الركاب.
وعبر "عبد الله.يس" موظف عن استيائه من غلق محطة السادات، قائلاً: إن غلقها تسبب في ارتفاع حالات السرقة والتحرش والازدحام داخل العربات فلا يمر يوم واحد إلا وتحدث مشاجرات بين الركاب مضيفًا: يجب أن تكون هناك قدر من الإحساس من المسئولين بالدمار النفسي اليومي الذي يعيش فيه أبناء الشعب البسطاء، وأن يتحدث معنا مسئولو مترو الأنفاق حول الميعاد الحقيقي لفتح محطة مترو السادات حيث مرت شهور طويلة على غلقها وخرجت تصريحات مختلفة من المسئولين على فترات تعد باقتراب موعد فتحها ولم يحدث.