حالات سرقة وتحرش واختناقات يومية للركاب بمحطة الشهداء نتيجة التكدس.. ووعود المسئولون تتبخر في الهواء منذ عام أكثر من عام ونصف، يعاني مليونا راكب يوميًا من التكدس والزحام، بسبب قرار إغلاق محطة مترو "السادات" المستمر حتى اليوم، بعد أن أصبحت محطة "الشهداء" هي محطة التبادل الوحيدة بين الخطين الأول (حلوان المرج) والثاني (المنيب شبرا الخيمة). وتشهد محطة "الشهداء" يوميًا حالات سرقة وتحرش وإغماءات واختناقات واشتباكات بالأيدي والأرجل وصراخ أطفال، والعديد من المظاهر الأخرى غير الآدمية، فليس بمقدور الركاب تحريك أقدامهم من شدة الزحام والتكدس الرهيب داخل المحطة. ويترقب ركاب المترو قرار فتح محطة السادات لوضع حدد لمسلسل العذاب اليومي الذي يعيشونه، ومع إطلاق التصريحات المتكررة للمسئولين عن اقتراب موعد فتحها، يصابون بخيبة أمل، نظرًا لأن تلك الوعود لم يتم تنفيذها حتى الآن، بحجة دواع أمنية. "المصريون" رصدت معاناة الركاب من واقع المعايشة المباشرة.. تحكى إحدى الفتيات وتدعى (س ل)، معاناتها قائلة: "منذ إغلاق محطة السادات أصبحت أبدل من محطة الشهداء بين الخط الأول حيث محل سكنى بحلوان للخط الثانى بالبحوث مقر عملى، إلا أني وكثيرًا من السيدات والفتيات لا نتمكن من الركوب إلا بعد التعرض للانتهاكات النفسية والجسدية، فيما يقوم الشباب بعمل جدار بشري بأجسادهم لحمايتنا". وتابعت "أتعرض للتحرش العلنى وأعجز عن حماية نفسى وسط هذا التكدس غير الآدمى، حيث أفاجأ بالتصاق أحد الأشخاص بى ولا أجد المكان الذى أهرع إليه لأحمى نفسى منه مما سبب لى آلامًا نفسية لا استطيع وصفها، لدرجة أنى فكرت أن أضع فى حقيبتى آلة حادة أدافع بها عن نفسى وأفتك بهذا الشخص الذى استباح الأعراض". فى مشهد آخر تقف إحدى ضحايا الزحام والتكدس، فى محطة الشهداء فى حالة بكاء وانهيار، وقالت (ن ع) "أنا متجهة لمحطة الملك الصالح وصعدت للمترو من محطة العتبة وبدلت من الشهداء، لكننى تعرضت للسرقة أثناء الخروج من محطة الشهداء، حيث كانت أضع الموبايل فى جراب الجيب والسماعات فى أذني فقام شخص فى الزحام بينما أصعد للركوب بسحب الموبايل عن طريق السماعة وفصله دون أن أشعر". عبدالسميع محمد الموظف بمجمع التحرير، يقول "أضطر إلى السير من محطة مترو الأوبرا إلى محطة مترو السادات للوصول إلى عملى فى رحلة شاقة". وأضاف: "شهور طويلة وأنا أعيش فى معاناة فأنا أضطر إلى السير من محطة الأوبرا إلى عملى المجاور لمحطة السادات المغلقة منذ يوم فض اعتصامى رابعة والنهضة لأنى لا أستطيع تحمل دفع أجرة تاكسى ذهابًا وعودة إلى عملى". وتابع "كان عندنا أمل تفتح محطة السادات ولو كمحطة تبادلية لكن لم يحدث ويظل الوضع كما هو عليه ولا أحد من المسئولين يشعر بمعاناتنا ويقدموا حجج مختلفة مرة دواعى امنية ومرة تجهيزات الكترونية حديثة ولا نرى أى خطوة للخلاص من هذه المعاناة". وأشار إلى أن "الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق أعلنت عن فتح محطة مترو السادات كمحطة تبادلية بين الخطين الأول والثانى فى أول مايو الماضى بعد أخذ موافقة من الداخلية، إلا أنه تم التراجع عن هذا القرار بعد رفض الداخلية، الأمر الذى أربك الهيئة وأثار استياء الركاب". وعبر عبد الله يس موظف، عن استيائه من غلق محطة السادات، قائلاً إن "غلقها تسبب فى ارتفاع حالات السرقة والتحرش والازدحام داخل العربات فلا يمر يوم واحد إلا وتحدث مشاجرات بين الركاب". وأضاف: "يجب أن يكون هناك قدر من الإحساس من المسئولين بالدمار النفسى اليومى الذى يعيش فيه أبناء الشعب البسطاء، وأن يتحدث معنا مسئولو مترو الأنفاق حول الميعاد الحقيقى لفتح محطة مترو السادات، حيث مرت شهور طويلة على غلقها وخرجت تصريحات من المسئولين على فترات تعد باقتراب موعد فتحها وهو ما لم يحدث حتى الآن".