- إحدى السيدات: نتعرض للتحرش ونسمع أفظع الألفاظ ولا يوجد أمن أو نظام - الباعة الجائلون يحتلون محطة مترو العتبة.. وأحد السيدات: بخاف أركب من محطة العتبة ليلًا رحلة المترو مليئة بالعذاب والمعاناة، خاصة مع السيدات اللاتي تحاولن الحفاظ على أنفسهن من التحرش، ولكن وسط كل هذا الزحام الموجود فى محطة مترو الشهداء، ومواصلة إغلاق "السادات" لدواع أمنية، أصبح الأمر أشبه بالفوضى، والتحرش يحدث أمام أعين الركاب دون أن يتدخل أحد. تقول إحدى السيدات رفضت ذكر أسمها ، إنها تعرضت للتحرش أكثر من مرة، ولكنها لا تتحدث خشية إحداث مشكلة، ورغم أنها تركب عربة السيدات إلا ان بعض الرجال يستغلون الزحام الموجود لركوب نفس العربة دون مراعاة السيدات، وبعضهن يحملن أطفال صغار. تحكى فاطمة عبد الحميد، موظفة من حلوان، أنها تستقل المترو يوميًا للذهاب إلى عملها، مؤكدة أنه منذ إغلاق محطة مترو السادات والموضوع أصبح فوضى لا يمكن تحملها، وطالبت الحكومة بالقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين فى المترو، وخاصة أنهم يركبون عربة السيدات أيضًا لتسويق بضائعهم، ويتحركون وسط الزحام أوقات الذروة بين السيدات والفتيات وعندما تحدث مشاجرة ، يسمعون أفظع الألفاظ – على حسب وصفها- وهناك من تصمت إذا حدث تحرش بها، خوفًا من الحرج أو سماع هذه الألفاظ. بينما تبرر هدي عبد االلطيف، ركوب الرجال فى عربات السيدات فتقول: "لازم نستحمل بعض شوية وإيه يعني لما يركب الرجالة معانا دول زي ولادنا ولازم نقدر ظروفهم ونقدر الزحمة اللي احنا فيها، وحرام المشادات والمشاجرات اللى بتحصل كل شوية دى". ويحكي أحد الموطنين عن مشاهد الزحام والتكدس على أرصفة المحطات وداخل العربات، فيقول :" رأيت فى مرة بنت مع والدتها منتظرين المترو فى محطة الشهداء، وأثناء نزول الركاب، واندفاعهم الشديد، أدى لسقوط هذه السيدة وبنتها على الآرض، وسط صراخ الأطفال بسبب حالة الفوضى التى حدثت"، وأكدت ان محطة مترو الشهداء أصبحت من أكثر المحطات تكدسًا، حيث يقوم المواطنين بتغيير خط المترو ولا يوجد بديل لها بعد إغلاق السادات، وبالتالى تتحمل المحطة كل الضغط. ويضيف أن المواطنين لم يعد لديهم صبر، وكل شخص يهتم بأن يلحق المترو دون النظر لمن حوله أو تقديم المساعدة لمن يحتاجها ، وأصبح الذهاب الى المترو معاناة، منذ إغلاق مترو السادات بسبب الاعتصامات والمظاهرات فى ميدان التحرير. على بعد أمتار من مدخل مترو محطة العتبة، يقف هؤلاء الباعة الجائلين بالأحذية والملابس وغيرها من البضائع، يسمحون بطريق لا يتسع لأكثر من نصف متر لمرور الركاب المتجهين الى محطة المترو وسط حالة من الفوضى والزحام والضوضاء، هذه المساحة المسموح بها للمرور، أحيانًا تكون مغلقة بسبب وقوف المواطنين الذين يقلبون فى البضائع بهدف الشراء، بمجرد النزول أولى درجات سلالم المحطة ، يمتد المدخل لنحو 15 إلى 20 متراً قبل الوصول إلى درجات السلم الأخر للوصول لشباك التذاكر. تقول إحدى السيدات، أنها عندما تذهب للركوب من مترو العتبة مساءًا، تحاول المرور سريعًا من هذا المدخل حيث لا يوجد فيه إنارة، فهو مظلم طوال الوقت، إضافة إلى أن الباعة الجائلين وخاصة الذين يبيعون "لعب الأطفال" يقفون على جانبي المدخل، وأحيانًا تسمع منهم "معاكسات" تخشى أن ترد عليها بسبب خوفها من رد فعلهم. يحكى أحد الباعة الجائلين ل"الوادي"، فيقول :" فيه ناس بتعاكس البنات بس أغلب الناس اللى هنا بيجروا على أكل عيشهم، والحكومة ساعات بتيجى تحاول تمشينا بس بنرجع تانى ،لأن ملناش شغلانه تانية وهى دى كل حياتنا، وعندنا أسر بنصرف عليها"، مطالبًا الحكومة بالبحث لهم عن بديل قبل الحديث عن إزالتهم. على الجانب الآخر، يبدو أن شركات الصيانة لا تقم بدورها كما ينبغي، فإذا كنت من رواد المترو فانت تعلم جيدًا أن خروجك من المترو يكون "مانوال" حيث الماكينات مفتوحة باستمرار، ويقف أحد التابعين لشركة الأمن "كوين سيرفس"، ليأخذ التذاكر من المارة، على الرغم من أن المفترض أن تضع التذكرة فى الماكينة لتسمح لك بالمرور، لكنها متهالكة وعفى عليها الزمان. يقول محمد سعيد، من عمال النظافة فى مترو الأنفاق: " السلالم الكهربائية معظم الوقت بتتعطل، وبشوف ناس كبيرة فى السن مش قادرة تطلع السلم على رجليها، بسب بتوع الصيانة مبقوش يهتموا، وكمان السلالم دى المفروض تتغير بأحدث لأنها بتعطل كتير"، ويستكمل: "كان فيه شركة صيانة أجنبية كانت مسئولة عن المترو وكان وقتها المترو مبيتعطلش زى دلوقت، بس الشركة المصرية الموجوده حاليًا غير مؤهلة لذلك، والعاملين بها لديهم خبرات ولكن يوجد سوء إدارة". من جانبه أكد عبد الله فوزي رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الانفاق ل"الوادي"، أن إغلاق محطة السادات مرتبط بالتعليمات الأمنية، وأنه ينتظر اصدار قرار لفتح المحطة علي الفور، مشيرًا إلى أنه تم نقل "موظفي السادات" للعمل فى محطة جمال عبد الناصر، وأن الموظفين المختصين بإدارة وتشغيل المحركات يمارسون عملهم بشكل طبيعي ويحصلون علي رواتبهم. وقال المهندس عصام بدوي، المهندس الفني بوحدات الصيانة بمترو الأنفاق، فى إتصال هاتفى مع "الوادي"، ان السبب وراء استمرارغلق محطة مترو السادات، هو الإضطرابات الأمنية في ميدان التحرير والمظاهرات، ، مؤكدًا أن هناك تخوفات من حدوث أى خلل أو اشتباكات بالميدان، قد تؤثر على المترو. وأضاف أنه فى حالة حدوث أى مشكلات أمنية بميدان التحرير، سيكون من الصعب السيطرة على المترو، مشيرًا إلى أن الهيئة تنتظر التعليمات لفتح محطة مترو السادات والجيزة فى أسرع وقت.