قال سلفاكير ميارديت، رئيس جنوب السودان، إن قواته ستقاتل "المتمردين" الذين يقودهم نائبه السابق ريك مشار، في سبيل الدفاع عن نفسها ومواقعها العسكرية، حتى وإن فرضت عليها عقوبات. وفي خطابه الذي ألقاه أمام مؤتمر شباب جنوب السودان الأول اليوم الأربعاء بجوبا، قال سلفاكير: "نحن سنقاتل دفاعا عن مواقعنا وعن أنفسنا، لن نقف مكتوفي الأيدي حتي لو قاد ذلك إلى أن تفرض علينا عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي". واتهم سلفاكير قوات "التمرد" بانها تخطط لإحداث "فوضي شاملة في البلاد"، وأردف بالقول: "إذا أرادوا إحداث فوضي فإن قواتنا ستكون لهم بالمرصاد حتي يعود مشار إلى الحركة الشعبية (الحزب الحاكم بجنوب السودان) مثلما عاد إليها في العام 2002". واتهم رئيس جنوب السودان، الاتحاد الأفريقي، ب"الانحياز للمتمردين"، ومضي قائلا: "الاتحاد الأفريقي وإيغاد (هيئة تنمية شرق أفريقيا) لايتحدثون عن خروقات المتمردين لاتفاقيات وقف العدائيات، لقد حان الوقت ان نقول لهم كفي". وناشد سلفاكير المؤتمرين من شباب جنوب السودان بضرورة "نبذ القبيلة و المساهمة في تحقيق السلام"، وزاد بقوله :"لا فائدة من السلطة التي تجعلك تقتل أخاك"، وبين أن الحكومة ستساعد الشباب في كافة الأنشطة والمجالات، داعيا إياهم إلى "الانخراط في العمل الزراعي بغرض تحقيق الاكتفاء الغذائي والفائدة المالية". وحث سلفاكير الشباب أيضا على "ضرورة ممارسة الأعمال الحرة بدلا من الحكومة لأن فى الحكومة يوجد كبار السن الذين إذا ما أخذت منهم المناصب فسيتمردون على جنوب السودان". وقالت نادية اروب دودي، وزيرة الشباب الثقافة والرياضة فى حكومة جنوب السودان، في كلمتها بالمؤتمر إنهم كحكومة يقع عليهم الدور والمسؤولية الكبرى فى رعاية الشباب، خاصة أن الشباب هم أكثر الشرائح المتضررة من الحرب الدائرة حاليا، وزادت بقولها: "وإذا كان الشباب هم أساس الصراع فإنهم أيضا أساس حل هذا الصراع". وأعرب مجلس الأمن الدولي عن "الأسف العميق لتقاعس" رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه المقال ريك مشار، وجميع الأطراف في جنوب السودان عن إبرام اتفاق "الترتيبات الانتقالية"، مجددا نيته "فرض ما يلزم من عقوبات" على كبار المسؤولين. وفي بيان اليوم، وصل وكالة الأناضول نسخة منه، قال المجلس، إنه يعرف عن "الأسف العميق لتقاعس رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه المقال ريك مشار، وجميع الأطراف في جنوب السودان عن إبرام اتفاق الترتيبات الانتقالية بحلول الموعد النهائي الذي حددته الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا (إيغاد)، في الخامس من الشهر الجاري". ومنذ منتصف ديسمبر 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لنائب الرئيس المقال ريك مشار، بعد اتهام سلفاكير له بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه مشار.