علم مراسل وكالة الأناضول من مصدر مطلع في العاصمة الإثيوبية، أن طرفي الصراع في جنوب السودان، تنازلا عن مطالبتهما بمناصب نائب الرئيس، ونائبي رئيس الوزراء، خلال الجلسات المغلقة التي يجريها كل من رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا. وكشف المصدر أن موافقة طرفي الصراع على التخلي عن المطالبة بمناصب نائب الرئيس، ونائبي رئيس الوزراء، جاء نتيجة ضغوط مارسها كل من رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الكيني والترويكا (أمريكا؛النرويج؛بريطانيا). وهذه المناصب بتنازل الطرفين، لن تكون متضمنة في الاتفاق، وستنقضي الفترة الانتقالية برئيس دون نائب، وكذلك رئيس الوزراء دون نواب، بحسب ذات المصدر. وتوقع المصدر أن "هذه الاختراقات ربما قد تفضي إلى توصول طرفي الصراع إلى حل للمسائل العالقة بين الجانبين". في ذات السياق، أفاد مراسل الأناضول أن رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الكيني، يجريان الآن مشاورات مغلقة، بحضور رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار زعيم المعارضة المسلحة بجنوب السودان. وفي وقت سابق اليوم، اتهم بعض رؤساء الهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد"، زعيم المعارضة المسلحة في جنوب السودان، رياك مشار، برفض تقديم أي تنازلات خلال المشاورات الأخيرة، وفق مصدر مطلع لوكالة الأناضول. وحسب المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، فأن رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، "أبدى مرونة خلال المشاورات". وأشار المصدر إلى أن "عددا من قادة دول إيغاد، هددوا خلال الجلسات المغلقة بتسليم الملف إلى مجلس الأمن الدولي، لفرض عقوبات تصل إلى فرض قرار النفط مقابل الغذاء إذا لم يتوصل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت؛ وزعيم المعارضة رياك مشار إلى اتفاق حول المقترح المقدم من القمة بشأن صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء". وكانت "إيغاد" أمهلت سلفاكير ومشار، حتى ال 10 من مساء اليوم الجمعة بالتوقيت المحلي (19.00 ت.غ) للتوصل إلى اتفاق حول المقترح المقدم من القمة بشأن صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء، وفق مصادر مطلعة لوكالة الأناضول. وانطلقت في أديس أبابا، أمس الخميس، قمة رؤساء "إيغاد" الاستثنائية، بشأن الصراع في جنوب السودان. وتعد هذه القمة الاستثانية رقم 28 ل"إيغاد" بصفة عامة، والخامسة التي تبحث الأزمة الأخيرة في جنوب السودان. وكلفت القمة كلاً من رئيس الوزرء الإثيوبي ورئيس القمة هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الكيني أوهور كينياتا، بمتابعة ملف أزمة جنوب السودان والقضايا العالقة بين طرفي الأزمة. وتأتي هذه القمة الاستثنائية ل "إيغاد"، في ظل تحديات كبيرة مع استمرار المفاوضات لأكثر من 10 أشهر، دون أن تبارح مكانها، بسبب تباين أطراف الصراع الرئيسيين (الحكومة والمعارضة المسلحة) وتجدد القتال من وقت لآخر.