اتفقت قمة دول "الإيغاد"، التي اختتمت أعمالها، مساء اليوم، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على "خارطة طريق" لإنهاء الأزمة في جنوب السودان يأتي على رأسها تشكيل حكومة انتقالية في فترة لا تتجاوز 60 يومًا. وفي كلمة له خلال الجلسة العلنية الختامية التي أعقبت أخرى مغلقة، أعلن رئيس الدورة الحالية لقمة إيغاد رئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين، عن الاتفاق على خارطة طريق جديدة لإنهاء الأزمة. وتتضمن خارطة الطريق بالإضافة إلى تشكيل حكومة انتقالية، إجراء انتخابات، وتشكيل مفوضية للدستور، ومفوضية للانتخابات، والبحث في تقاسم الثروة والسلطة، بحسب مراسل الأناضول. وطالب ديسالين أطراف النزاع في جنوب السودان بضرورة الالتزام بالاتفاقيات التي تم التوصّل إليها، مشيدًا بقرار الرئيس سلفاكير بإطلاق سراح الساسة المعارضين. وأكد على أهمية الجهود التي تبذل من الوساطة الأفريقية، واعتبر أن هذه الجهود هي التي دفعت بعملية السلام في جنوب السودان، وتعهّد على تمسك الإيغاد بعودة السلام وإنهاء الصراع. من جانبه، أشاد مفوض السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي، إسماعيل الشرقاوي، بجهود الإيغاد، إلا أنه أشار إلى أن اتفاق وقف العدائيات لم يتم تنفيذه، مطالبًا طرفي النزاع بتطبيق الاتفاق. وأضاف: "إنني أدعو حكومة جنوب السودان والمعارضة للالتزام بفتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية". وفي ذات السياق، أكد مبعوث الولاياتالمتحدة بالاتحاد الأفريقي، دونالد بوث، دعم بلاده لجهود الإيغاد، قائلاً: "نحن نقدّر جهود الإيغاد الكبيرة والبناءة". وأضاف: "هذا هو الوقت المناسب لطرفي الصراع أن يكونوا مرنين من أجل إحلال السلام في جنوب السودان"، مشيرًا إلى أن "الأوضاع الإنسانية خطيرة جدًا في جنوب السودان وعلى قادة جنوب السودان الالتزام بالسلام". وانطلقت القمة اليوم الثلاثاء بحضور رؤساء كل من أوغندا، يوري موسيفيني، ورئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، ورئيس وزراء إثيوبيا، هيلي ماريام ديسالين، ونائب الرئيس الكيني، ويليم روت، والنائب الأول للرئيس السوداني، بكري حسن صالح، ورئيس وزراء الصومال، عبد الولي شيخ أحمد، ووزير خارجية جيبوتي، محمود علي يوسف. فيما غاب عن القمة الرئيس الكيني، أوهور كينيات، إلى جانب الرئيس السوداني، عمر البشير، والرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيله، والرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي. يذكر أن "ايغاد " تقود وساطة برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق وسفيرها الحالي بالصين سيوم مسفن لرعاية مفاوضات بأديس أبابا بين حكومة جنوب السودان والمعارضة منذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي. وفي التاسع من مايو/ آيار الماضي، وقّع سلفاكير، ومشار، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان، قضي بوقف إطلاق النار خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية. إلا أن الاتفاق لم يدم طويلا حيث بدأ الطرفان تبادل الاتهامات بخرقه.