وصل إلى العاصمة الإسبانية، مدريد، اليوم الثلاثاء، ممثلون عن 21 حكومة ومنظمة دولية لحضور مؤتمر دعت إليه إسبانيا قبل شهر من أجل وضع خطط لتأمين الاستقرار في ليبيا التي تشهد أوضاعًا أمنية متدهورة، بحسب وسائل إعلام إسبانية. ويعلق جيران ليبيا والاتحاد الأوروبي أملاً كبيرًا على المؤتمر الذي يعقد غدًا الأربعاء وليوم واحد و"يهدف إلى توفير الدعم والمساندة الإقليمية للجهود الدولية الساعية لتحقيق الاستقرار في ليبيا". ويشارك في المؤتمر ممثلو مجموعة «5+5» (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال، بالإضافة إلى الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس)، ومجموعة «ميد 7» (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال وقبرص واليونان)، و«جيران ليبيا» (الجزائر وتشاد ومصر والنيجر والسودان وتونس)، وممثلون عن المنظمات الدولية مثل الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والاتحاد من أجل المتوسط والأمم المتحدة، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، الإسباني برناردينو ليون، بحسب بيان للخارجية الإسبانية اليوم. وحول أهمية المؤتمر، قال خوسي ماريا، الصحفي المسؤول عن قضايا المغرب العربي في صحيفة الباييس الإسبانية إن "انعقاد المؤتمر الدولي حول ليبيا يأتي في ظل مخاوف جدية أبدتها إيطاليا وإسبانيا نتيجة تدهور الأوضاع في ليبيا". وأضاف خوسيه للأناضول: "اهتمام إيطاليا يتعلق بتزايد أعداد المهاجرين وازدياد نشاط عصابات التهريب على الحدود الإيطالية الليبية وتحديدا في جزيرة لامبيدوزا التي تحولت إلى قبلة لمئات المهاجرين غير الشرعيين منذ انفجار الأوضاع في ليبيا". وأردف: "أما أهمية المؤتمر بالنسبة لإسبانيا فتأخذ بعدًا اقتصاديًا أكثر بحكم الاستثمارات في مجال النفط لشركة ريبسول إحدى أكبر الشركات الإسبانية في مجال التنقيب عن النفط والتي منيت بخسائر بالغة بسبب عدم الاستقرار الأمني بليبيا مما انعكس سلبا على الاقتصاد الإسباني". وفي بيان لها اليوم الثلاثاء، قالت وزارة الخارجية الإسبانية إن المؤتمر الوزاري حول الاستقرار والتنمية في ليبيا، الذي يبدأ أعماله غدًا الأربعاء لمدة يوم واحد في مدريد، "يهدف إلى توفير الدعم والمساندة الإقليمية للجهود الدولية الساعية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وإرسال رسالة إلى الأطراف الفاعلة في الصراع للتغلب على أسباب المواجهات المسلحة والانتقال إلى التفاوض والحوار". وأضافت الوزارة أن وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل غارسيا مارجايو، ونظيره الليبي محمد عبد العزيز سيفتتحان المؤتمر. ومن جانبه، قال مسؤول دبلوماسي ليبي في مدريد للأناضول، فضل عدم كشف هويته: "نتابع المؤتمر باهتمام كبير ونتوقع أن يخلص إلى قرارات مهمة فيما يتعلق بالوضع في ليبيا". وأضاف: "نتوقع الاتفاق على خطة لوقف العنف والدخول في حوار عاجل بين أطراف النزاع في ليبيا". ومنذ الإطاحة ب"معمر القذافي" في عام 2011، تشهد ليبيا انقساماً سياسياً بين تيار محسوب على الليبرالي وتيار أخر محسوب على الإسلام السياسي زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منه مؤسساته: الأول: البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق وحكومة عبدالله الثني (استقالت في وقت سابق وتم تكليف الثني بتشكيل حكومة جديدة) ورئيس أركان الجيش عبد الرزاق الناظوري. والثاني: المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي. ويتهم الإسلاميون في ليبيا فريق برلمان طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ مايو/أيار الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين". بينما يرفض فريق المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 يوليو/ تموز الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس.