أكدت صحيفة "نيويورك صن" الأمريكية أن زعماء المعارضة المصرية ومن اسمتهم بالديمقراطيين المصريين يتساءلون الآن لماذا تخلت واشنطن عن سياسة الضغط على الرئيس المصري حسني مبارك لانهاء ما أسمته "الدولة البوليسية" بمصر في الوقت الذي تطالب فيه بالديمقراطية في إيران والعراق وأفغانستان. وقالت الصحيفة إنه منذ انتخابات نوفمبر البرلمانية التي شهدتها مصر، فإن القضاة في الدولة أصبحوا عرضة للهجوم، كما ألغيت الانتخابات المحلية وأخيرا تباهى الرئيس مبارك بأن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أسقطت أجندة الديمقراطية دون تعليق من السفارة الأمريكية في القاهرة. ونقلت الصحيفة عن سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، قوله: الانطباع العام فى مصر هو أن الولاياتالمتحدة وضعت قضية الديمقراطية برمتها والليبرالية في آخر اهتماماتها. وأن مبارك تمكن من إقناعهم بمخاطر الإسلاميين على الغرب. ودللت الصحيفة على أن واشنطن تخلت عن قضية الديمقراطية في مصر، بموقف الخارجية الأمريكية من اعتقال سعد الدين إبراهيم خلال الفترة الأولى من رئاسة جورج بوش، حيث طلبت كندوليزا رايس شخصيا كمستشارة للأمن القومي في ذلك الوقت بإطلاق سراح سعد الدين إبراهيم، وبين موقفها من سجن أيمن نور رئيس حزب الغد الذي لم تذكر رايس شيئا بشأنه خلال زيارتها الأخيرة للقاهرة بل ولم تتقابل مع زوجته. وذهبت "نيويورك صن" إلى القول إن قمع الدولة أصبح أكثر اتساعا ليشمل قطاعات أخرى، مشيرة إلى التحقيقات مع عدد من القضاة الذين اعترضوا على نتائج الجولتين الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية المصرية. ورأت الصحيفة أن الرسالة التي يحاول الرئيس مبارك إيصالها الآن هي أن الولاياتالمتحدة قد تخلت عن الديمقراطية في مصر، فلفتت إلى تصريحات له في صحف حكومية قال فيها إن كوندوليزا رايس خلال لقاءها الأخير به في القاهرة كانت "مستمعا جيدا" وأن مسألة الديمقراطية لم ترد في محادثاتهما، وهو على حد ما جاء بالصحيفة الأمر الذي رفض المتحدث باسم السفارة الأمريكية في القاهرة جون بري التعليق عليه قائلا: لا يمكنني التعليق على حديث خاص بين الوزيرة رايس والرئيس مبارك. أما الأسباب التي رأت الصحيفة أنها دفعت الولاياتالمتحدة إلى التخلي عن دعمها للديمقراطية في مصر فهي، أولا الفوز الذي حققته جماعة الإخوان في الانتخابات البرلمانية وكذلك حماس التي تسيطر على المجلس التشريعي الفلسطيني. والسبب الثاني، كما تؤكد الصحيفة، هو حاجة الإدارة الأمريكية إلى مساعدة جامعة الدولية العربية في صياغة موقف ضد إيران في مجلس الأمن الدولي. أما السبب الثالث فهو التدريبات التي تقدمها مصر لقوات أمن عربية وفلسطينية، وإمكانية أن توقف القاهرة تلك التدريبات إذا ما أصبح الحديث عن الليبرالية أكثر سخونة. اتفق مايكل روبين الباحث في معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة مع الصحيفة فقال: لقد أخافهم فوز حماس في الانتخابات.