اهتمت الصحف الأجنبية بإعلان البيت الأبيض أمس الأول عن اختيار الرئيس الأمريكى باراك أوباما، القاهرة لتوجيه خطاب للعام الإسلامى يوم 4 يونيو المقبل، فى إطار جولة يزور فيها كلاً من مصر وألمانيا وفرنسا، وقالت إن هذا الاختيار سيعرض أوباما لانتقادات بسبب «سجل مصر السيئ فى مجال حقوق الإنسان، وكونها مكان ولادة ونشأة معظم الإرهابيين الإسلاميين». وقالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية إن أوباما يسعى من خلال خطابه إلى «إصلاح الأضرار التى لحقت بالعلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامى، وتهدئة أجواء العداء بين الجانبين التى بدأت منذ 30 عاما عند حصار السفارة الأمريكية فى طهران، وزادت عقب أحداث 11 سبتمبر وحربى العراق وأفغانستان». وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن أحد الأماكن المقترحة لإلقاء خطاب أوباما فى القاهرة هو «جامعة الأزهر»، التى أنشأت عام 975 ه، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم «المكان جذاب جدا، لكن الأمن قد يشكل تحديا». وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن مراسلتها هيلين كوبر اختارت القاهرة لتكون المكان الذى يلقى فيه أوباما خطابه، وقالت فى تقرير نشرته الصحيفة فى شهر ديسمبر الماضى إن القاهرة هى المكان الأمثل لتوجيه خطاب للعالم الإسلامى. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن أوباما «اختار حليفة مقربة للولايات المتحدة لتقديم غصن الزيتون بعد سنوات من الشك والغضب»، مشيرة إلى أن «الكثيرين يرون أن القاهرة مكان ولادة الإرهاب الإسلامى مثل أيمن الظواهرى، كما أن سياستها معادية للأمريكيين فى الغالب، منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر». وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن مصر هى بيت الأيديولوجيات التى انتشرت من خلالها الأفكار الجهادية، وتعانى مشاكل أمنية هائلة، حيث يتواجد بها عدد من الجماعات المتطرفة التى تسعى لإسقاط حكم الرئيس مبارك، الذى ينظر له باعتباره قريبًا من الغرب». وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن البيت الأبيض اختار مصر «لأنها دولة رئيسية فى تحسين العلاقات مع الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن العلاقات بين واشنطنوالقاهرة «شهدت توترا فى الفترة الأخيرة، عندما دعا الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الرئيس حسنى مبارك إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية والتوقف عن قمع المعارضة السياسية». وقالت مجلة فورين بوليسى الأمريكية إن اختيار القاهرة «لن يكون بلا تعقيدات»، مشيرة إلى أن مصر هى الدولة الأكثر سكانا فى العالم العربى ولها تأثيرها الإعلامى والشعبى على دول الشرق الأوسط، وهى حليف للولايات المتحدة، ولديها سجل «سيئ» فى مجال حقوق الإنسان، «ويحكمها نظام سلطوى، يسجن المعارضة ويمارس التعذيب، وتقيم سلاما باردا مع جارتها إسرائيل يحتقره معظم الشعب». وأضافت: «إن إقامة علاقات صداقة قوية مع زعيم سلطوى مثل الرئيس حسنى مبارك، يشكل مشكلة للولايات المتحدة التى تريد نشر الديمقراطية». وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن اختيار أوباما لمصر «سيعرضه لانتقاد شديد» من العرب فى الشرق الأوسط، معتبرة هذا الاختيار «دعما» للرئيس مبارك. وأرجعت الصحيفة انتقاد اختيار أوباما للقاهرة إلى ما يراه البعض بأنه «دعم تكتيكى» للرئيس مبارك الذى يحكم مصر منذ ثلاثة عقود وسط تسامح ضئيل مع المعارضة السياسية، فضلا عن استخدامه قوات الأمن لمضايقة واعتقال المنافسين السياسيين، والتمهيد لابنه ليكون خلفا له فى الحكم.