أكد البطريرك غريغورس الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك أن محاضرة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر التي جاءت في أعقاب التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين وأثارت غضبا في مصر لم تتضمن أية إساءات لمصر وتم تحريف مضمونها من جانب إحدى القنوات الإخبارية. وكانت دعوة بابا الفاتيكان العالم للتدحل لحماية المسيحيين في مصر قد أثارت ردود فعل غاضبة في مصر، واعتبرتها وزارة الخارجية وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب تدخلا مرفوضا في شأن داخلي مصري. وحاول البطريرك غريغورس الثالث التحفيف من وقع تصريحات بابا الفاتيكان، مؤكدا احترامه لمصر ومقدرا لها مكانتها في العالم الإسلامي، وذلك خلال لقاء مع الدكتور محمود حمدي وزير الأوقاف.. من جانبه، أبدى زقزوق احترام مصر لبابا الفاتيكان باعتباره رمزا دينيا عالميا يقدره الجميع، لكنه أكد رفض مصر التدخل في شئونها الداخلية، مشيرا إلى أن أقباط مصر يتمتعون بكامل حقوقهم مثل المسلمين تماما، لأنهم أبناء مصر، وأي عدوان علي الكنيسة يعد عدوانا على المسجد فهما دور عبادة يذكر فيها اسم الله. وفي لقاء منفصل، استقبل وزير الأوقاف في مكتبه أمس كلا من القس الدكتور إندريه زكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بالقاهرة، والدكتور ثروت قادس مدير عام الهيئة الإنجيلية، واستعرض معهما تداعيات حادث كنيسة القديسين. وأكد المسئولان الكنسيان أن انتفاضة الشعب المصري بمسلميه ومسيحية والوقفات المشتركة الرافضة لكل محاولات الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد مهما بلغت قسوتها تؤكد عظمة هذا الشعب ووعيه الحضاري وتماسك بنيانه، وأشادا بالمعالجة الرسمية والشعبية لحادث الإسكندرية. بدوره وافق وزير الأوقاف خلال اللقاء على تنظيم ندوات مشتركة بين الوزارة والطائفة الإنجيلية يشارك فيها الدعاة والقساوسة لتوعية المصريين بما في الأديان من محبة ودعوة للتعايش وقبول الآخر. من جهة أخرى، تلقى زقزوق برقية من اللواء محمد المعز أحمد رئيس المجلس المحلي لمحافظة سوهاج في أعقاب الاجتماع الذي عقدته المحافظة بمشاركة علماء الأزهر ورموز الكنيسة القبطية. وأكد المشاركون في الاجتماع "وقوفهم صفا واحدا في مواجهة الحادث الغادر الذي لم ولن ينال من وحدة مصر الوطنية"، وتعهد الجميع علي بذل الجهد لقطع الطريق أمام المحاولات الدنيئة التي تستهدف استقرار وأمن الوطن.