لليوم الثاني علي التوالي يواصل العالم استنكاره وتنديده بحادث التفجير الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية منذ يومين والذي أوقع21 قتيلا و97 جريحا, حيث أكدت واشنطن وكانبيرا تعاطفهما مع أسر الضحايا, بينما عبر الاتحاد الأوروبي عن فزعه وإحساسه بالأسي إزاء التفجير, وعبرت أنقرة عن حزنها وسخطها العميقين في الوقت الذي نددت أوروبا واستنكرت الحادث, بينما أعرب لبنان عن تضامنه مع مصر إزاء الحادث الإرهابي. ففي واشنطن, عبرت الخارجية الأمريكية عن إدانة الولاياتالمتحدة بشدة للهجوم الانتحاري الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية. وعبر مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في بيان صحفي عن أعمق التعازي لأهالي الضحايا والمصابين من المسيحيين والمسلمين. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أدان التفجيرات التي وقعت ليلة رأس السنة في مصر ونيجيريا, ووعد بتقديم كل ما يلزم من مساعدة للبلدين لمواجهة هذه الأعمال. وقال في بيان صحفي إن مرتكبي الهجوم علي الكنيسة المصرية لا يكنون أي احترام لأرواح البشر أو الكرامة الإنسانية, وأكد علي ضرورة محاكمة المسئولين عن التفجير' الوحشي والبشع' الذي أودي بحياة ما لا يقل عن21 شخصا. بينما أدانت الحكومة الاسترالية بشدة التفجير. وأعربت الحكومة الاسترالية, في بيان رسمي أمس, عن خالص الأسف ازاء الأرواح البريئة التي أزهقت جراء هذا الهجوم, كما أعربت عن تعاطفها ومواساتها لكافة المتضررين من جراء هذه المأساة. بينما أدانت تركيا بشدة الهجوم الذي وصفه ب الإرهابي علي كنيسة القديسين بالإسكندرية أمس الأول الجمعة والذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وقالت وزارة الخارجية التركية- في بيان لها أمس- إن تركيا تدين بشدة هذا العمل الإرهابي الخائن الذي تسبب في حزن عميق لديها وولد شعورا بالسخط ضد من استهدفوا السلام الاجتماعي في مصر الشقيقة والصديقة. وأعرب البيان عن صادق مواساة تركيا لأسر الضحايا مع التمنيات بالشفاء العاجل للمصابين, مؤكدا أن تركيا كدولة عانت الكثير من الإرهاب تدين الإرهاب مهما كان مبرره ومصدره, وتؤكد أنه لا دين له ولا وطن, ويجب أن تتضافر جهود المجتمع الدولي كله في مواجهته. وأكد البيان استعداد تركيا لتقديم مختلف أنواع الدعم ووقوفها مع مصر حكومة وشعبا وتضامنها الكامل ضد الإرهاب. واهتمت شبكات التليفزيون التركية بالهجوم الإرهابي الذي وصفته بالبشع, فيما أولت العديد من الفضائيات اهتمامها البالغ بكلمة الرئيس حسني مبارك. وقالت شبكة( كنال7) تحت عنوان( الرئيس المصري عثر علي سبب التفجير الإرهابي في الأسكندرية) إن الرئيس مبارك أكد أن هدف الهجوم هو إثارة الصراع بين المسيحيين والمسلمين, مؤكدا أن الإرهاب لا يعرف وطنا ولا دينا وأن العملية الإرهابية تحمل مؤشرات علي تورط أصابع أجنبية. كما ندد رئيس الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي النائب التركي مولود جافوزأوغلو بالهجوم الإرهابي في بيان صحفي أمس إنه يشعر ببالغ الحزن للضحايا والمصابين في هذا الهجوم الإرهابي الغادر..وأعرب عن مواساته لأسر الضحايا, وتعازيه لحكومة وشعب مصر. ولفت إلي أن الإرهاب يبقي هو التهديد الأخطر علي قيم حقوق الإنسان في العالم.. مؤكدا ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي في مواجهته. وفي الفاتيكان, أدان البابا بنديكت السادس عشر الانفجار, مؤكدا أن أسلوب القتل الخسيس مثل زرع القنابل قرب منازل المسيحيين في العراق لإجبارهم علي الرحيل يغضب الرب والإنسانية جمعاء. وفي أديس أبابا, أدان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الدكتور جان بينج الهجوم الإرهابي. وقال بيان وزعه الاتحاد الإفريقي أمس إن' رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الدكتور جان بينج علم ببالغ الفزع والأسي بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مكانا للعبادة بمدينة الإسكندرية المصرية عشية العام الميلادي الجديد وأدي إلي فقدان الكثير من الأرواح وإصابة الكثيرين'. وأضاف: أن رئيس المفوضية يدين بأشد العبارات هذا العمل الإرهابي الشائن الذي لايمكن تبريره تحت أي ظرف..ويقدم تعازيه المخلصة لشعب مصر وحكومتها وكذلك لعائلات الضحايا المكلومين ويصلي من أجل التعافي السريع للمصابين. وفي الخرطوم, أدان عدد من قياديي حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بشدة الهجوم الإجرامي, والذي راح ضحيته عدد من القتلي والمصابين, ووصفوه ب'الارهابي الغادر', وأعربوا عن مشاطرتهم للشعب المصري الشقيق أحزانه وعزائهم لأسر الضحايا. جاء ذلك خلال لقاء نظمته أمس مدرسة البعثة التعليمية المصرية في الخرطوم وحضره السفير عبد الغفار الديب سفير مصر بالسودان وأعضاء السفارة المصرية ود. عبد الملك البربر معتمد محلية الخرطوم نائبا عن واليها عبد الرحمن الخضر, ومحمد عبدالحليم نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية وعدد من المسئولين فيها وأعضاء من حزب المؤتمر الوطني. ووقف الحضور في بداية اللقاء دقيقة صمت حدادا علي أرواح الضحايا. وألقي نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية الخرطوم محمد عبدالحليم كلمة عبر فيها عن عزائه للشعب المصري في ضحايا الهجوم. وفي صنعاء, أدان مصدر مسئول في الحكومة اليمنية التفجير الإرهابي, مؤكدا أن هذا الحادث هو عمل إرهابي يتنافي مع التعاليم الدينية والقيم الإنسانية والأخلاقية. وجدد المصدر- في تصريح له أمس بصنعاء- إدانة اليمن للإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأيا كان مصدره ونبذها للتعصب والتطرف والأعمال الإجرامية. وفي مكةالمكرمة, أعربت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي عن استنكارها وإدانتها للتفجير. ونددت الرابطة- في بيان أصدرته أمس- بهذا التفجير ووصفته بأنه من الأعمال التي لا يقرها الإسلام الذي يحرم إراقة الدماء, ويمنع الغدر بالآمنين وقتلهم بلا حق. واستنكرت الرابطة باسم المسلمين والمنظمات الإسلامية الممثلة فيها هذا العمل البشع الذي تنبذه الفطرة السليمة للانسان, مؤكدة عظم هذا الجرم. وشددت رابطة العالم الإسلامي علي ضرورة القيام بعمل جماعي منسق لمكافحة العنف والإرهاب, مؤكدة استعدادها للتعاون في هذا المجال علي مستوي العالم. وأشارت إلي أن الإرهاب لا وطن ولا جنسية له, كما أنه لا ينتمي لأي دين, مؤكدة أن رسالات الله سبحانه وتعالي وآخرها الإسلام رسالات أمن وسلام. وفي بيروت, أدان الرئيس اللبناني الأسبق ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل حادث التفجير وندد بقوي الإرهاب والتعصب والتطرف. ودعا الجميل- خلال لقائه أمس الأحد وفودا شعبية في منزله الجبلي في بلدة بكفيا- إلي التنبه لهذه الظاهرة والتصدي لها بكل الوسائل المتاحة. بينما أدان مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو حادثة تفجير الكنيسة القبطية في الإسكندرية. ووصف مفتي جبل لبنان- في بيان له أمس- الحادثة بأنها تهدف إلي زعزعة الاستقرار في العالم العربي وإلي إشعال نار الفتنة. وأكد أنه لايمكن لأي فصيل إسلامي في مصر أن يقوم بهذا العمل الوحشي لأنه يسيء إلي المسلمين قبل المسيحيين, مناشدا المرجعيات الدينية المسيحية في العالم العربي أن تكون علي دراية بهذا المخطط الذي يرمي إلي زرع الكراهية بين المسلمين والمسيحيين. كما أكد حرص المسلمين علي أمن المسيحيين تنفيذا للمباديء الإسلامية, محذرا من الانسياق وراء الغرائز الطائفية لضرب المجتمعات العربية. من جانبه, أدان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان العملية الإرهابية التي استهدفت كنيسة القديسين في الإسكندرية في كلمة خلال مناسبة تأبينية بجنوب لبنان أمس ما حدث بالمجزرة الرهيبة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وزرع بذور الفتن والتفرقة بين المسلمين والمسيحيين, مشددا علي وحدة المسلمين والمسيحيين وتماسكهم والاحتكام إلي العقل والحكمة لمواجهة الخطر المحدق بهم. بدوره, أدان مطران أبرشية جبيل المارونية بشارة الراعي العمل الإجرامي الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية. وطالب بعقد قمة إسلامية لاتخاذ موقف من كل الاعتداءات الدينية ولشجب الدول الممولة للمجرمين والحركات المنفذة لهذه الاعتداءات. كما بعث بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك في لبنان جريجوريوس الثالث لحام برقية إلي الرئيس مبارك أكد فيها تضامن الكنيسة الملكية الكاثوليكية مع شعب مصر بكل فئاته. واستنكر لحام- في برقيته- العمل الإجرامي والإرهابي الذي استهدف المصلين في كنيسة الأسكندرية ليلة رأس السنة. كما بعث لحام ببرقية مماثلة إلي البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شدد فيها علي أن الإرهاب لا دين له ولا طائفة ولا هو تابع لأي قيم إنسانية.. داعيا المسيحيين في مصر والعالم العربي إلي اعتبار الدولة هي المرجع والحامي لأبنائها.