أثار قرار البنك المركزي بتجميد أموال الجمعية الشرعية، مخاوف الملايين من أفراد الشعب المصري ممن يستفيدون بخدمات الجمعية في المجالات الاجتماعية والطبية والتنموية والتي تقدمها للمحتاجين والفقراء والمرضي غير القادرين بالمجان. وتعد الجمعية الشرعية الرئيسية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية، والتي تأسست عام 1913، من أقدم الجمعيات الأهلية، وأكبرها من حيث تقديم الخدمات للمواطنين، دون تفرقة بين مسلم ومسيحي، في النواحي الاجتماعية والطبية والتنموية، من خلال 5 ألاف مسجد، بالإضافة إلي أكثر من 1100 فرع ومكتب ولجنة منتشرة في جميع محافظات الجمهورية. وقد فازت بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام والمسلمين لجهودها في خدمة المسلمين في مصر ومعظم دول العالم الإسلامي. وتحافظ الجمعية منذ نشأتها علي مبادئ مؤسسها الشيخ محمود خطاب السبكي أحد علماء الأزهر بعد الاشتغال في السياسة وفصل أي عضو يخرج عن هذا المبدأ. نصف مليون يتيم ففي المجال الاجتماعي تكفل الجمعية الشرعية 540 ألف يتيم، علي مستوي الجمهورية يتم تقديم مبالغ شهرية ومساعدات عينية لهم باستمرار لتعيينهم على الحياة، مع تقديم الرعاية الطبية لهم، والوقوف بجانب هؤلاء ومساعدتهم ماديا في مراحل التعليم المختلفة. كما يبلغ عدد الأمهات الأرامل اللاتي تكفلهن الجمعية أيضًا 250 ألف أرملة، وتبلغ الكفالات النقدية في ذلك المشروع ما يزيد عن 125 مليون جنيه سنويًا، علاوة على العطاءات العينية التي تقدم لهن، لاسيما في المناسبات، والتي تبلغ قيمتها 1.8 مليار جنيه في السنة، وتتمثل أبرز هذه العطاءات في المواد التموينية واللحوم والبطاطين، وكان أخرها هذا العام توزيع 354 طن لحم، بتكلفة بلغت 35 مليون جنيه.
أما النشاط الأبرز للجمعية فيتمثل في وجود أكثر من 30 مركزا طبيا في التخصصات الطبيبة باهظة الثمن، وتقدمها بالمجان للفقراء والمحتاجين، لاسيما أنها تركز على علاج الأمراض المزمنة وعالية التكلفة مثل الغسيل الكلوي، ومراكز رعاية الأطفال المبتسرين، والأشعة التشخيصية، وعلاج الحروق والأورام والسرطان.
الغسيل الكلوي حيث يمنح المريض 40 جلسة وأثناء الجلسة تقدم له وجبة سكرية ووجبة أخرى دسمة بعد الغسل، مع تقديم وجبة للمرافق، وعشرين جنيهًا بدل انتقال. ويوجد لديها 90 جهازاً، ومتوسط إجمالي حالات الغسل شهرياً 1200 حالة، كما تقوم بعمل توصيل شريان بوريد بعدد 300 حالة شهرية وعملية قسطرة بعدد 100 حالة شهرية وبالاضافة معمل للتحاليل اللازمة الفيروسات للمريض.
الأطفال المبتسرون أما مراكز الأطفال المبتسرين، والتي وصل عددها إلى 1090 حضانة،منتشرة في 18 محافظة، جعلها تحتل المرتبة الأولي من حيث عدد الحضانات علي مستوي العالم، ، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه عدد الحضانات بمستشفى قصر العيني 25 حضانة تتكلف الليلة الواحدة فيها حوالي ألف جنيه، وتقدمها الجمعية مجانًا. وللجمعية الشرعية مركز متطور للأشعة التشخيصية، بمسجد المصطفى بمدينة نصر، ويضم أحدث الأجهزة من وحدات للرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية والموجات فوق الصوتية والماموجرام والأشعة بالصبغة وغيرها، وتقدم أكثر من 30 ألف أشعة سنويا وكله أيضًا بالمجان.
علاج السرطان والحروق كما يوجد لدي الجمعية مستشفي الأورام والذي قام منذ ثلاث سنوات، بتقديم عرض نال استحسان الحكومة، وهي أن تقوم باستضافة 130 مريضًا بالسرطان يوميًا من إجمالي المرضى الذين يترددون على معهد الأورام الحكومي بالقاهرة، وذلك لعلاجهم بمستشفى أحمد عرابي لعلاج الأورام بالكيماوي والإشعاع، وتتكلف الجلسة الواحدة مابين 5: 7 ألاف بالمجان أيضا، بالإضافة إلى وجود أكثر من 40 سريرا لعلاج الحروق يضعها في المرتبة الأولى على مستوى العالم في هذا المجال.
وبالإضافة إلى المستشفيات، تجوب القوافل الطبية بجميع التخصصات قري ونجوع الجمهورية وصولا لحلايب وشلاتين، وسيناء والواحات، لتوقيع الكشف الطبي على غير القادرين من المواطنين، وتقديم العلاج لهم بالمجان، بمشاركة عدد كبير من الأطباء والاستشاريين في مختلف التخصصات. وتشير الإحصائيات إلى أن قوافل الجمعية الشرعية تقوم بالكشف على أكثر من 43 ألف مواطن سنويًا، يتم تحويل عدد منهم إلى مستشفيات الجمعية وغيرها، ويتم إجراء حوالي 2000 جراحة سنويًا على نفقة الجمعية، وهناك قوافل طبية متخصصة فقط في أمراض العيون والقلب، والتي تنتشر بكثافة في المناطق الريفية. الأنشطة التنموية: مشروع محطات تنقية مياه الشرب التي وصل عددها ل 700 محطة في 15 محافظة تخدم حوالي 8.5 مليون مواطن، من خلال تقديم المحطة الواحدة 24 ألف لتر مياه نقية يستفيد منها 12 ألف نسمة في القري الأشد فقراً. إضافة إلي المشروعات الصغيرة يستفيد منها أكثر من مليون شاب، بتكلفة بلغت 6 مليون جنيه، بالإضافة إلي إنشاء 24 مخبزاً لإنتاج الخبر وتوزيعه بالمجان، وتوزيع أكثر من 36 ألف رأس ماعز علي الفقراء. ولم تنسي الجمعية أبناء العالم الإسلامي من الدارسين في الأزهر الشريف من خلال تقديم المساعدات المالية لهم، وتوفير المسكن لهم. إضافة إلي مشروعاتها التعليمية والطبية في الصومال وجزر القمر وجنوب السودان.