أشرت في مقالي السابق عن بعض الإنجازات العملاقة للجمعية الشرعية المصرية.. وهي في عنوانها تعني اتحاد العاملين بالكتاب والسنة الذي زرعت بذرته منذ مائة عام تقريبا. وقبل سرد روائع الإنجازات للجمعية أعود فأذكر أن ابتعادها عن الشأن السياسي وعدم انخراطها في هذا السلك بصراعاته وأكاذيبه ومنعطفاته أتاح لها فرصة العمل الهادئ الهادف حسبة لله والوطن.. لذا استطاعت الجمعية بأعضائها الجدد من المثقفين من خارج الأزهر الشريف أن تطفر طفرات عملاقة بفكر جديد مثل د.رضا الطيب الطبيب المعروف والمهندس سيد واكد فكانا القوة الدافعة المحركة لأفكار المركز العام لذا أنجزت الجمعية مشروع المراكز الطبية المتخصصة والتي سبقت مشروعات الدولة ووزارة الصحة بمسافات بعيدة. مثل مراكز الغسيل الكلوي المنتشرة بمصر وكذا مراكز الأشعة المتقدمة والتي تعمل بأحدث التقنيات العالمية وكلاهما يقدم الخدمة للفقراء مجانا.. مجانا مع صرف وجبة ومصروف بدل انتقال للمريض. أضافت الجمعية 650 حضانة للأطفال المبتسرين بأعلي التقنيات كذلك. حتي أن ألمانيا بجلالة قدرها أرسلت بعثاتها للتدريب في هذا المجال بالجمعية الشرعية ولهذا تشجعت وأنجزت مركز مناظير الجهاز الهضمي وحقن المريء. ثم أتمت المعجزة مستشفي الحروق الأول في الشرق الأوسط كافة علي مساحة 8 أفدنة بتجمع أحمد عرابي بطاقة 40سريرا مجانا.. مجانا.. وكذلك 35 سريرا للعلاج الكيماوي لمرضي السرطان الفقراء بتكلفة 3000جنيه للحالة ناهيك عن قوافل الإغاثة إلي غزة وبنجلاديش وباكستان وأندونيسيا ولبنان وليبيا والصومال وموريتانيا والنيجر ودارفور ومركز لغسيل الكلي لفقراء جزر القمر.. أنا مذهول أمام هذه الإنجازات وهذا التواضع الجم لمجلس الجمعية وأنظر بعين الشك والريبة أمام حكومات مبارك المخلوع التي تلقت ملايين المساعدات الأجنبية ومع ذلك تواترت الحكومات علي سرطنة الشعب وإعدامه ونهب ثرواته وإذلاله خاصة هذا المخلوع الصغير حاتم الجبلي وزير الصحة الذي جمع يوما مديريه من أنحاء مصر وقال لهم: نفضوهم.. لا علاج عندنا لفقير واللي ما معهوش مايلزموش.. مطلوب محاكمة الجبلي بعد تكريم رواد الجمعية الشرعية العملاقة.