أكد الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، أن تعليق الدراسة بالجامعة أمر وارد خلال تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها خاصة مع تزايد موجة تظاهرات طلاب جماعة الإخوان المسلمين وتعمدهم التخريب والعنف الممنهج داخل حرم الجامعة، مطالبًا بضرورة تدخل قوات الشرطة لحماية المنشآت والأرواح.. "المصريون" التقته فى حوار صريح حول الأحداث الأخيرة بالجامعة وكيفية تصدى الإدارة لها ومواجهتها.. وإلى نص الحوار: بداية كيف ترى ما يحدث بالجامعة من تظاهرات؟ وهل تعليق الدراسة بات ضرورة؟ بالتأكيد ما يحدث بحرم جامعي كجامعة الأزهر يشعرنا جميعًا بالأسف، فما يفعله طلاب الإخوان هو عمليات شغب وتخريب ممنهجة ومتعمدة؛ لتخريب المباني والأجهزة بالجامعات المختلفة، والتي تُحمل الجامعة عبئًا كبيرًا وخسائر بملايين الجنيهات، وهو الأمر الذي سيجعل تدخل الشرطة أمرًا لا غنى عنه، حيث إنني طالبت من اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، توفير قوات خاصة لحماية ممتلكات الجامعة من عمليات التخريب التي يقوم بها طلاب الجماعة داخل حرم الجامعة وأنه فى حالة تأخر قوات الأمن ستتحول ساحة الجامعة إلى ساحة قتال بين طلاب الجامعة. وإذا استمر الوضع كما هو عليه الآن بالجامعة دون حل ولا تدخل من الأمن سأضطر لتعليق الدراسة بالجامعة لتفادى أقل الأضرار. طلاب الإخوان مصرّون على الزج بالأزهر فى العمل السياسي، فمَ إجراءات الجامعة للحد من ذلك وإبعاد الأزهر عن السياسة؟ أنا ضد تقسيم الطلاب لهذا ليبرالي وذاك علماني وذاك إخواني أو سلفي، لكن ستظل جامعة الأزهر مكانًا للتعليم ولا علاقة لها بالسياسة والطالب جاء للجامعة ليحقق أمنية والديه اللذين يكدان ويكدحان من أجله؛ لكي يحصل على شهادة علمية، فينبغي أن يعي ذلك ولا يرهق والديه فى القلق والانشغال به ويتفوق فى دراسته، وقد أشاد مجلس الجامعة بهذه القرارات وأكد الالتزام بما أصدرته من بيانات وتعليمات حول الاهتمام بالطلاب الوافدين والابتعاد عن العمل السياسي داخل الحرم الجامعي، ولن أتراجع عن قراراتي فى الاهتمام بطلاب العلم داخليًا وخارجيًا، ليكونوا سفراء للأزهر فى كل مكان ينشرون الوسطية والاعتدال وأكرر لك الجامعة للعلم وليست للسياسة.
أساتذة الإخوان المطلوبون ومن هم على ذمة التحقيقات كالبلتاجى والبر كيف تتصرف معهم الجامعة إداريًا؟ هم أساتذة فى الجامعة وليس لنا علاقة بالانتماءات الحزبية، وكما قلت لك ليس لنا علاقة بالسياسة والمتغيب عن الجامعة تطبق عليه القوانين واللوائح وقد اتخذت الإجراءات القانونية تجاه المتغيبين من أعضاء هيئة التدريس مثل وقف الراتب والإنذار بالانقطاع عن العمل.
كيف تواجه الجامعة حالة السيولة السياسية الحالية والرغبة فى التصعيد والزج بالجامعة فى معترك السياسة؟ نفوض أمرنا لله ونعلن مرارًا وتكرارًا أننا بعيدون عن السياسة ولقد طلب منى بعض الطلاب الحريصين على العلم بعمل لائحة تعاقب مَن يقوم بعرقلة سير العملية التعليمية بالجامعة إلا أننى حتى الآن لم أبت فى طلب هؤلاء الطلاب.
كيف ترى المشهد السياسي الآن فى مصر؟ أنا بعيد عن السياسة ولا أنتمي لحزب أو جماعة مدى حياتي والتصرف يكون للمصلحة العامة وأراقبها دون أن أتدخل فيها وكل ما أتمناه من الله هو أن يجمع وحدة أبناء مصرنا الحبيبة وأن نعود إلى روح المحبة والإخاء والود وأن نبعد عن سياسة التعصب والخلاف.
ما الدور المنوط بوزارة الأوقاف تجاه جامعة الأزهر ومدى التعاون بينكما وخاصة فى فكرة الاستعانة بالطلاب فى الخطب بالمساجد من خلال بروتوكول تعاون اقترحه البعض لضبط المنابر؟ هذا هو المطلوب أن يكون أبناء الأزهر هم خطباء المنابر لنشر الوسطية وهذا سيبعث الأمل فى كليات أصول الدين والشريعة ويقوى مستوى الطلاب.
كيف ترى اللائحة الطلابية وهل هناك نية لتعديلها؟ ليس هناك شيء غير قابل للتعديل فاللائحة ليست قرآنا، وبالتالي يجب تعديلها بما يتماشى مع مصلحة الطلاب والطلاب هم وحدهم أصحاب القرار فى تعديل أو إضافة أو حذف أى نص من نصوص اللائحة. كيف تتعامل الجامعة مع الطلاب الأتراك والإيرانيين والماليزيين؟ كلهم أبناؤنا وسيحظون باهتمام بالغ لأن العلم شىء والسياسة شىء آخر ومن جاء للعلم فأهلا به ومن جاء للسياسة فليبحث عنها فى مكان غير الجامعة . ماليزيا سحبت طلابها العام الماضى فهل عادوا إلى الجامعة؟ التقيت بالسفير الماليزى وقررنا موعد عقد الامتحانات فى 23 سبتمبر وحضروا فى الموعد المحدد ولا يوجد حاليًا أى خلافات بيننا وبين أى دولة وهذا بفضل الله. نصيحة تقدمها لطلاب الأزهر؟
الطلاب هم أبنائي وأقول لهم احرصوا على تحصيل ما ينفعكم من العلوم الشرعية والثقافية ولا تلتفتوا إلى الخلافات السياسية وحافظوا على جامعتكم كأعرق جامعة فى العالم واستقطبوا أنظار العالم بأخلاقكم الأزهرية فالجميع ينتظر منكم المزيد والله أدعو لجميع أبنائنا الطلاب التوفيق والسداد.
ما الإجراءات التى اتخذتموها لتجنب أحداث العام الماضي فى المدن الجامعية؟ صرفنا الملايين لتحسين المباني وجودة الأطعمة وتوريد أجهزة على أعلى مستوى بل نعمل للسنوات القادمة، وليس لهذا العام فقط، حيث يجرى الانتهاء من إنشاء أربعة مبانٍ سكنية للطلاب بالقاهرة يشغل نصفها طلاب إندونيسيون والنصف الآخر من طلاب جامعة الأزهر بتكلفة إجمالية 32 مليون جنيه، إضافة إلى بناء أربعة مبان سكنية جديدة بتكلفة تصل 42 مليون جنيه، كما تم الاتفاق مع المملكة العربية السعودية لإنشاء مبنى للطالبات يشمل قاعة جمانيزيم ومبنى للبنين بمدينة نصر، ومبنيين للطالبات بالإسكندرية وأربعة مبانٍ بطنطا بتكلفة تتعدى 80 مليون جنيه.